عرس جماعي لثلاث نزيلات بمركز حماية الأحداث بوهران
أقيم في نهاية الأسبوع عرس جماعي لثلاث نزيلات مركز حماية الأحداث للبنات بحي قمبيطة بوهران، في جو بهيج شارك فيه عدد من المحسنين وجمعيات خيرية، وكذا مدير النشاط الاجتماعي بوهران.
و تزامن العرس الجماعي للنزيلات الثلاث بمركز حماية الأحداث للبنات، مع انتهاء الفترة المحددة لإقامتهن في المركز، و بذلك يبدأن حياة جديدة و يتجاوزن الوضع رفقة أزواجهن الذين اختاروهن لتكوين أسر.
 و قد تمت العملية و هي ليست الأولى من نوعها، بل تتكرر من حين لآخر، كلما سجل اتفاق و تفاهم بين الخطاب الذين يقصدون المركز بغية إكمال نصف دينهم و الفتيات المعنيات، و قد سبق للنصر و أن حضرت ونقلت فعاليات عرس جماعي بذات المركز سابقا.
 وحسب الناشط في المجال التطوعي رفيق بوريش، فقد تم التنسيق بين مدير النشاط الاجتماعي و إدارة المركز و المحسنين لتحضير العرس بكل مستلزماته مثل الأعراس العادية خارج المركز، حتى لا تشعر العرائس  بالنقص، فبعد جلسة قراءة الفاتحة التي أشرف عليها أئمة دعوا للعرسان بالبركات والألفة والحياة الكريمة، تم تنظيم مأدبة الفرح.
و قد رافقت أخصائية في التجميل العرائس لعدة أيام قبل العرس وواصلت عملها إلى غاية نهاية العرس، حيث أشرفت على تجميلهن و إلباسهن الشدة التلمسانية بكل لوازمها، تحضيرا لحفل الحناء الذي نشطته فرقة قرقابو وأدخلت البهجة في نفوس العرسان و الحضور الذين تفاعلوا معها و رقصوا على أنغامها، مثلما رقصوا على وقع طقوس « النقافات» و حمل العروس على الأكتاف فوق كرسي خاص وسط القاعة.
هؤلاء العرائس، على غرار بقية نزيلات المركز قضين سنوات في مركز الأحداث لارتكابهن جنحا يعاقب عليها القانون أو لحمايتهن من أخطار كثيرة تتربص بهن أو بسبب ظروف أخرى قاهرة، لكن من يتعمق في أسباب وصولهن إلى ذلك المكان، يجد أنهن ضحايا أوليائهن و المجتمع ككل، فمنهن من وجدت نفسها في وضع مأساوي بعد فراق والديها و طلاقهما ولم تجد سوى الشارع ملجأ لها، وأخرى فتحت عيناها في مركز الطفولة المسعفة وأخرى طردت من بيت أهلها بسبب خطأ كان يمكن تصحيحه والحفاظ عليها وسط الجو العائلي وغيرها من الحالات، سواء الموجودة يتواجدن في المركز أو خارجه. و يعتبر بعض المختصين أن تزويج هؤلاء الفتيات هو أكبر تحصين لهن من مخاطر الشارع وأحسن حل لتعويضهن الحنان الأسري الذي فقدنه، خاصة وأنه لا يتم قبول عروض الزواج من طرف الهيئات المختصة، إلا بعد التحقيق في وضعية الخطاب، ليتم ضمان حياة مستقرة لهؤلاء الفتيات.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى