أكد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، أمس السبت، التزام دائرته الوزارية بانتهاج أسلوب الحوار والعمل التشاركي، للرفع من أداء القطاع وتحقيق...
* درست في الجزائر لأجل مواقفها القوية من القضايا الإسلامية"حلم حققته بعد عمل شاق ودؤوب"، هي عبارة وصف من خلالها المفتي العام للقسم الآسيوي للإدارة...
* أرغب بتطوير برنامج خاص بالذكاء الاصطناعي في الجامعات الجزائريةأشاد الباحث في الذكاء الاصطناعي ومدير تخطيط السعة للذكاء الاصطناعي التوليدي في شركة...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخميس بقصر المرادية، وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية، الأمير عبد العزيز بن سعود، الذي قام...
ما تزال عادة إفطار صائمين في المساجد أيام رمضان، قائمة إلى يومنا هذا، وهي شائعة كثيرا في مناطق الجنوب الجزائري وبالأخص في إقليم ولاية ورقلة، أين يكرس «المعروف» كعادة حميدة وعرف سنوي، يرمز للكرم و يعبر عن التكافل والتراحم و يهدف إلى زرع الألفة والمحبة بين أفراد الحي الواحد، و هو أيضا باب لكسب الأجر والثواب.
يهتم سكان و رقلة بالجنوب، إلى المحافظة على تقاليدهم فعادة « المعروف»على سبيل المثال، ما تزال إلى يومنا هذا مهمة و مكرسة في رمضان، حيث يقوم مواطنون بتحضير طعام للمصلين بالمساجد بعد أدائهم لصلاة التراويح، أين يلتفون حول الموائد في حلقات تغمرها أجواء من المحبة والأخوة، راسمين بذلك صورة تجسد حب الخير والعطاء ومختلف معاني التكافل والتآزر التي يحملها شهر الخير والبركة، ما يضفي على سهراتهم نكهة خاصة.
وتبقى الفكرة الأساسية من العادة، هو كسر الطبقية بين أفراد المجتمع و مد جسور التواصل والتراحم بين الناس، مع تحصيل الأجر والثواب والحفاظ على استمرارية العلاقات الطيبة بين سكان الحي، أين يحرص الجميع على اختلاف أعمارهم، على إحضار وجبات طعام منزلية مما هو متوفر في المنازل، دون الميل إلى التبذير والإنفاق والمبالغة في نوعية الطعام وكميته وكلفته.
جدير بالذكر، أن هذه العادة المحمودة لا تقتصر على منطقة واحدة في الجزائر، بل تنتشر بكل ربوع الوطن، وإن اختلفت مسمياتها إلا أن الغاية والهدف منها واحد، فهي فرصة للارتقاء الروحي والترابط الاجتماعي ليس فقط بين أفراد الأسرة الواحدة أو الأقارب، بل حتى المعارف والجيران وجميع سكان الحي.
إذ يستغل الراغبون في نيل ثواب إفطار الصائمين هذه الفرصة، فيتوجهون إلى السوق قبيل موعد الإفطار، من أجل اقتناء التمر وأنواع مختلفة من الزلابية وقارورات الماء واللبن، ومع اقتراب موعد آذان المغرب يسارعون نحو مساجد أحيائهم و يقفون عند الباب لاستقبال المصلين.
و يتناوب المتصدقون طيلة أيام الشهر الفضيل، على تقديم الإفطار و السحور للمصلين كل حسب إمكانياته، مع الحرص على نقل هذه الممارسات الإيجابية للأطفال الصغار ومشاركتهم في توزيع التمر والماء على المصلين، لتعليمهم مكارم الأخلاق وتحبيبهم في الصدقة والتكافل الاجتماعي من جهة، والحفاظ على هذا الموروث المحمود من الاندثار من جهة أخرى، والذي يهدف إلى توطيد العلاقات وتمتين أواصر المحبة والألفة.
ولا يقتصر التقاء المصلين في المساجد على وجبة الإفطار فحسب، بل يتفقون بعد انتهاء صلاة التراويح على تحديد موعد السحور كذلك، وإحضار وجبات خفيفة يتناولها المصلون، ومن ثم يؤدون صلاة الفجر جماعة.
رميساء جبيل