* لا تأثير للإجراءات المعلنة والجزائر لن ترضخ بأي شكل من الأشكالأعربت الجزائر، أمس الأربعاء، عن استغرابها ودهشتها إزاء تدابير تقييدية اتخذتها...
انتقل إلى رحمة الله، شيخ الطريقة البلقائدية الهبرية، الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد عن عمر ناهز 88 عاما، حسب ما علم أمس الأربعاء، لدى الزاوية...
أكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، اليوم الأربعاء في بيان لها، عن إتمام عملية صب المنحة التضامنية لشهر رمضان الفضيل، في...
قضت مساء أمس المحكمة الرياضة الدولية بشرعية الشكوى التي تقدم بها الاتحاد الجزائري لكرة القدم في شكل طعن، في القرار الذي كان الاتحاد الإفريقي لكرة...
تنتعش الحركية ليلا بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، و تضيء النشاطات الكثيرة و المتنوعة أماسي الصيف، مع توفر مسابح وألعاب للأطفال وهي أجواء ممتعة و بهيجة تستقطب عشاق السمر، و توفر فضاء للراحلة و التسلية بعيدا عن حرارة المنازل و الأحياء السكنية المزدحمة.
الشلال و محمية العرائس و حديقة الميزونة
تعرف المنطقة تزايدا في عدد الزوار و السياح منذ بداية الشهر الجاري، حيث يقصدها مواطنون من ولايات عديد الولايات لاستكشاف هذه الجوهرة السياحية و التمتع بجمال الطبيعية الساحرة من شلالات و منابع ساخنة و حدائق مخضرة تجاورها منصات ألعاب و مقاه و مطاعم لا تتوقف عن العمل حتى ساعة متأخرة من الليل.
و تعد مواقع الشلال و محمية العرائس و حديقة الميزونة، الأكثر استقطابا للسياح صيفا، خاصة من يفضلون الابتعاد عن روتين الشواطئ المكتظة و الاستمتاع بتجربة مختلفة في مدن داخلية لا تقل روعة عن السواحل.
يتدفق مئات الزوار على معلم الشلال الشهير كل ليلة من ليالي الصيف، للاستمتاع بواحدة من أجمل الكنوز السياحية الطبيعية في البلاد، حيث سحر الطبيعة و الهدوء و متعة الأطفال الصغار الذين وجدوا ضالتهم في ما توفر من مرافق للترفيه والمتعة، بينها مسابح اصطناعية تم تركيبها منذ أيام قليلة قبالة معلم الشلال، موجة لصالح الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة وسط المياه الصافية الدافئة دفء المنابع الحموية المتدفقة على الواجهة الكلسية المتعددة الألوان و الأشكال.
و يوفر أعوان الحراسة كل الشروط لتأمين المسابح و مستخدميها طوال ساعات تكون الحركية خلالها كبيرة جدا في الساحة، مع تدفق أعداد من الأطفال للسباحة و الاستمتاع بالأمسية في أحواض ينبعث منها البخار كثيفا ليعانق الأضواء متعددة الألوان في مشهد يشبه قصص الخيال، يأسر القلوب ويغري المزيد من الزوار الراغبين في استكشاف جمال المدنية السياحية ليلا.
حديقة غناء
وكانت الوكالة الوطنية للتنمية السياحية، قد بادرت قبل مدة، إلى توفير المسابح بساحة الشلال بوصفها الهيئة المشرفة على هذا المعلم الوطني المتفرد وجاء ذلك بهدف إضفاء المزيد من الحيوية و تنويع الخدمات المقدمة للزوار، من خلال تلبية رغبات كل الفئات، فهناك أيضا لعبة العربات الصغيرة ومحلات المثلجات و الأكل السريع و القهوة والشاي، ما حول ساحة الشلال إلى فضاء للتجول و السمر تحت ضوء القمر و مصابيح اللاد الجميلة الخافتة.
و يعد مسرح الهواء الطلق من بين الفضاءات المهمة بساحة الشلال حيث يقصده عدد كبير من السياح ليلا، لمتابعة بعض الأنشطة الترفيهية التي تبرمج بين الحين و الآخر، كما أنها مكان مفضل للباحثين على الهدوء و الراحة.
تحيط بمعلم الشلال مساحات خضراء جملية يكسوها العشب الطبيعي و تنمو فيها الأشجار والأزهار على مدار العام، محافظة على بهائها رغم حرارة الصيف و الجفاف الذي تعرفه المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث يحرص عمال الشلال على سقي الحدائق الجميلة و حمايتها من محاولات إتلافها، مع رفع ما يتركه بعض الزوار من نفايات كل ليلة رغم حملات التوعية التي يقوم بها العمال الساهرون على جمال هذا المعلم السياحي الوطني الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى قبلة للسياح الأجانب من كل قارات العالم.
يزداد المكان برودة مع مرور ساعات الليل، متأثرا بالبخار الذي يصعد إلى السماء فيتعرض للتجمد ثم يعود مثل ندى الربيع، متساقطا على الحدائق الغناء، ينعش النفوس و يبعث الحيوية في القلوب.
يمكن لمرتادي الحديقة ليلا التسوق من أكشاك تحيط بمعلم الشلال، و شراء هدايا من جناح العرض الخاص بالتحف و الصناعات التقليدية أين ينشط الحرفيون و يعرضون منتجات ذات قيمة فنية و اقتصادية.
