تطورات الوضع الأمنـي  في ليبيا استدعت تحرك دول الجوار
العمل العسكري سيخلط الأوراق و يؤدي إلى تعقيد الوضع
اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية الدكتور أحمد ميزاب، أن تطورات الأوضاع في ليبيا ، إثرالمواجهات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس ، وضعت الملف الليبي في منعرج خطير ، مشيرا إلى أن اللقاء الثلاثي لوزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس المقرر يومي 5 و6 جوان المقبل بالجزائر العاصمة، يدخل في إطار تباحث الخيارات التي يجب اتخاذها لاحتواء الوضع، حيث من الممكن أن يدفع هذا الاجتماع نحو تغليب سياسة ضبط النفس وتفعيل مخطط استعجالي
 لدول الجوار، في إطار احتواء الأوضاع في الداخل الليبي و الضغط على الأطراف الليبية للعدول على الخيار
المسلح وتغليب منطق المصالحة.
وأوضح الخبير الأمني، في تصريح للنصر ، أمس، أن المستجدات الأخيرة في ليبيا، بعد المواجهات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وإصابة العشرات، قد وضعت الملف الليبي  في منعرج  حساس ودقيق، باعتبار أن اتساع دائرة المواجهات -كما قال- واتجاه كافة الأطراف إلى خيار توظيف السلاح، أدى إلى انزلاقات أمنية، ستؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة على حد تعبيره، مضيفا في هذا الإطار أن هذا الوضع يستدعي أن تتحرك دول الجوار، خاصة  الجزائر، مصر وتونس،  كون الأطراف الثلاثة كانت قد أكدت على رفض التدخل العسكري في ليبيا وكذا العمل على جمع كافة الأطراف الليبية على طاولة الحوار ولذلك  -يضيف المتحدث – من الضرورة أن يكون هناك لقاء إقليمي بين هذه الدول الثلاث، في إطار تباحث الخيارات التي يجب اتخاذها، حتى يتم احتواء الوضع، دون أن تكون هناك انزلاقات خطيرة قد تؤثر على استقرار المنطقة، إضافة إلى ذلك تقييم التحركات والجهود الدبلوماسية المبذولة
 وأضاف ميزاب بأنه على الجزائر ، أن تعمل على إقناع الأطراف الداخلية في ليبيا بتغليب لغة العقل باعتبار أن كل هذه الأحداث قد تؤدي إلى مآلات لا يحمد عقباها، خاصة وأننا نلاحظ ونلمس ونستشعر -كما قال - أن المستفيد الوحيد من كل هذه التطورات هي الجماعات الإرهابية التي تريد تشكيل نفسها وتعيد ترتيب بيتها وفق رؤية جديدة ومسار جديد قد يعقد المشهد وقد يضيف عليه ضبابية أكثر، ويرى نفس المتحدث أن أمام الجزائر مجهودات كبيرة جدا وعمل شاق ومتعب من أجل إعادة القاطرة إلى مسارها الصحيح واحتواء هذه الظروف، كون هذه الأحداث والتطورات الأخيرة في ليبيا، قد أعادت الجميع إلى نقطة الصفر ، منوها إلى المجهودات التي بذلت في السابق والزيارات الميدانية التي كان قد قام بها الوزير عبد القادر مساهل إلى ليبيا والتي أضفت نكهة خاصة وإيجابية وفاعلية في الموقف الجزائري واستحسان كافة الأطراف في ليبيا، كما أبرز ميزاب  كذلك اللقاءات التي باشرتها الجزائر في إطار جلسات دول الجوار التي كانت فيها خطوات ايجابية،  إلا أن التطورات في الساعات و الأيام الأخيرة داخل ليبيا أثرت سلبا ،  معتبرا أن الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس بالجزائر العاصمة، من الممكن أن يدفع نحو تغليب سياسة ضبط النفس وتفعيل مخطط استعجالي لدول الجوار في إطار احتواء الأوضاع في الداخل الليبي وكذلك الضغط على الأطراف الليبية للعدول على الخيار المسلح والعودة إلى الحوار وتغليب منطق المصالحة على العمل المسلح، باعتبار أن العمل المسلح -كما أضاف- لن يخدم مصلحة ليبيا ولن يخدم مصلحة الشعب الليبي، وإنما سوف يعجل بفتح باب التدخلات العسكرية الأجنبية وهو ما سيغرق المنطقة في بحر من الفوضى.
وبخصوص الضربات الجوية المصرية  التي استهدفت مجموعات مسلحة في درنة الليبية أوضح ميزاب، أن أي عمل عسكري لا يكون محددا وغير مبني على استراتيجية واضحة سوف يخلط الأوراق و يؤدي إلى تعقيد الوضع ، مضيفا أن العمل العسكري لن يؤدي إلى الوصول لحلول، بل سيؤدي للعودة إلى الوراء بخطوات كبيرة وهذا مرهق للجميع وقال في السياق ذاته، أن الخطوة المصرية أثرت بشكل كبير ، وأضاف أن اللقاء المقبل بين وزراء خارجية الدول الثلاث، الجزائر مصر وتونس ، سيعرف  مناقشة هذه المسألة وتحديد الخطوات التي يجب على هذه الدول السير وفقها.                     مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى