ينتظر سكان قسنطينة والولايات المجاورة عموما، دخول حديقة التسلية بجبل الوحش، حيز الخدمة، و يتزايد الترقب لأجل الاستمتاع بواحدة من بين أكبر وأحدث الحظائر على المستوى الوطني، خاصة وأنها جهزت كما أعلن عنه، بمستوى عالمي وزودت بألعاب حديثة ومتطورة جدا، إضافة إلى هندستها الجديدة التي ستجعل منها الأجمل دون منازع كما سيتوفر المرفق كذلك على قرية مائية بها مزالج ومسابح فريدة.

حاتم بن كحول

وستكون هذه الحديقة قبلة الزوار من داخل وخارج الولاية كما هو متوقع وذلك بداية من العالم القادم، خاصة وأن النموذج الأولي الذي قدمته الشركة المسيرة، شد الانتباه خلال عرض حضره مؤخرا وزير السياحة والصناعة التقليدية ووالي قسنطينة، وذلك في إطار زيارة تفقدية للاطلاع على مدى تقدم الأشغال في الموقع.
تواجدت النصر، في الحديقة التي كانت قبل عشر سنوات مقصدا لعائلات من قسنطينة         والشرق الجزائري، قبل أن تتعرض لحريق تسبب في غلقها، لتعود أشغال تهيئتها مجددا حيث وقفنا على نشاط لورشات كثيرة مفتوحة على كل الجبهات، بها العشرات من العمال الذين وجدناهم منهمكين في أداء عملهم خاصة وأن الشركة المنجزة عملت على تنظيف الحظيرة كخطوة أولى ثم إعادة إنجاز الشبكات المختلفة، واستحداث هندسة جديدة مع إنشاء مساحات خضراء وسلالم تزيد من جمالية الحديقة، إضافة إلى تجهيز مواقع الألعاب.
ورغم أن الأشغال لا تزال في بدايتها على مستوى عدد من الورشات، إلا أن الهندسة الجديدة للحظيرة بدت واضحة من خلال تقسيم المناطق حسب نوعية الألعاب وتحديد أماكن المحلات والمرافق الخدماتية، والشروع في إنجاز أسوار محيطة زادت من جمال الحديقة رغم أن الأشغال غير منتهية.
وقامت الشركة المنجزة في البداية بتنظيف الحديقة، حسب ما أوضحه القائمون على المشروع، خاصة وأنها كانت في حالة كارثية جراء إهمالها لقرابة عقدين من الزمن، كما تمت عمليات إنجاز الشبكات المختلفة بنسبة مئة بالمئة، رغم العراقيل التقنية التي صادفت العمل، على أن تركز المقاولات على الجانب الجمالي في قادم الأيام.
تتربع حديقة التسلية على مساحة 9.3 هكتارات، ما يجعلها من أكبر الحظائر على المستوى الوطني، وتقع في موقع استراتيجي جدا، إذ جاءت محاذية للطريق السيّار شرق غرب عند محول عنابة الجزائر العاصمة، إضافة إلى تواجدها في منطقة منعزلة لا تشكل خطرا ولا إزعاجا للسكان، وتبعد عن مطار محمد بوضياف بحوالي 17 كلم.
هندسة جديدة وتقسيم حديث للحظيرة
تمكنت المقاولة المشرفة على أشغال الإنجاز في وقت وجيز، من تنظيف الحظيرة وتزويدها بمختلف الشبكات وإحاطتها بجدار كبير لحمايتها من الإنزلاقات إلى غاية انتهاء الأشغال، وهو ما استحسنه السكان القاطنون بالقرب منها، خاصة وأنها تحولت طوال سنوات إلى وكر للمنحرفين.
وأكد أحد المشرفين على المشروع، أن الحديقة ستكون مختلفة عن بقية الحدائق المتواجدة على المستوى الوطني، حيث استعرض مقطع فيديو يبين تميز النموذج النهائي للحظيرة، أظهر هندسة جميلة تمزج بين الحضارة والأصالة والتطور، من خلال استعمال حجارة طبيعية على الجدران الفاصلة بين الأروقة، واختيار أرضية مزخرفة ستزيد من جمالية الحظيرة.
كما تم تغيير هندستها القديمة، و استغلال بعض المساحات في شكل هرم كبير، خاصة وأن جمالية المنطقة تكمن في وقوعها على هضبة عالية، ما جعل المشرفين على أشغال الإنجاز يستثمرون في تلك الفضاءات المرتفعة، وينجزون مرافق ستتوفر على ألعاب مختلفة من الأسفل إلى الأعلى، كما تم الربط بينها بسلالم منجزة أيضا بحجارة طبيعية، على أن تزود بإنارة مختلفة الألوان.
وقد وظفت المقاولة جمال الطبيعة كديكور للحديقة، من خلال استحداث عشرات المساحات الخضراء ودعمها بأشجار مختلفة الأصناف، تتميز بتعدد ألوان أوراقها وذلك لأجل الإبهار البصري، إضافة إلى إنشاء حدائق صغيرة تمكن الزوار من استنشاق هواء نقي وسط أجواء طبيعية.

