مختصون يُحذرون من أمراض خطيرة وينصحون: هذه هي الطرق الصحية لتناول لحوم الأضاحي

يحث أطباء و مختصون في التغذية، ربات البيوت على العودة  إلى الأطباق التقليدية، التي تعتمد بنسبة كبيرة على إعداد أطباق غنية بالخضر، مع إضافة قطع من لحم الأضاحي، ما يساعد على الحفاظ على القيمة الغذائية للحم، محذرين من خطر الإفراط في تناول اللحوم لعدة أيام متتالية، و كذا إضافة الشحوم عند تحضيرها مقلية أو مشوية، لأنها تؤدي إلى تغيير طبيعة الدهون و تحولها إلى بروتينات مسرطنة، كما ترفع نسبة الحموضة في الدم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري.
تحذر أخصائية التغذية سعاد بوالشعير في حديثها للنصر،  من مخاطر الإفراط في تناول لحوم الأضاحي لعدة أيام متتالية، لأنه يؤدي إلى عسر  الهضم، كما أن  تناول كميات كبيرة من اللحم خلال كل الوجبات في اليوم الواحد ، يرفع نسبة الحموضة التي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، في مقدمتها داء السكري و السمنة.
لهذا تنصح الأخصائية بتناول اللحم مرة واحدة في اليوم، و التذوق فقط من اللحوم إذا أتيحت الفرصة لزيارة الأقارب، و من المستحسن تناول الوجبات الدسمة في النهار،  لتجنب المشاكل الهضمية التي يسببها الأكل  في ساعات متأخرة من الليل كعسر الهضم و الأرق، و الضغط  الكبير على عضلة القلب.
  كما أكدت المتحدثة أن طريقة تحضير اللحم تكتسي أهمية بالغة  للحفاظ على سلامة المستهلك من الكثير من المخاطر الناجمة عن التغذية غير السليمة ، حيث تنصح بالابتعاد نهائيا عن قلي اللحم الذي يحوله إلى مادة مشبعة  بالزيوت و يكسبه سعرات حرارية مضاعفة ، فاللحم المقلي بفقد قيمته الغذائية و يتحول إلى طعام غير صحي، كما قالت الأخصائية.
  و تنصح المتحدثة ربة البيت بأن تقوم  بتحضير قطع اللحم مشوية ،  أو طهيها للتقليص من كمية الدهون ، و تناولها مع سلطات أو خضار و فواكه، مع شرب كميات كافية من الماء ،  لتكون الوجبة متكاملة ، و لا تتسبب في أي مشاكل في الجهاز الهضمي.بالنسبة للحم المطهو تفضل الأخصائية طهي بعض الخضار معه في القدر ، و من المستحسن  تناول سلطة قبل الشروع في تناول اللحم، لتفادي  ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم و التقليص من نسبة الحموضة، بفضل الألياف الموجودة في الخضار.أضافت أخصائية التغذية سعاد بوالشعير ، أن  تناول اللحم الصحي خلال العيد  يرتبط بتوفر ثلاثة شروط على المستهلك الحرص عليها، بدءا بالنوعية، أي الحالة الجسدية و النفسية للأضحية قبل النحر، و تبدأ عند البائع، وصولا إلى  المستهلك ، فكلما كانت الأضحية في حالة جيدة ، كلما كان لحمها ذا نوعية جيدة.العامل الثاني يتعلق بشرط الحفظ، إذ يجب أن يتوفر شرط النظافة في مكان تربية  الكبش أو الخروف، و بعدها مكان الذبح، مع التقيد الصارم بالنظافة،  سواء من قبل المشرف على العملية أو الأدوات المستخدمة ،  و بعدها طريقة و مكان الحفظ اللذين يتطلبان درجة عالية من النظافة و التعقيم ، و أخيرا يتعلق الأمر بعامل الكمية ، إذ ينصح بتفادي الإفراط في أكل اللحم، مع إتباع طريقة صحية لضمان الاستفادة من الفوائد الغذائية الموجودة في لحم الأضحية دون غيرها من اللحوم ، فهو غني بالبروتين المفيد و الحديد و فيتامين ب 12 و الأنزيمات و الألياف ، غير أن الإكثار منها، قد يحدث عدم توازن في الجسم، و يسرع في ظهور بعض الأعراض المرضية.
تحذر من جهتها الطبيبة العامة لمياء محلول في حديثها للنصر ،  من خطر الإفراط في تناول الشواء في العيد و عدم طهي قطع اللحم جيدا ، إذ تتحول إلى وسط لانتشار الطفيليات التي تؤدي إلى حدوث تسممات غذائية،  و كذا عسر الهضم و آلام في الجهاز الهضمي.
و تدعو المتحدثة إلى العودة إلى الأطباق التقليدية التي كانت مشهورة في الماضي، و التي تعتمد أساسا على طهي اللحم في القدر مع الخضار و المرق ،  فتقل نسبة الدهون بشكل كبير ، خلافا للعادات الحديثة التي تعتمد فيها  الأسر كثيرا على اللحوم المقلية و المشوية، مع إضافة كميات كبيرة من الشحم إلى قطع اللحم و حتى تغليفها بها أحيانا.و أضافت الدكتورة محلول أنه عند تحضير الشواء على الجمر،  تتغير طبيعة الدهون  و تتحول إلى دهون مؤكسدة و بروتينات مسرطنة ، و تؤدي في التحضير إلى عدم نضجها، بالشكل اللازم ، و كثيرا ما تبقى أجزاء من اللحم نيئة تتكاثر فيها الطفيليات.و تنصح المتحدثة المواطنين ، بالتقليص قدر الإمكان من تناول اللحم المقلي و المشوي ، و في حال تناوله يجب إرفاق الوجبة بسلطة خضراء، لتسهيل عملية الهضم و تفادي مشاكل التخمة و عسر الهضم ، مع إزالة طبقات الدهون الموجودة فوق اللحم،  و الاعتماد على أكل متوازن و شرب كميات كبيرة من الماء. كما يفضل تحضير عصير الليمون الطبيعي الذي يحرق الدهون الموجودة في الوجبة ، و تجتب الاحتفاظ باللحم لمدة طويلة في المجمد، و يستحسن التصدق بجزء من الأضحية و الاحتفاظ بكمية متوسطة للاستهلاك.لتجنب انتشار البكتيريا في لحم العيد،  شددت الطبيبة على الحرص على عامل النظافة منذ بداية عملية النحر، باستخدام أدوات معقمة و كذا خلال السلخ ، حيث تنصح بغسل الأضحية بماء ممزوج بقطرات من ماء الجافيل ، و التخلص مباشرة من الجلد الذي يساعد على انتشار و نقل الجراثيم و العدوى، مع الاحتفاظ بالأضحية في غرفة باردة، و تشغيل مكيف الهواء أو وضعها في الظل بمكان يتوفر على التهوية، بعيدا عن أشعة الشمس، إلى غاية تقطيعها.
 و نفت المتحدثة أن يكون للحم العيد علاقة بوباء كورونا، غير أن بعض التصرفات العشوائية، قد تجعل من لحم العيد مصدرا خطيرا للأمراض بالنسبة للإنسان.                       وهيبة عزيون