سميــــد مغشـــــوش يُبـــــاع في أســــواق قسنطينــــة
تسوّق العديد من المحلات بولاية قسنطينة مادة سميد مغشوشة تتنافى طريقة إنتاجها مع معايير الجودة المعمول بها، ما أثار استياء المواطنين الذين وجهوا شكاوى إلى المصالح الرقابية و اتحاد التجار الذي يؤكد تسجيل عديد الحالات، فيما أحالت مديرية التجارة عشرات المخالفين على القضاء و اكتشفت عدم مطابقة 15 عينة.
وذكرت مصادر متطابقة للنصر بأن المصالح الرقابية لمديرية التجارة قد كثفت من خرجاتها الميدانية منذ بداية العام الجاري، إلى مختلف الوحدات الإنتاجية لمادة السميد و كذا المطاحن، بناء على تعليمات من الوزارة الوصية، و ذلك بغرض الوقوف على مدى احترام معايير جودة المنتوج، حيث أوضحت ذات المصادر بأن تجاوزات عديدة سجلت منذ بداية السنة الجارية بعد أن سقفت الحكومة أسعار المادة و فرضت عقوبات على المنتجين و التجار المخالفين للقوانين.
و أوضح العديد من التجار الذي تحدثت إليهم النصر، بأن علامات معروفة بجودتها في السابق، قد لاقت عزوفا من طرف المواطنين الذين اشتكوا من رداءتها خلال الفترة الأخيرة، وهو وضع قال بشأنه محدثونا بأنه وضعهم في إحراج و مواجهة مع الزبائن، مشيرين إلى أن جل العلامات التي تراجعت نوعيتها قد التزمت بتسقيف الأسعار، في الوقت الذي ما تزال فيه مرتفعة لدى المُصنعين الذين حافظوا على جودة المنتوج، بحسب تأكيدهم.
و اشتكى مواطنون من رداءة العديد من العلامات لاسيما التابعة للقطاع الخاص، حيث ذكر مواطن بمدينة علي منجلي بأنه قارن بين منتوج قديم و آخر جديد لنفس العلامة من وزن 25 كيلوغراما، و لاحظ تغيرا كبيرا في نوعية الخبز المصنوع، و هو وضع أكدته مواطنة من بلدية الخروب وقفت على تراجع في نوعية السميد خلال السنة الجارية، فيما سجل رئيس اتحاد الخبازين نفس التجاوزات، بينما أكد الإتحاد الولائي للتجار بحسب رئيسه، تسجيل و تلقي العديد من الشكاوى من المواطنين و التجار في هذا الخصوص، حيث اعتبر المتحدث بأن هيئته تعد سلطة اقتراح وبأن نشاطها يقتصر على تبليغ المصالح الرقابية عن كل تجاوز ترصده. مدير التجارة ذكر في اتصال بالنصر، بأن معايير الجودة للسميد العادي و الممتاز تحددها القوانين، التي تتمثل، بحسبه، في طريقة العجن و نسبتي الحموضة و الرطوبة و غيرها من المعايير الأخرى، مشيرا إلى أن تقليص فاتورة استيراد القمح قد أثر على نوعية السميد لدى غالبية المنتجين، الذين يعتمدون عليه كمادة أولية في الإنتاج، لافتا إلى أن المُصنّعين الحاليين يستخدمون القمح المحلي.
و أضاف المتحدث بأن مصالحه قامت بالعديد من التدخلات بالعديد من الوحدات الإنتاجية و المطاحن، و كذا لدى تجار الجملة خلال السنة الجارية، و بمعدل 5 مرات في كل شهر، حيث تم الكشف عن ثلاث عينات غير مطابقة من أصل 25 لدى الوحدات، و كذا 12 عينة غير مطابقة من بين 38 لدى تجار الجملة، ليتم إحالة جميع المخالفين على العدالة، بحسب قوله. من جهته أوضح رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، زبدي مصطفي في اتصال بالنصر، بأن هيئته تلقت عدة شكاوى و وقفت على العديد من الحالات من السميد المغشوش و الرديء عبر جل ولايات الوطن، لاسيما في الأكياس من وزن 25 كيلوغراما، حيث أوضح المتحدث بأن الوضع سجل أكثر لدى الخواص، بعد أن سقفت الوزارة الأسعار و أطلقت جمعيته حملة لتقنينها، داعيا الهيئات الرقابية إلى تكثيف نشاطها و معاقبة جميع المخالفين لمعايير الجودة.
 لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى