الإعــدام لجــزار قـتــل سيــدة داخـــل مسـكـنهــــا وســط مـديـنـــة قسنـطينــــة
أصدرت أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، حكما بالإعدام في حق قاتل السيدة التي  تقطن بشارع زعبان المعروف  “ببومرشي « بوسط مدينة قسنطينة، كما برأت زوجها من تهمة التحريض على الفعل.
وقائع القضية، التي أثارت استنكار الرأي العام القسنطيني آنذاك و  تطرقت إليها النصر بالتفاصيل وقت وقوعها، تعود إلى شهر جويلية من العام الماضي، عندما تقدم زوج الضحية المسمى “إ م” البالغ من العمر 75 سنة، إلى مصالح الأمن الحضري الخامس عشر، وصرح بأنه قام بطرق باب بيته ولم تفتح له زوجته المريضة، كما لم ترد على اتصالاته ومكالمات ابنته الهاتفية، ليتنقل بعدها عناصر الأمن رفقة الحماية المدنية ، وقاموا بكسر قفل الباب الحديدي للشقة، أين وجدوا جثة زوجته المسماة «ج ح» البالغة من العمر  67  سنة وأم أولاده الستة، ملقاة على ظهرها بمدخل الرواق وهي تسبح في الدماء.
وصرح زوج الضحية، أثناء مساءلته من طرف عناصر الضبطية، بأنه تعرف على أحد الأشخاص، قبل ستة أشهر من الحادثة يسمى «ع ج» ، ويملك طاولة لبيع اللحوم، بالقرب من محل لصديقه بحي السويقة، كما أنه يعرف منزله بحكم أنه رافقه أربع مرات قصد مساعدته في إيصال مشترياته، وسبق له أيضا وأن زاره قبل يوم من الحادثة بمسكنه وفتح له الباب، ولما سأله حول أسباب قدومه، أخبره بأنه يعرف مالك محل يقع مقابل مقر الحماية المدنية، بذات الشارع يرغب في بيع محله كونه سبق وأن أخطره بأن أحد معارفه يرغب في شراء محل بذلك الموقع، مضيفا بأن القاتل سأله أن يمنحه جرعة ماء فسمح له بالدخول وأكرمه بكأس من المشروبات وبقطع من البيتزا، قبل أن يسأله عن صحة زوجته ويبدي له رغبته في رؤيتها وهو ما تم،حيث ألقى عليها بحسب تصريح الزوج التحية وردت عليه بالمثل واستفسرت هي الأخرى عن أحواله،  ثم غادر ليتصل به مساء يوم الحادثة ثلاث مرات عبر الهاتف، وفي آخر مكالمة له أخبره بأن زوجته قد قتلت، كما أبلغ عناصر الأمن بأنه توجه إلى مدينة بسكرة لإحضار زوجته. المتهم “ع ج” سلم نفسه لمصالح الأمن، بولاية بسكرة بعد أن فر  عند قدوم القوات في المرة الأولى، حيث اعترف في جميع أطوار المحاكمة، بأنه اتفق مع زوجها، الذي وعده بمنحه سكنا بالمدينة الجديدة علي منجلي ومبلغ 500 مليون سنتيم أو محل، مقابل أن يخلصه من زوجته حتى يتسنى له المجال بأن يعيد زوجته المطلقة سنة  2004 ، كما صرح بأنه تنقل رفقته إلى مدينة عين اسمارة بعد أن التقى به بشارع عبان رمضان إلى محل لبيع الأثاث وفي طريق العودة وعند وصولهم إلى مدخل حي بالوصوف أخبره بمطلبه وهو ما رفضه في البداية بقوة، قبل أن ينفذ جريمته كما قال تحت تأثير دواء وضعه له في كأس للمشروبات، وهو الأمر الذي استغربته القاضية، التي سألته عن ماهيته دون أن ينطق المتهم ببنت شفة، كما واجهته باعترافاته السابقة، التي كشف فيها بأنه لم يكن ينوي قتل الضحية بل سرقة مصوغتها فقط، لكن مقاومتها له دفعته إلى ارتكاب جريمته.
وذكر المتهم أيضا، بأنه وأثناء هروبه شاهدته إمرأتان واحدة تقطن مقابل الشقة وأخرى في الطابق السفلي و التي رأته وهو يلتقط أداة الجريمة من الأرض بعد أن سقطت منه، حيث أنهما ورغم مشاهدتهما  للمتهم لم تبلغا مصالح الأمن أو ابنة الضحية أو زوجها عن الجريمة، بحسب تأكيد ابنة المرحومة أثناء إدلائها بشهادتها، كما تحدثت القاضية عن وجود لبس في كيفية غلق الباب من الداخل وعدم وجود أي بقع للدم في القفل اليدوي ، ما  يؤكد بأن الضحية هي التي  قامت بغلق الباب، فيما ذكر المتهم الرئيسي بأنه ألقى بالسكين بساحة كركري ثم امتطى سيارة وسافر نجو أصهاره بولاية بسكرة ، ثم اتصل بزوجها وأخبره بأنه سيبلغ عن جميع تفاصيل الاتفاق المبرم بينهما. وقد توبع زوج الضحية بتهمة التحريض على القتل، حيث نفى في جميع أطوار التحقيق والمحاكمة علاقته بالقضية، وذكر بأنه تعرف على المجرم صدفة بالقرب من محل لأحد أصدقائه، كما أن علاقته بزوجته جيدة وضاربة في الزمن منذ أزيد من 50 عاما، وهو الأمر الذي أكده أولاده الذين ذكروا بأنه لم يسجلوا أي سلوكات أو تصرفات غريبة على أبيهم، إذ كان علاقته مع أمهم جد متماسكة، كما نفى ملكيته لأي منزل في علي منجلي، قبل أن تتلمس ممثلة الحق العام تطبيق عقوبة المؤبد في حقه بحكم وجود علاقة ومكالمات هاتفية مع المتهم الرئيسي، فضلا عن استغلاله لظروفه الصعبة ودفعه لإرتكاب جريمة من أجل التخلص من زوجته، كما طالبت بتطبيق عقوبة الإعدام في حق القاتل.
لقمان/ق      

الرجوع إلى الأعلى