قامت مصالح التجارة لولاية الطارف، أمس، بالتنسيق مع مصالح الفلاحة، بتوزيع حوالي ألف طن من البطاطا الموسمية المخزنة في غرف التبريد ببلدية بن مهيدي على 30 تاجرا متنقلا و نقطة بيع عبر 3 بلديات الذرعان، الطارف و القالة في مرحلة أولى، على توسع العملية لتشمل تجار باقي البلديات الأخرى، بطرح أكبر الكميات من هذه المادة الغذائية ذات الطلب الواسع في الأسواق المحلية، لكسر الأسعار التي تجاوزت 100 دينار للكلغ الواحد.
و ذكر مدير التجارة لولاية الطارف، حكيم سياحي، في تصريح «للنصر»، أنه و من أجل التحكم في عملية توزيع البطاطا المخزنة على التجار بسعر 50دينارا للكلغ، لبيعها مباشرة للمستهلك بثمن لا يتعدى 55 دج، حيث تم ضبط قائمة بأسماء التجار الذين يحوزون على سجلات تجارية ومعروفين، مع تسليم رخص لاستلام الكمية المخصصة لكل واحد منهم، مع تفعيل عمليات الرقابة في السوق بالتنسيق مع المصالح الأمنية للحد من كل أشكل المضاربة و تحويل البطاطا عن وجهتها و الوقوف على مدى التزام التجار احترام السعر المسقف المحدد لبيع البطاطا للمواطن، على أن تتخذ كل الإجراءات الردعية و القانونية حيال كل من يثبت ضده تورطه بشكل أو آخر في عدم التلاعب في الأسعار و المضاربة بمادة البطاطا، بتحويل ملفاتهم على العدالة و حجز مركباتهم و الكميات التي بحوزتهم المعروضة للبيع.
كاشفا في سياق متصل عن وضع جهاز رقابة صارم لتتبع التجار بما فيها القيام بحملات مداهمة و تفتيش بالمستودعات و غرف التبريد و المخازن لملاحقة المضاربين، من خلال تجنيد كل الفرق المختصة لهذه العملية طبقا لتوجيهات الوصاية.
 كما كشف مدير المصالح الفلاحية، قدور عايد، عن تخزين حوالي 1800طن من البطاطا من فائض الإنتاج لغرض طرحه عند نقص وغلاء الأسعار لتغطية التوازن في السوق و هذا في إطار برنامج ضبط المنتجات الفلاحية واسعة الاستهلاك، مضيفا بأن كمية البطاطا المخزنة في غرفة التبريد الوحيدة بالولاية التي تسع طاقتها28 ألفا و 600 متر مكعب، تشمل توزيع 350طنا من البطاطا كل يوم اعتبارا من تاريخ أمس وإلى غاية 2نوفمبر القادم أي على مدار 10 أيام، بما يقارب توزيع 1800 طنا لفائدة الباعة المتجولين و تجار التجزئة لولايات عنابة، سوق أهراس و الطارف، بسعر تسويق حدد بـ50 دينارا للكلغ الواحد، على أن لا تتعدي سعر البيع للمستهلك 55دينارا، مع تشديد المتابعة و مراقبة السوق لمعرفة مدى تقيد التجار التزامهم بتسعيرة البيع و هامش الربح المحدد، تفاديا كل أشكال المضاربة، في ظل الاختلال المسجل بين العرض و الطلب في المدة الأخيرة، مما أدى إلى بلوغ الأسعار مستويات فاحشة.
و أكد المسؤول، أن الولاية تبقى منتجة للمحاصيل الصناعية و الحبوب أكثر منها من الخضروات و خاصة البطاطا التي تتربع على مساحة مغروسة سنويا لا تتعدى 500 هكتار، بإنتاج حوالي 180 ألف قنطار من البطاطا الموسمية التي يبدأ جنيها نهاية جانفي، في حين أن مساحة البطاطا غير الموسمية لا تتعدى 33 هكتارا، بإنتاج 8300 قنطار يتم جنيها في أكتوبر، في حين أن مساحة البطاطا المبكرة لا تتعدى 120 هكتارا، بإنتاج 32 ألفا و 400 قنطار، ذلك أن  خصوصيات الولاية الفيضية و الطينية، دفعت بعديد الفلاحين إلى تجنب غرس البطاطا تفاديا للخسائر الناجمة عن السيول الشتوية التي تغمر الأراضي الفلاحية  التي تستغل 45  بالمائة منها في أنتاج المحاصيل الموسمية، فيما تخصص المرتفعات الفلاحية لإنتاج الحبوب بأنواعها، كما أن ارتفاع أعباء وتكاليف الإنتاج  في غرس البطاطا التي يتجاوز 100مليون سنتيم للهكتار الواحد المغروس بالبطاطا، مع غلاء أسعار الأدوية و البذور و ارتفاع أسعار كراء الأراضي الذي قفز من مليون سنتيم إلى 10 مليون للهكتار الواحد وغلاء اليد العاملة دفعت بالفلاحين العزوف على هذه الشعبة و تعليق نشاطهم بالتحول نحو إنتاج الطماطم الصناعية، تجنبا لتكبد الخسائر الناجمة عن عدم قدرتهم  تعويض تكاليف الإنتاج على أقل تقدير .                
 نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى