أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تفنّن صانع المحتوى السياحي ابن مدينة بومرداس خالد حمزي، في إبراز التنوّع الجغرافي للجزائر والجمال الطبيعي الذي تزخر به مختلف مناطق الوطن، عبر فيديو من دقيقتين ضمّ 22 ولاية، افتّك بفضله المرتبة الأولى في مسابقة أحسن فيديو ترويجي لوجهة الجزائر السياحية، ضمن أول منافسة وطنية من هذا النوع نظمتها وزارة السياحة.
خصنا خالد حمزي، بدردشة تعرفنا من خلالها على مساره في مجال صناعة المحتوى السياحي بعيدا عن تخصصه في المحاسبة، حيث قال إنه بدأ طريقه كمستكشف وهو في سن 12 متسلّحا بشغفه وحبه للمغامرة والسفر، لا يعتبر نفسه محترفا كما عبر، لكنه يسعى لبلوغ هذا المستوى حيث أخبرنا بأنه يقف عند خذ المنتصف و يعمل جاهدا ليطور من نفسه ومن محتواه، و أن التتويج بمسابقة وزارة السياحة نقطة مهمة في مساره.
دليل سياحية مفيد و مبسط
انتهج محدثنا، مسلكا آخر في صناعة المحتوى منذ سنة 2019، حيث يوثّق للسياحة عبر كل ما تلتقطه عدسته من خلال فيديوهات «سينمائية» أو «فلوغ»، ينشرها عبر مختلف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أسلوب ترويجي للمناطق التي يزورها كما قال، مشيرا إلى أنه يحاول أن يقدم دليلا إرشاديا سياحيا مفيدا ومبسطا، يتضمن الأماكن الممكن زيارتها و معلومات حول طريقة الوصول إليها والتكاليف اللازمة و غيرها من التفاصيل، وقد استعان في ذلك بوسائل شخصية بسيطة أوضح، بأنها لا تتعدى هاتفا محمولا سعره 40 ألف دينار جزائري، و كاميرا «غو برو» التي يحرص على استبدالها بكل نسخة مطورة منها، بحكم أن المغامرات التي يعيشها تكون غالبا في أماكن صعبة مما يتطلب كاميرا «أكشن» وهو ما توفّره له هذه الآلة نظرا لمقاومتها للغبار والماء والخدش، بالإضافة إلى جودة التصوير الممتازة.
أسر لنا، بأنه طور قدراته في صناعة المحتوى عبر اطلاعه على ما توفّره المواقع العالمية التي تعتبر حسبه، أفضل وسيلة للتعلّم على غرار موقع «يوديمي» الذي يقدّم دورات احترافية بكل ما تحمله الكلمة من معنى في «التركيب» و «التصوير» وفي شتى المجالات التي يحتاجها صانع المحتوى، بالإضافة إلى منصة «يوتيوب» التي قال محدّثنا إنها أفضل مدرسة مجانية للتعليم، مشيرا إلى أنّه يعتمد على فيديوهات الموقع بشكل يومي ويعمل على استغلالها أحسن استغلال فيما يفيده ويحسن كفاءته بشكل مضاعف.
من المهم جدا أن تكون واجهة لهيئة رسمية
يرى خالد، بأن الفوز بالمرتبة الأولى في مسابقة «جوائز فيديو الجزائر السياحية»، مهم جدا من الناحية المعنوية، لأنه يمنح الفائز اعترافا بالتميز و يقدم عمله كواجهة لهيئة رسمية، موضحا، بأنه علم بالمسابقة عن طريق ومضة إشهارية شاهدها على التلفزيون، فدخل موقع الوزارة على الإنترنت و صادف الفيديو الترويجي للمنافسة و استعلم أكثر عن شروط المشاركة و آجال التسجيل، التي كان قد أعلن عنها عبر وسائل الإعلام و مواقع التواصل في شهر مارس.
أخبرنا، بأن كافة الأعمال سلمت مطلع جوان، عن طريق مواقع التخزين السحابي، أو من خلال موقع الوزارة مباشرة، وتضمنت شروط المسابقة انتقال حقوق ملكية جميع الفيديوهات للجهة المنظمة، بالإضافة إلى تقييد مدة الفيديو بدقيقتين، وعرفت المنافسة قبول ودراسة أزيد من 2000 فيديو، ناهيك عن عدد مهول من الأعمال التي أُرسلت خارج تواريخ الاستقبال وتعذّر قبولها، وهو ما علمه كما أوضح من أعضاء لجنة التحكيم.
وحسبه، فإنّ لجنة التحكيم ضمّت سبعة من ميادين مختلفة على غرار الصناعة السينمائية والتركيب و الإعلام، و مّن لهم معرفة واسعة في المجال.
22 ولاية في دقائق
ذكر خالد، أنّ الفيديو الخاص به كان غنيا وثريا لاحتوائه على مشاهد من 22 ولاية اختزلها في مدة لا تزيد عن دقيقتين، وهو تحديدا ما ميز عمله بالإضافة أنه كان عملا طبيعيا بنسبة كاملة دون تغيير في الإضاءة أو الألوان و بتركيب بسيط ببرنامج «أدوبي بريمير برو» نسخة 2023 وقد استخدم فيه مؤثرات صوتية متاحة و لا تستلزم حقوق الملكية.
وحرص صاحب الفيديو كما قال، على إبراز التنوّع من خلال تجنّب الجمع بين ولايتين تتشابهان في المناخ والتضاريس والبنية العمرانية قائلا « لو نتكلّم عن «تاغيت» و»بني عباس» فهما متشابهان في كثير من النقاط وعليه اخترت واحدة فقط لتعبر عن خصوصية المنطقتين».
وأضاف، بأنّه قام بالتصوير بداية في 40 ولاية، وهو العدد الذي ضمّه الفيديو الأولي الذي وصلت مدّته إلى 4 دقائق وبعض الثواني، لكنه قرر التخلي عن 18 مقطعا لاختصار الوقت، حيث سعى إلى التركيز على تنوّع الفصول والمناخ والتضاريس والطابع العمراني، بالإضافة إلى المناطق التي تعتبر غير معروفة بالنسبة للأجانب، واحتوى الفيديو على سبيل المثال، على صور لمناطق من ولايات تمنراست و جانت و تيميمون و تاغيت في الجنوب، أما غربا فاختار عين تيموشنت و تلمسان، و من الوسط فضل بومرداس و تيزي وزو و البويرة، و ضمن صورا لسكيكدة و جيجل عن الجهة الشرقية.
وأشار المتحدّث، إلى أنّ عمله يعتبر حصيلة لثلاث سنوات من التصوير لأنه كمصور من النوع الذي يولي أهمية كبرى لأعماله ويسعى للاحتفاظ بها مهما طالت السنوات، حتى لو اضطر في كل مرة إلى شراء قرص صلب بسعة كبيرة 4 أو 5 «تيرابايت» لتخزين الفيديوهات، لأنه في حاجة إليها حتى دون مسابقة، ولذلك فقد امتلك عند توقيت المسابقة كما أخبرنا % 70 من المادة، ثم أكمل الباقي عن طريق زيارة عدد من الولايات حيث أخذ كل وقته في العمل الذي استغرق مدة شهرين، و أُرسل مشاركته قبل نهاية التوقيت المحدد بيومين أو ثلاثة، وأضاف، أنه استعان في التصوير الجوي بعتاد بعض الوكالات والجمعيات الناشطة في المجال خاصة من يملكون رخصا للتصوير حيث أبرم اتفاقيات عمل مشتركة مع المعنيين.
صحراء الجزائر الوجهة الأشهر
قال مدون الأسفار إن، مثل هذه المبادرات تسمح بتشيع الترويج للسياحة في التظاهرات العالمية التي تشارك فيها الجزائري، كما أنها فرصة للتلاقي و تبادل الأفكار و المعلومات، مشيرا إلى أنه اكتشف خلال المنافسة تميز الفائز الثاني صانع المحتوى «عمر بن مبارك» ابن ولاية ميلة.
كما اتفق كما أخبرنا، مع الفائزين الآخرين على القيام بأعمال مشتركة في الولايات التي ينتمون إليها، بالإضافة إلى عمل فيديوهات ترويجية متعلّقة بسياحة المغامرة، بحكم أن الجزائر مصنفة هذه السنة كأفضل وجهة لهذا النوع من السياحة، وذلك من طرف عدّة منظمات عالمية، و قال بأنه بحكم تجربته في الخرجات السياحية مع الأجانب، لاحظ بأنهم يفضلون كثيرا الصحراء كوجهة بدل المنتجعات والفنادق، لأنهم يسعون خلف المغامرات وجمال الطبيعة.
تفاؤل بانتعاش السياحة الداخلية مستقبلا
يرى خالد، أنّ الوزارة أخذت بعض الخطوات المهمة من أجل تعزيز السياحة الداخلية، ولو أن الأمر في بدايته، لكنه مشجع ويبعث على التفاؤل بما سيحمله المستقبل، إذ تنشر الهيئة عبر منصاتها الرقمية صورا و فيديوهات لخرجات ميدانية و لشباب ناشط في المجال، وهو ما لم يكن موجودا قبل سنة 2019، فضلا عن تثمين عمل صناع المحتوى الذين يسعون حسبه، إلى مرافقة هذا التوجه بما يعود بالفائدة على السياحة الجزائرية.
اعتبر محدثنا، بأن صانع المحتوى محمد جمال طالب، يأتي على رأس الناشطين في مجال تدوين السفر، الذين أسهموا في الترويج للجزائر كوجهة سياحية، بحكم كثرة الفيديوهات التي يصنعها حول الجزائر كما قال بأنه يحب ما يقوم به «خبيب» كذلك، إذ عمل مؤخرا على تقديم محتوى نوعي حول الجزائر بعدما كان مهتما أكثر بالخارج، و صور فيديوهات رائعة عن كقسنطينة و تيكجدة و الصحراء، وبالتالي بدأ في الاهتمام بالسياحة الداخلية.
وذكر بالإضافة إلى ذلك المدون «جواد فلوغ» الذي يقوم حسبه، بإعداد فيديوهات في المستوى، دون نسيان «الدّقس» الذي يملك طريقة خاصة في النشر تتضمن شيئا من الفكاهة والكوميديا، كما يعمل على التبسيط والتعريف بالمناطق التي تظهر في أعماله، وفيديوهاته ليست موجّهة للأجانب بل تعني فئة معينة داخل الجزائر، من متوسطي و محدودي الدخل.
وأضاف، بأن ما يقوم به صناع محتوى السفر مهم على اختلافهم، وأن عددهم في تزايد و استغلالهم ضروري للترويج بشكل أفضل للجزائر كوجهة خاصة ما تعلق بالسياحة الداخلية.
إسلام. ق