أكد العميد بلعيدي كمال رئيس مكتب العمليات للأركان للناحية العسكرية الثانية بوهران، أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، عملت على توفير منظومة متكاملة للتكوين والتدريب القتالي لرجال أكفاء ذوي إمكانيات قتالية وتقنية عالية، و أن القوات البرية بذلت مجهودات جبارة لتطوير مركز تدريب المشاة بوهران مما جعله مثالا يحتذى به في جهاز التكوين، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد على التقنيات العلمية العالية للتدريب والتي تتماشى والتطوّر الذي يعرفه سلاح المشاة، أو التطوّر الحاصل في مختلف الأسلحة والمنظومات العسكرية، وذلك وعيا بالأحداث الإقليمية والعالمية غير المستقرة التي تفرض أن يكون سلاح المشاة في مستوى التحديات والرهانات التي تمكن من تحقيق قوام المعركة.
وأضاف العميد بلعيدي في كلمته الافتتاحية نيابة عن قائد الناحية العسكرية الثانية، لفعالية الأبواب المفتوحة التي نظمها مركز تدريب المشاة غزيل دحو بآرزيو في وهران يوم الثلاثاء المنصرم، أن هذه التظاهرة هي فرصة للجمهور ووسائل الإعلام للوقوف على القفزة النوعية التي حققها الجيش الوطني الشعبي بصفة عامة وسلاح المشاة بصفة خاصة، كما تهدف لإيصال المعلومة وتعريف كافة أفراد المجتمع بالمركز وخاصة الشباب، وهذه الفعالية هي أيضا تقليد عسكري  راسخ لتعزيز رابطة جيش –أمة.
من جهته، أوضح العقيد سني عبد القادر قائد المركز، أن الهدف من تنظيم مثل هذه التظاهرة هو إطلاع المواطنين على مستوى التقدم والتطور والكفاءة التي وصل إليها أفراد الجيش الوطني الشعبي و سلاح المشاة بصفة خاصة، سواء على مستوى  تكوين الموارد البشرية المتشبعة بالروح الوطنية والقادرة على التحكم و التعامل مع مختلف الأسلحة بالطريقة المثلى، أو ما يتعلق بأنواع الأسلحة والوسائل المستعملة في تكوين و تدريب رجال الصف ملمين بكل أساليب القتال للمشاة المترجلة من أجل دعم وحدات قوام المعركة، حيث تتمثل مهام مركز التدريب للمشاة الشهيد غزيل دحو بأرزيو والتابعة للناحية العسكرية الثانية، في تكوين الطلبة الرتباء والجنود المتعاقدين وكذا الطلبة ضباط الصف و رتباء وجنود الخدمة الوطنية، كما يستقبل المركز المجندين الجدد من الحياة المدنية لتدريبهم عسكريا وتكوينهم تخصصيا وفق برنامج مسطر وممنهج يتماشى مع مدة التكوين.
 للعلم، فإن مركز تدريب المشاة بوهران يساهم في تزويد الجيش الوطني الشعبي بمقاتلين أشداء في أتم الجاهزية، وهذا بعد خضوع الطلبة والمتربصين لتدريب ميداني صارم ومكثف يتسم بالقساوة والاستمرارية مما يؤهلهم لخوض أصعب المهام القتالية، بالإضافة لتمارين القتال المتلاحم الذي يساهم في تطوير قدراتهم البدنية ويكسبهم التقنيات القاعدية للدفاع عن النفس سواء كان المتدرّب مسلّحا أو أعزل.
ويفتح مركز تدريب المشاة غزيل دحو بآرزيو في وهران، كل سنة أبوابه للجمهور وهذا عبر أيام إعلامية، أبواب مفتوحة أو زيارة موجهة لوسائل الإعلام، تطبيقا لمخطط الاتصال لقيادة القوات البرية، وفي هذا الإطار، نظم المركز أول أمس الثلاثاء أبوابا مفتوحة لفائدة الجمهور الذي توافد بكثرة وخاصة الشباب منهم للإطلاع على مهامه  وللتعرف على كيفية وشروط الالتحاق به، وقدمت للشباب تفاصيل وتوضيحات من طرف القائمين على أجنحة العرض التي انتشرت بساحة المركز، أما بقاعة المحاضرات، فتم  عرض شريط مصور تمحور حول فكرة "تدرب كما تقاتل"  وهذا من خلال إبراز العرض لمختلف النشاطات العسكرية التي يقوم بها المتربصون والطلبة بالمركز، ولم يغفل منظمو الفعالية تعريف الجمهور بنشاطات أخرى للمركز منها  أن أفراده يشاركون ويتدخلون  في حالة وقوع كوارث طبيعية مثل الفياضانات أو الزلازل وغيرها، وأيضا يشارك طلبته في حملات التشجير الموسمية وفق التعليمات القيادية الرامية لترسيخ ثقافة التشجير والحفاظ على البيئة، كما أن للجانب الاجتماعي حيز ضمن تلك النشاطات ومنها الإطلاع دوريا على ما يعرض بمتحف المركز لتزويدهم بالمعلومات والمعارف التاريخية، وتفتح المكتبة أيضا أبوابها للطلبة لاغتراف العلم والمعارف.
و يعد مركز تدريب المشاة بوهران من الوحدات التكوينية الأولى للجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال، كامتداد لمركز التدريب لجيش التحرير الوطني، وقد كان يحتضن دورات تربصية في مختلف الميادين سواء لنيل الشهادات المهنية العسكرية أو الكفاءة المهنية أو تكوين فئة العاملين المتعاقدين، ويعود إنشاؤه إلى فترة إنزال قوات الحلفاء بشمال إفريقيا في الأربعينات من القرن الماضي، حيث مكثت به القوات الأمريكية ثم خلفتها القوات الفرنسية لغاية 1962، ليصبح بعد الاستقلال مركزا لتدريب صف الضباط، وكان ينظم دورات تربصية متعددة في مختلف الميادين سواء لنيل الشهادات المهنية العسكرية والكفاءة المهنية، أو تكوين فئة العاملين المتعاقدين، ومنذ صدور قانون الخدمة الوطنية سنة 1969، بدأ المركز في استقبال دفعات متتالية لشباب الخدمة الوطنية وبالتوازي يضمن تكوين العاملين المتعاقدين ويبرمج حصصا لرسكلة أفراد التعبئة وتدريب العصاة ابتداء من 1995.    
                بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى