أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تشهد سوق التكنولوجيات الحديثة تناميا ملحوظا في الجزائر، حيث خطت خطوات كبيرة نحو المساهمة الاقتصادية في الناتج العام بفضل تزايد عدد الشركات و الأفراد الناشطين في مجال إنتاج المعلوماتية أو« الميلتيميديا»، بما في ذلك أنظمة التسيير و المواقع وقواعد البيانات و التطبيقات، و يأتي هذا التطور، تزامنا مع الاهتمام المتزايد بعصرنة آليات التسيير من قبل الهيئات الإدارية و الشركات الاقتصادية العمومية و الخاصة، فضلا عن ازدهار مجال الخدمات الإلكترونية وفي جميع مجالات الحياة، على غرار النقل
و الإطعام و التجارة و غيرها.
المدن الذكية نافذة على التسيير الرقمي
في سنة 2014 نشرت شركة البيانات الدولية «آي دي سي» تقريرا عن واقع سوق المعلوماتية في الجزائر، أشارت فيه إلى أن هذه السوق عرفت خلال ذات السنة نموا بنسبة 8 بالمئة، مع العلم أن قطاع المالية والبنوك يستحوذ على أكبر حصة في عملية التحديث و الرقمنة التي مست العديد من المؤسسات، كما ذكر التقرير بأن الدولة الجزائرية رفعت حجم إنفاقها على مجال البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، بشكل كبير.
إجراء رقمنة مصالح الحالة المدنية جاء كأول خطوة في مسعى تحديث آليات التسيير، كما تأتي مشاريع المدن الذكية، كقاعدة انطلاق ثانية نحو إدماج التكنولوجيا بشكل أكبر في هذا المجال، وقد أعلن سنة 2018 عن تعيين أزيد من 300 مؤسسة ناشئة مختصة في مجال التكنولوجيا الرقمية و الحلول المبتكرة للإسهام في تجسيد مشروع « الجزائر العاصمة مدينة ذكية» ومشاريع أخرى.
و ذكر خلال منتدى خاص، أنه تم في ذات الإطار إنشاء 12 مؤسسة حاضنة منذ سنة 2017 ، وذلك بغرض تفعيل المخطط الإستراتيجي لعصرنة العاصمة الممتد إلى غاية 2035، عبر إنشاء مؤسسات ناشئة تكون حلولها المبتكرة إستراتيجية لتحويل العاصمة إلى مدينة ذكية.
أما في الشق الاقتصادي، فنلاحظ أن عدد الوكالات و المؤسسات الناشطة في مجال المعلوماتية ارتفع بشكل كبير، خصوصا مع تحول العديد من القطاعات نحو رقمنة أنظمتها و تبنيها لسياسات اتصالية قائمة على التفاعل المباشر، من خلال خلق مواقع إلكترونية و صفحات تفاعلية على فايسبوك، وهو إجراء يشمل كل القطاعات، على غرار المالية والبنوك و السكن و البريد و غيرها.
مؤسسة تعنى بتطوير أنظمة التسيير الاقتصادي
«واناسيس» صورة عن مستقبل سوق المعلوماتية في الجزائر
تعد المواقع الإلكترونية الخاصة بالتسجيل في برامج السكن، على غرار موقع وكالة عدل و المؤسسة الوطنية للترقية العقارية، من بين القواعد المعلوماتية التي سهلت بشكل كبير تسيير ملفات السكن في السنوات الأخيرة، و اختزلت على الإدارة و المواطن، الوقت و الجهد ،بعد أن ألغت العديد من الإجراءات الورقية.
و يرجع الفضل في إنشاء هذه المواقع إلى مؤسسة جزائرية تنشط في مجال المعلوماتية، وهي مؤسسة « واناسيس»، التي انبثقت سنة 2016 عن مؤسسة بلجيكية تعرف باسم « أوداكسيس»، هذه المؤسسة التي تضم 10 من خيرة مهندسي الإعلام الآلي و التكنولوجيا الحديثة بقسنطينة، تعد صورة عن مستقبل الاقتصاد الرقمي في بلادنا، حيث تقدم منتجا مختلفا و غير تقليدي، و تعنى كما أوضح مسؤولها المهندس حمزة خنفوف، بعصرنة و تحديث آليات تسيير المؤسسات الاقتصادية من خلال تزويدها بأنظمة معلوماتية هي عبارة عن حزمة برامج للإدارة المتكاملة، تكون مسؤولة عن تسيير كل العمليات التنظيمية عبر كافة مصالح المؤسسة، بما في ذلك التسيير المالي و الاستشراف و التخطيط و ضبط فواتير المبيعات و المداخيل و كل ما له علاقة بنظام تسيير الشركة.
