ياسر العيساوي.. طفل تحدى الإعاقة  و نال معدل  16,17  في «البيام»
بعد إعلان وزارة التربية الوطنية مؤخرا عن نتائج شهادة التعليم المتوسط، تعالت زغاريد الفرح وسط المئات من العائلات عبر ربوع الوطن، لكن فرحة التلميذ المعاق حركيا ياسر العيساوي من ولاية جيجل و أسرته كانت استثنائية، فقد عانى الكثير في مساره الدراسي، و رافقته المعاناة في اليوم الأول من الامتحان الرسمي، و قد تطرقت النصر لمشكل إجرائه امتحاني اللغة العربية و العلوم الفيزيائية في الطابق الثاني بمتوسطة بغول عبد الرحمان، بسبب خطأ ارتكبته مصالح مديرية التربية التي لم تراع حالته الصحية.
 الوالد فارس العيساوي  أبلغ  النصر بأن ابنه تحصل على معدل 16,17 ، رغم إعاقته و الظروف التي رافقته في الامتحانات ، قائلا « الحمد الله، أنا جد سعيد، بحصول ابني على معدل جد مشرف، فقد أدخل البهجة و السرور لعائلته و أصدقائه، و حتى أساتذته هنأوه بالمعدل الذي تحصل عليه»، و أضاف والد ياسر «حقيقة هو انتصار، يحققه ابني و يثبت عن جدارة تفوقه، من خلال إرادته الفولاذية، و العزيمة على المضي قدما، رغم الإعاقة الحركية التي أصابته مند عامين، جراء سقوطه من أعلى صخرة في شاطئ ،  تلك الفترة، جد صعبة، حاولت معالجته، و لازلت مصمما على المضي قدما في معالجته، و تحسين ظروفه الصحية».
توقف الأب لحظة من الزمن عن الحديث من فرط التأثر، و تابع « ابني كافأني بحبه للدراسة، و إصراره على تقديم نتائج جد مرضية، بل يمكن القول بأنها نتائج متميزة».
و تذكر تلك اللحظات الصعبة التي كان ينقل فيها ابنه إلى المتوسطة بشكل يومي و تأثر كثيرا عندما نقله لإجراء امتحان التعليم المتوسط ، الذي أعدت له العدة منذ فترة طويلة، و قال» يوم امتحان الشهادة، فوجئت، بتوجيه طفل معاق إلى الطابق الثاني، أتذكر جيدا، ، تدخل رجال الحماية المدنية المتواجدين بالمركز، لمساعدتي على حمله  إلى الطابق الثاني، لقد شهدت في عينيه دموعا، بصدق لم أتمالك نفسي في تلك اللحظات، أعتبر نجاحه جد باهـر». أما التلميذ ياسر، فقال لنا» أنا جد مسرور، بصراحة لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي»، و أضاف بأنه لم يكن يتوقع حصوله على معدل 16,17، رغم أنه كان من بين التلاميذ المتفوقين في متوسطة بغول عبد الرحمان، بشهادة أساتذته،  الذين سبق لهم و أن أكدوا للنصر، مدى تأثرهم بمشهد الأب و ابنه، و رفعهما للتحدي يوميا طيلة السنة الدراسية.
و أخبرنا ياسر بأنه قد تحصل على علامات جيدة، ما عدا في امتحان اللغة العربية، حيث نال علامة 14، قائلا» كنت جد متمكن في اللغة العربية طيلة مشواري الدراسي، لكنني حصلت على هذه العلامة لأن حالتي النفسية كانت جد منهارة، بعد حادثة توجيهي لأمتحن بالطابق الثاني، بصدق استغرقت و قتا لأتفهم الوضع، و أركز على الامتحانات  المبرمجة في الفترة الصباحية، علما بأنني حصلت في امتحان العلوم الفيزيائية على علامة 19,5». و أكد محدثنا بأن النجاح الذي حققه، يعتبره هدية، يقدمها لعائلته، مؤكدا بأنه رغم إعاقته الحركية إلا أنه سيحاول المضي قدما، نحو تحقيق أهدافه في الحياة التي لم يفصح لنا عنها، و أشار بأنه سيختار دراسة العلوم التجريبية في مرحلة الثانوي.
ك. طويل

الرجوع إلى الأعلى