كما تم تزويد كل الفضاءات بمساحات خضراء من العشب الطبيعي، مع وضع كراس خشبية لضمان راحة زوار حديقة التسلية، خاصة وأن مساحتها معتبرة وبالتالي تتطلب المشي لمسافات طويلة وهو ما يوجب ضمان كراس و مربعات للراحة، قبل مواصلة استكشاف الحظيرة التي ستزود بألعاب عديدة ومتنوعة. وقد عمدت المقاولة كذلك إلى استخدام الإنارة من أجل ضمان جمالية وأمن المكان ليلا، من خلال إنارة مختلف المساحات والأروقة و حتى السلالم.
12 لعبة عملاقة و مطاعم ومقاه ومرافق خدماتية
وستتوفر الحديقة حسب النموذج النهائي، على عشرات المحلات التجارية متمثلة في مطاعم ومقاهي، إضافة إلى هياكل خدماتية من أجل ضمان راحة الزوار، خاصة وأنها تقع على بعد مسافة معتبرة من المحلات التجارية الواقعة خارج الحظيرة، وبالتالي لن يضطر أي زائر للخروج من أجل اقتناء مختلف المستلزمات، وستنجز المحلات في شكل مستقيم بمحاذاة الحدائق لتسهيل عملية الالتحاق بها.
فيما صممت مختلف المرافق الخدماتية بواجهات جميلة مع تعمد إنجازها بالقرب من الفضاءات الترفيهية، كما ستزين بألوان جميلة تتناسب مع الطابع الغابي للحظيرة، إضافة إلى أن بعض الألعاب التي ستدعم بها الحظيرة ستكون عبارة عن هياكل زجاجية على شكل ناطحات السحاب بشكل مصغر، ما سيزيد من جمال الحديقة.
وأكد المشرف على عرض المشروع، أن كل الإجراءات الضرورية لاقتناء الألعاب قد تمت وتسير في الطريق الصحيح، موضحا خلال تقديمه للعرض، بأن الشركة المسيرة للحظيرة اختارت موردا صينيا معروفا وموثوقا، موضحا أن اختيار الألعاب كان وفق ما يتناسب مع الحديقة وهندستها الفريدة، ومضيفا أن الاتفاقية قد أبرمت رسميا، كما تم طلب الألعاب ما سهل من مهمة الحصول على البطاقات التقنية التي تشمل كل المعلومات الخاصة بكل لعبة، والبالغ عددها 12 لعبة عملاقة.
وأضاف المتحدث، أن قائمة الألعاب عالمية و قد تم اختيارها بكل عناية وكانت خليطا بين الألعاب الكلاسيكية و الحديثة، على غرار العجلة الكبيرة التي ستسمح بالاستمتاع بالمناظر الجميلة في ولاية قسنطينة من موقعها أعلى الحديقة، إلى جانب سفينة القراصنة من الحجم الكبير والتي تستوعب أزيد من 40 شخصا، إضافة إلى قطار يجوب كل فضاءات الحديقة، وألعاب أخرى متطورة وحديثة مزودة بآخر التكنولوجيات ستتوفر لأول مرة في الولاية متحدثا على أن حجم الألعاب هو الأكبر على المستوى الوطني، وستدخل الحديقة، مقدرا تاريخ بداية الاستغلال بنهاية السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة كأقصى تقدير رغم أن نسبة تقدم الأشغال لا توحي بذلك، حسب ما لاحظته النصر أثناء تواجدها في المكان.
هذا هو الجديد الذي سيأتي به المشروع
وستكون حديقة جبل الوحش، فريدة من نوعها والأولى على مستوى الولاية التي تجمع بين ألعاب التسلية وقرية مائية، حيث خصصت مساحة كبيرة منها لإنشاء هذه القرية التي ستزود بمزالج مختلفة الأنواع والأحجام، وكذا مسابح متنوعة موجهة للكبار و الصغار، فضلا عن إمكانية استغلال الألعاب والمسابح في آن واحد، خاصة في فصل الصيف أين تزيد الحاجة لقرية مائية في وقت تعاني الولاية من نقص في مثل هذه المرافق.
وتفكر الشركة إلى جاب ذلك، في إنجاز حديقة خاصة للحيوانات، لأن كل الظروف مثالية ومناسبة لتجسيد المشروع في ظل تواجد الحظيرة وسط غابة كبيرة تتوفر على كل العوامل الطبيعية، و توفرها على مساحة معتبرة تسمح باستغلال كل تلك الفضاءات الشاغرة، إضافة إلى إثراء برنامج الخدمات المقدمة من ألعاب تسلية وقرية مائية وحديقة حيوان، خاصة وأن ولاية قسنطينة، لا تتوفر حاليا على حديقة حيوانات ويضطر عشاق مثل هذه المرافق للتنقل إلى ولايات مجاورة من أجل الاستمتاع.
يذكر أن حديقة جبل الوحش، كانت مشهورة بفضاء الحيوانات الكبير الذي كانت تتوفر عليه، وهو ما ضاعف الإقبال عليها آنذاك.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى