أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس سعي القطاع لتكريس المقاولاتية وتطوير مجال الابتكار، تكريسا للتوجه الجديد لسياسة الدولة الرامية إلى تطوير مجال الابتكار وبعث المؤسسات الناشئة التي أضحت تمثل رهانا ضمن سلم الأولويات الوطنية، بما يمنح قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
وقال بلعابد خلال إشرافه على احتفالية توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة «تربية/ أب/ تشالنج» لسنة 2023، التي أقيمت بالمعهد الوطني للبحث في علوم التربية بالعاصمة، إن التظاهرة تندرج في إطار تكريس المقاولاتية في قطاع التربية الوطنية، في وقت تعمل السلطات العليا للبلاد على تشجيع إنشاء مقاولات تساهم في منح قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، عبر دعم تطوير مجال الابتكار وبعث المؤسسات الناشئة التي تمثل رهانا ضمن سلم الأولويات الوطنية.
وفاز 12 مشروعا في المسابقة التي تم إطلاقها السنة الماضية، من بينها 6 مشاريع في صنف مشروع مبتكر، و6 في صنف المؤسسات الناشئة، وحصلت تلميذة في الطور المتوسط من ولاية تبسة على إحدى الجوائز الموزعة أمس، إثر تمكنها من استحداث منصة إلكترونية لتسويق خدمات التعليم الخاص في مختلف التخصصات، تؤدي دور الوسيط بين مقدم الخدمة من أساتذة ومدربين، وطالبي الخدمة من أطفال وتلاميذ وطلبة.
وأوضح الوزير بأن كل المشاريع المبتكرة التي تم انتقاؤها تقدم قيمة مضافة، وهي تخص عدة مجالات من بينها ابتكار نظام تعليمي خاص لفائدة ذوي الهمم من المكفوفين، فضلا عن استحداث مشروع لتسهيل التعلم الذاتي للمواد العلمية لدى التلاميذ، وترغيبهم في ذلك عن طريق تحويل التعليم إلى لعبة، إلى جانب استحداث منصة لتسهيل إنجاز مختلف أنواع المشاريع التربوية المعرفية والإدارية والرقمية الضخمة، وكذا المشروع الخاص بالتعليم أون لاين، إلى جانب استحداث مشروع لمحاربة السرقات الأدبية، يساعد على التأكد مما إذا كانت الوثائق التي يستعملها الطلبة أصلية أم نتيجة سرقة أدبية.
وأكد بلعابد في السياق بأن الجزائر تزخر بالعباقرة والمبدعين، وهي تحتضنهم وتمنحهم كل السبل لتفجير طاقاتهم ومواهبهم الخلاقة، مؤكدا بأن المسابقة الوطنية «تربية/أب/ تشالنج» لطبعة 2023 تعد سابقة في قطاع التربية الوطنية، باعتبارها أول مسابقة وطنية للمؤسسات الناشئة، وهي تهدف إلى تشجيع الابتكار في العديد من المجالات التعليمية على نحو الهندسة البيداغوجية المبتكرة، وإنشاء محتويات تعليمية مبتكرة والوسائل التعليمية التي توظف التكنولوجية الرقمية.
وذكر المتحدث بتنصيب لجنة خاصة بالمعهد الوطني للبحث في علوم التربية، تضم أساتذة وباحثين من داخل وخارج المعهد، والتي حددت تاريخ 2 مارس 2023 لإجراء المسابقة التي أسفرت عن تلقي 77 مشروع ابتكاري في التربية، تم انتقاء 12 من بينها، موضحا بأنه بفضل هذه المبادرة تمكن المعهد الذي يقع تحت وصاية وزارة التربية الوطنية من الحصول في شهر جويلية الماضي على علامة إنشاء حاضنة أعمال. ووصف المصدر العملية بأنها تمثل قيمة مضافة للقطاع، باعتبارها فرصة حقيقية لتجسيد أفكار المتعلمين والأساتذة، إلى جانب الناشطين والباحثين في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بالإسهام في إدراج التربية المقاولاتية وتعزيز روح الابتكار وإرساء ثقافة مؤسساتية في الحقل المدرسي.
وأشار المصدر إلى أن وزارة التربية نظمت السنة الماضية على مستوى المعهد تظاهرة علمية ترمي إلى تعميق فكرة إدراج الابتكار والمقاولاتية في المناهج التربوية، إيمانا من القطاع بأهمية ترسيخ المقاولاتية في مجال التعليم، وقد توجت المظاهرة بعدة توصيات من بينها اقتراح تحويل مشاريع الوحدات البيداغوجية المدرجة في المناهج التربوية إلى مشاريع مقاولاتية ابتكارية، تهدف إلى تعزيز روح الابتكار والمقاولاتية لدى المتعلمين.                  لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى