آن للنخبة المثقفة أن تتفطّن إلى سلبيتها
 بادرت «جمعية أفكار لتنشيط الشباب والطفولة» في مدينة تيارات، إلى إطلاق المقهى الأدبي «دار النقادي»، والنقادي في الثقافة الشعبية هو المغني والشاعر المرافق للخيّالة، حيث استقطب حفل الافتتاح في قاعة متحف المجاهد، الفاعلين في الحقول الفنية المختلفة من أدب ونقد وسينما وتشكيل ومسرح وتصوير، في مشهد دلّ على الحاجة إلى اللقاء والتواصل.
 واستضاف العدد الأول من مقهى النقادي الكاتب والإعلامي والناشط الثقافي عبد الرزاق بوكبة الذي قال إنه آن للنخبة المثقفة في الجزائر أن تتفطّن إلى سلبيتها في لعب أدوارها في حدود ما هي مكلفة به أخلاقيا وتاريخيا، وعدم الاكتفاء بإبداء التذمر من الوضع العام في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ذلك أن أكبر مستفيد من هذه الروح السلبية بحسب المتحدث، هو السياق العام الذي رفض على مدار عقود الاستقلال أن يربط الفعل الثقافي بفن العيش، لأن ذلك يمنح المبادرة للمجتمع المدني، بل ربطه بخلق الفرجة والاحتفاء بالمناسبات الرسمية.
وقال صاحب رواية «ندبة الهلالي» إن تحولات كثيرة حدثت في المشهد الوطني، وقد فات النخبة المثقفة أن تستشرفها، ثم فاتها أن تعد لها، وهي اليوم تفوت واجب مواكبتها وتأطيرها بالوعي اللازم، حتى لا تأخذ مسارات مغشوشة، والمثقف الجزائري بهذا، باستثناء حالات قليلة، انتقل من مرحلة المثقف الفاعل، حتى في عزّ سنوات العنف والإرهاب، إلى مرحلة المثقف المحايد أو المتواطئ.
 وشهد المقهى الذي نشطه المسرحي فتحي كافي قراءات شعرية للضيف ومداخلات موسيقية لنجم ألحان وشباب نور الدين طيبي ومحمد زامي صاحب جائزة أفضل موسيقى في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف والمنشد عبد الحق جواق، وفصلا من مسرحية «رقصة الهاوية» التي كتب عبد الرزاق بوكبة نصها عن رواية «الجازية والدراويش لعبد الحميد بن هدوقة وأخرجها لمسرح سكيكدة فوزي بن إبراهيم.   

  ق-ث

الرجوع إلى الأعلى