و تعتبر هذه المؤسسة انعكاسا لواقع الاقتصاد الحديث، خصوصا وأن غالبية الشركات الكبرى باتت تعتمد على أنظمة تسيير معلوماتية الحديثة، كما قال محدثنا، مشيرا إلى أن هذا التوجه أخذ منحنيات تصاعدية في السنوات الأخيرة، و بات يشمل كذلك العديد من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، الناشطة في قطاعات البناء و السكن و الأدوية و التجهيزات إذ يقدر عدد زبائن « واناسيس» حاليا بـحوالي 30 زبونا ، تعمل المؤسسة على تحديث أنظمة تسييرها مع مراعاة خصوصية نشاطاتها الاقتصادية و طبيعتها، فضلا عن ضمان شرطي التكوين و المرافقة، وهي عملية تتطلب عموما 6 أشهر تقريبا، و تمس سنويا 3 إلى 4مؤسسات.
من جهة أخرى ، يشرف فريق عمل الشركة، حسب مسيرها، على إنشاء الكثير من القواعد البيانية الرقمية الخاصة بالشركات، على غرار المواقع الإلكترونية و أيضا التطبيقات، وهي منتجات باتت جد مطلوبة في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى التوجهات الاقتصادية الجديدة التي تفرض الاستعانة بالتكنولوجيا كضرورة ملحة.
تطبيق مبتكر لتسهيل خدمة النقل« يسير» الوجه الجديد لقطاع الخدمات
«يسير» هو تطبيق مبتكر لخدمة النقل الحضري عن طريق نظام أندوريد يتيح للأفراد طلب سيارة مع سائق في أي مكان وزمان و التنقل بكل أريحية من النقطة «أ» إلى النقطة «ب».
تعد خدمة يسير الجديدة ، كما أوضح للنصر المدير الجهوي لوكالة الشرق محمد محجوب، منتوجا لشركة « يا تكنولوجيز» ، وهي مؤسسة أنشأها مجموعة من الشباب الجزائريين الذي درسوا في الخارج، و قرروا العودة لاستثمار طاقتهم في الجزائر.
البداية كانت في مارس 2017 مع إطلاق التطبيق في كل من الجزائر العاصمة، و قسنطينة و وهران، لتتوسع الخدمة لاحقا و تغطي 12 ولاية، في انتظار أن تعرف المرحلة القادمة، كما قال المتحدث، إطلاق تطبيقات خدماتية أخرى، على غرار خدمة توصيل الطعام «يسير فود» ، و خدمة نقل المرضى ، ناهيك عن خدمة توصيل عاملات النظافة و غيرها.
ويعتبر يسير، نقلة نوعية في مجال الخدمات في الجزائر، خصوصا و أنه مجال ظل متخلفا لسنوات، لكنه بدأ يعرف مؤخرا ثورة معلوماتية تعد بتغيير وجهه و تطويره، فيسير مثلا، كما قال محمد محجوب، خدمة آنية راقية غير مكلفة، موجهة للزبائن الأفراد و للشركات و الفنادق، و المميز في التطبيق أن تحميله و استخدامه مجاني، إذ يكفي أن يوافق حامل الهاتف على شروط استخدام التطبيق، ليكون قد وقع بذلك على عقد تنظيم الخدمة بين المتعامل و الزبون بكل بساطة و بسهولة.
عند طلب المعني لسيارة مع سائق من خلال التطبيق و تعيينه لنقطة الانطلاق ونقطة الوصول، يظهر للسائق في نفس التطبيق مكان تواجد الزبون والمكان الذي يريد الوصول إليه، فيلبي الطلب مباشرة، مع مراعاة الطريق الأقصر والأقل ازدحاما، قصد الوصول
في أقصر وقت ممكن.
أما بخصوص تسعيرة النقل، فقد أكد المتحدث، بأنها تحدد وفق دراسة معمقة تأخذ بعين الاعتبار أسعار النقل في كل منطقة، بالإضافة إلى تقييم مستوى المعيشة هناك، و حجم الطلب على خدمات السيارات، مع احتساب مسافة الوجهة و الوقت المطلوب للوصول إليها، و هي، حسب محدثنا، تكلفة كثيرا ما تكون أقل من تسعيرة بعض سيارات الأجرة أو «الكلونديستان»، مع فارق نوعية الخدمة و مستوى تكوين السائق الخاص.
و يتعدى الطلب على خدمات يسير في قسنطينة وحدها ألف طلب يوميا، يسهر على تلبيتها 500 سائق، كما أن التطبيق، بديل جد مطلوب في العاصمة، حيث تحصي الصفحة التفاعلية للتطبيق على موقع فايسبوك 300 ألف مشترك، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المتابعين
تطبيق تفاعلي يشبه فايسبوك
«باب الحبايب» التواصل الاجتماعي على الطريقة الجزائرية
«باب الحبايب» هو تطبيق للتواصل الاجتماعي طوره الشاب الجزائري عمر زقادة، ابن مدينة خنشلة، يستخدمه عموما 90 ألف شخص و يتصفحه يوميا أكثر من 90 ألف زائر، بالرغم من أنه تجربة جديدة يقل عمرها عن السنة، فقد أطلقه صاحبه في 22 جويلية 2018، ليقدم بديلا جزائريا لعشاق التواصل و الدردشة.
