نجا، أمس، شخصان من الموت بأعجوبة، في انهيار سلالم وأجزاء من بناية هشة من ثلاثة طوابق بحومة الطليان بالمدينة القديمة، بينما ظل أزيد من 10 أشخاص عالقين في حالة خطر يطلبون النجدة من الحماية المدنية لإخراجها، تفاديا لأي انهيارات محتملة في البناية، فيما سارعت عائلات مجاورة من البناية إلى الفرار خوفا من أي مكروه قد يحدث لهم.
النصر تنقلت إلى موقع البناية، أين صادفنا مجموعة من سكان الحي متجمعين أمام البناية، دفعهم الفضول و هم مصدومون من الحادثة لتفقد وضعية البناية و حالة قاطنيها، حيث وجدنا فردا من العائلة المتضررة يتحدث مع أمه المحاصرة داخل المنزل و يتفقد حالها و بطلب منا سردت علينا من نافذة المنزل في الطابق الثاني، تفاصيل الحادثة، بقولها أنها كانت نائمة رفقة أفراد عائلتها وفي حدود الثالثة صباحا سمعت دوي صوت قوي مصحوب بارتدادات شديدة، فقاموا مسرعين معتقين بأنه زلزال، ليتأكدوا بأن مصدر الصوت كان إثر حدوث انهيار في سلالم و أجزاء من البناية التي يقمون فيها و انتظروا إلى غاية السابعة صباحا أين حضرت الحماية المدنية و قامت بإجلاء شخصين من البناية نجيا بأعجوبة من الموت.و حسب ما صرح به أفراد العائلة، فقد تركت الحادثة صدمة كبيرة في نفوسهم، لدرجة أن البعض منهم كان يعتقد بأنه زلزال ضرب المنطقة، فيما قالت امرأة بأن الخوف لا يزال يتملكها من هول الحادثة التي جعلتها تعيش على هاجس الخوف و الفزع.
و ذكر فرد من العائلة، أن البناية تمت معاينتها من طرف الهيئة التقنية لمراقبة البنايات بعنابة في 2017 و صنفتها في الخانة الحمراء و طلبت منهم إخلاءها فورا، نظرا لخطورتها و عدم صلاحيتها للسكن و كل ذلك كان بعلم من مصالح الدائرة و الولاية.
و أضاف المعني، بأنه و عند شروع اللجنة الولائية المكلفة بإعادة إسكان  و ترحيل العائلات المقيمة في البنايات الآيلة للسقوط، قررت ترحيل عائلة واحدة من البناية، مع إسقاط اسمهم و استثنائهم من عملية الترحيل بحجة واهية، تتمثل في ضياع التصريح الشرفي بخصوص الطعن الذي قدمته العائلة سابقا و هنا حملوا المسؤول المكلف بالسكن المسؤولية الكاملة في ضياع التصريح من الملف، كما أبدوا استغرابهم من إصرار الولاية على التحجج بوثيقة بسيطة ترهن بها مصير و حياة عائلة بكاملها، تقيم في منزل هش آيل للسقوط و لا يحتاج لأي تعليق، كما أبدوا غضبهم الشديد من الاستهتار بوضعيتهم من طرف مصالح الولاية و رئيس الدائرة في هذه القضية.
و من خلال معاينتنا لركام الانهيار، يبدو للوهلة الأولى و كأن الانهيار ناجم عن زلزال، حيث لم تتبق سوى أجزاء من القضبان الحديدية عالقة، لدرجة يخيل لك بأن قاطنيها في عداد الموتى.
غادرنا المكان و تركنا أفراد العائلة في حالة نفسية كارثية، مما جعل أفراد من العائلة يستعملون سلما حديديا للنزول أو بالأحرى الفرار من الخطر المحدق بهم.
تجدر الإشارة، إلى أن السلطات الولائية قامت مؤخرا بترحيل أزيد من 6 عائلة تقيم في بنايات آيلة للسقوط في المدنية القديمة، إلى سكنات جديدة بالمدينة الجديدة بوزعرورة.        كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى