نشرت جريدة «واشنطن بوست»، الأربعاء الماضي، تصويبا بخصوص مقال بتاريخ 13 أفريل 2025، تشوه فيه نضال الشعب الصحراوي بتلفيق تهم لممثله الشرعي جبهة البوليساريو، في ضربة جديدة موجعة للنظام المخزني و أبواقه الذين يلعبون كل الأوراق القذرة من أجل المساس بكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال .
وكانت الصحيفة الأمريكية قد زعمت في المقال الأصلي -بشكل خاطئ- أن «مقاتلين من جبهة بوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران» و أن «المئات من مقاتليها محتجزون في سوريا». وجاء التصحيح بعد ضغوط واحتجاجات على التغطية المتحيزة لصالح الاحتلال المغربي، والتي ارتبطت بنشاط صحفية مغربية في الجريدة سعت لتشويه صورة الحركة التحررية الصحراوية.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن محررة المقال هي صحفية مغربية قامت بنشر معلومات كاذبة ومضللة، استنادا إلى «مصادر مجهولة» في «محاولة لطمس الحقائق واستهداف شعب يناضل من أجل حريته».
و كانت جبهة البوليساريو قد فندت في بيان سابق لها «الادعاءات المفبركة البائسة والحجج الواهية لإلصاق تهمة الارهاب» بها، منددة بهذه الحملة الموجهة من طرف المحتل المغربي «وكل من يقف وراءه علنا أو خفية، بهدف خلق المغالطات وتوفير الظروف المواتية لمواصلة الاحتلال اللاشرعي لأجزاء هامة من التراب الوطني الصحراوي، ومحاولة عرقلة ممارسة الشعب الصحراوي لسيادته وحقوقه الثابتة في تقرير المصير والاستقلال».
وتوعد البيان بـ «متابعة كل جهة أو شخص يروج، عن قصد أو عن غير قصد، لأكاذيب أو اتهامات أو معلومات تهدف إلى تدنيس النضال النظيف للشعب الصحراوي، من خلال إلصاق تهمة الإرهاب به، مباشرة أو بشكل غير مباشر، واللجوء إلى كافة الآليات القانونية الدولية لردع ذلك».
وفي السياق، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، محمد سيدي عمار، لـ وأج، أن التصحيح الذي نشرته «واشنطن بوست»، جاء بعد أن قامت جبهة البوليساريو من خلال إحدى بعثاتها الدبلوماسية بالخارج بلفت انتباه هذه الصحيفة إلى جملة المغالطات والإدعاءات الكاذبة التي تضمنها ذلك المقال بخصوص البوليساريو ونضال الشعب الصحراوي المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
و أوضح الدبلوماسي الصحراوي أن ذلك المقال «لم يكن سوى مجرد تكرار لجملة الادعاءات الكاذبة التي تروج لها دولة الاحتلال المغربي بغية التشويش على نضال الشعب الصحراوي، وبغية التغطية على جرائمها التي تقترفها في الأراضي الصحراوية المحتلة و إرهاب الدولة التي تقوم به في الصحراء الغربية المحتلة منذ عام 1975».
من جهته، أبرز نائب ممثل الجمهورية الصحراوية لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، ماء العينين لكحل، أهمية التصحيح الذي قامت بنشره «واشنطن بوست»، بخصوص المقال الذي أساءت فيه لجبهة البوليساريو من خلال ربطها بشكل غير دقيق بالإرهاب.
وشدد الدبلوماسي الصحراوي على أن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن «النزاع في الصحراء الغربية هو نزاع تصفية استعمار، حيث تخوض جبهة البوليساريو، وهي حركة تحرير وطنية معترف بها دوليا، نضالا مشروعا ضد الاحتلال المغربي».
وتابع يقول: «على مدار عقود، أظهرت البوليساريو التزاما نضاليا مثاليا لم يتخلله أي تورط في أعمال إرهابية، وهو ما تؤكده طبيعة تعامل المجتمع الدولي معها، بما في ذلك الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «دولا معروفة بمواقفها الصارمة تجاه الإرهاب تعترف بجبهة البوليساريو وتدعم حقها المشروع في تقرير المصير، ما يثبت زيف الادعاءات التي حاولت وصمها بما ليس فيها».
من جهة أخرى، يرى الدبلوماسي ذاته أن «الحملة التشويهية التي تقودها أقلام مشبوهة في عدة دول ضد جبهة البوليساريو تفضح قلق نظام الاحتلال من الاهتمام الكبير الذي تعطيه منظمات دولية للقضية الصحراوية مؤخرا، وهو ما يكشف أيضا أن الشعب الصحراوي ماض في طريقه لتحطيم كل الدعايات المغربية و انتزاع حقه في الحرية والاستقلال».
وأج