أما المميز في هذا التطبيق الشبيه بفايسبوك، فهو أن «باب الحبايب» يمكنه أن يكشف لك عن هوية زوار حسابك الخاص أو بروفايلك، كما أنه يضمن لك خاصية إرسال الرسائل عن طريق خدمة « مراسل» التي تشبه ماسنجر إلى حد بعيد.
رغم أنه لا يملك شهادة جامعية في مجال الإعلام الآلي، إلا أن الشاب العصامي عمر، استطاع أن يكون نفسه عن طريق البحث و المطالعة و دورات التدريب المجانية عبر الإنترنت، و قال لنا بأنه استطاع أن يطوّر المنصة التفاعلية «باب الحبايب»، بإمكانياته المحدودة، موضحا بأنه مول الموقع من ماله الخاص الذي جناه من عمله في مجال التسويق الشبكي، و كلفه المشروع 1500أورو، لكنه تحول أيضا إلى باب للربح يكسبه ما يعادل 300 أورو شهريا، بفضل الإعلانات التي يستقطبها.
حسب محدثنا، فإن تسيير الموقع ليس مجانيا، إذ يتعين عليه أن يدفع فواتير بعض البرمجيات كل ثلاث سنوات، كما أنه مطالب بشراء أنظمة تسريع التصفح و برامج الحماية من حين إلى آخر.
بالرغم من أن تجربته فتية، إلا أن عمر استطاع أن يوظف إلى غاية الآن، 8 أفراد من تقنيين وخبراء في مجال البرمجيات و الأمن المعلوماتي، مقابل أجور تتراوح بين 200 إلى 300 أورو، يعملون على تطوير المشروع، سعيا لتحويله إلى مؤسسة اقتصادية منتجة في مجال المعلوماتية، حيث يعتزم عمر إطلاق التصميم الجديد للموقع قريبا، و يطمح إلى تطوير حماية المستخدمين أكثر عبر المنصة، من خلال تعزيز قدراتها الأمنية و التحكم في جانب الخصوصية، كما أنه يعتزم توسيع رقعة نشاطه ليشمل الموقع مستخدمين عرب و من مختلف أنحاء العالم وليس فقط الجزائر، إذ يتوفر تطبيق «باب الحبايب» حاليا بعديد اللغات على رأسها الإنجليزية و الفرنسية والهولندية، إضافةً إلى الألمانية والتركية و الإسبانية و الروسية و الإيطالية و البرتغالية.
برنامج تكوين أطلقته « أوريدو» سنة 2013
«ستارت آبس» أول مبادرة لتطوير الاقتصاد المعلوماتي في الجزائر
في سنة 2013، أطلقت شركة الاتصالات « أوريدو» برنامجا لدعم المؤسسات التكنولوجية الناشئة، تزامنا مع بروز بيئة اقتصادية جديدة قائمة على الاستثمار في التكنولوجيا، حيث تبنت المؤسسة عن طريق هذه المبادرة، جيلا من الشركات الناشئة و كانت حاضنة للأفكار، كما عبر مسؤول مصلحة تسيير المشاريع حمزة شريف، موضحا بأن الفكرة تعد بادرة أولى، وقد جاءت بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتطوير الوكالات المتوسطة و الصغيرة، و تندرج في إطار المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة. و ساهم البرنامج، حسب المسؤول، في دفع العديد من المشاريع الصغيرة و إنشاء مؤسسات جديدة، كما كان الحاضنة التي تفرعت منها شركات تنشط حاليا برؤوس أموال معتبرة، كما قال، مضيفا، أن أكثر من 29 مؤسسة مصغرة استفادت من التكوين، في إطار البرنامج الذي غطى 38 ولاية منها 20 مؤسسة استفادت من حضانة « أوريدو»، كما مس ما يربو عن 6 آلاف شخص، و أنتج 300 تطبيق للهواتف المحمولة حققت أكثر من مليوني (02) تحميل، فضلا عن خلق 20 نموذجا للأجهزة المتصلة في مخبر خاص بالابتكار. وحسب حمزة شريف، فإن هذا المشروع يخص التكوين في مجالات إنشاء وتسيير و تطوير مؤسسات اقتصادية، فضلا عن برمجة دورات تكوينية في مجال التكنولوجيا المعلوماتية الحديثة، و كيفية إنشاء البرمجيات و التطبيقات، حيث تعمل أوريدو حاليا ، كما قال، على خلق حاضنات مؤسسات بكل من وهران و قسنطينة و عنابة، وذلك لمتابعة الشركات التي سبق لها وأن استفادت من التكوين في إطار مشروع «ستارت ابس»، الذي يهدف ، حسبه، لتحفيز المقاولاتية و تعزيز العلاقة مع حاملي المشاريع التكنولوجية، بهدف الإسهام بشكل كبير في بناء اقتصاد رقمي وطني قائم على المعرفة والذكاء والكفاءات الوطنية.
هدى طابي