و على خلاف ساحة و مسابحها و حدائقها و متاجرها تبدو منطقة المنابع الساخنة التي تغذي الشلال الكبير و الشلالات الفتية، هادئة ليلا، وقد تكون الهيئة المسيرة قررت منع التجوال فيها تلافيا للحوادث، إذ يتطلب فتحها أمام زوار في الفترة المسائية مزيدا من الموظفين و إجراءات تأمين أكبر، لتجنب حالات السقوط و الاحتراق بالمياه التي تتجاوز حرارتها 95 درجة، و هي ثاني أسخن مياه معدنية في العالم.
محمية العرائس الأسطورية
كل مساء توضع الطاولات و الكراسي على مساحة واسعة بين الصخور بديعة الجمال استعدادا لقدوم الزوار من هواة السمر و ليالي الصيف المنعشة ولا يمر كثير من الوقت حتى تكون كل المواقع مهيأة تنتظر ضيوف المحمية الساحرة الذين يعمرون المكان و يأسرهم جماله و تفرد الطبيعة.
و تعد محمية العرائس الأسطورية بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، من أكثر المواقع استقطابا للسياح طيلة أيام الصيف، نظرا لموقعها الذي يتوسط المدينة و توفرها على كل المرافق الخدماتية كالنقل و حظائر ركن السيارات و المطاعم والمقاهي و منصات الألعاب التي تغري الأطفال.
وأمام تزايد الإقبال، تكثف المطاعم و المقاهي من نشاطها كل ليلة لتقديم خدماتها للزوار الذين يفضلون العشاء و شرب القهوة والشاي و تناول المثلجات و العصائر بين الصخور الكلسية الجميلة التي نسجت حولها الأساطير منذ القدم، و ما تزال متداولة إلى اليوم.
ولا تتوقف منصات الألعاب عن الاشتغال حتى نهاية الليل، لتلبية رغبات الأطفال الذين لا يملون من القفز و التزحلق، و ركوب السيارات والقطارات الصغيرة، و المغامرة فوق العجلات الدوارة، حتى ينال منهم التعب و فيستسلمون للنعاس معلنين عن نهاية السهرة.
فضاء السوق الأسبوعي و مواقع أخرى للسمر
تعرف مدينة حمام دباغ، تطورا مستمرا في السنوات الأخيرة بفضل مشاريع هامة لتوسيع الفضاءات السياحية و دمج الأحياء القريبة من المعالم الطبيعية ضمن الفضاءات السياحية المستقطبة للزوار من سكان المدينة و القادمين من أماكن أخرى، حيث تم تعبيد الطرقات و إنجاز أنظمة للإنارة و حدائق جميلة وسط الأحياء السكنية، بينها حديقة 19 مارس، المعروفة لدى السكان بحديقة "الميزونة" نسبة إلى موقع مراقبة على خط السكة الحديدية، كان يعبر البلدة السياحية الجميلة ثم توقف في انتظار مشروع بناء خط جديد.
و غير بعيد عن معلم الشلال، تمت تهيئة فضاء للسوق الأسبوعية التي تقام كل جمعة، و بعيدا عن النشاط التجاري تحول هذا الفضاء إلى موقع للسمر طيلة فصل الصيف، تلتقي فيه العائلات القادمة من الأحياء السكنية المجاورة لتناول العصائر و المثلجات و تجاذب أطراف الحديث و توطيد العلاقات الاجتماعية بين أبناء الحي الواحد و المدينة الواحدة.
و لا تكاد حديقة الميزونة تتسع لزوارها كل ليلة فقد تحولت من مكب للنفايات إلى فضاء أخضر جميل فيه العشب الطبيعي و الأزهار و الأشجار وألعاب الأطفال و محلات المثلجات و الأكل السريع.
و يحرس عمال البلدية على صيانة الحديقة بالسقي و التنظيف لكنهم يواجهون تحديات كبيرة بسبب الإهمال و تهاون بعض العائلات التي تغرق المكان بالنفايات و لا تمنع الأطفال الصغار من إلحاق الأذى بالأشجار و الأزهار، و رغم هذا فقد بدأ الإحساس بالمسؤولية يتنامى بين السكان للمحافظة على جمال المدينة و مكتسباتها السياحية التي تعد من مقومات العيش لأكثر من 20 ألف نسمة تجمعهم الجوهرة السياحية التي لا تنام حتى يتوارى الصيف معلنا عن نهاية العطلة و ليالي السمر و بداية الدخول الاجتماعي و العودة إلى مواقع العمل و المدارس.
الدرك الوطني و الشرطة...عين لا تنام
مع حلول الصيف تضع مصالح الدرك الوطني والشرطة بقالمة، مخططا لتأمين حمام دباغ و مرافقة الزوار و تقديم كل التسهيلات لهم بداية من الحاجز الثابت على الطريق الوطني 20 إلى ساحة الشلال ومحمية العرائس و المركب السياحي، لا شيء يعكر مزاج الزوار و لا شيء ينال من هدوء الليل وسحره أينما ذهبت، بفضل دوريات راجلة وراكبة تجوب المواقع السياحة و الطرقات الرئيسية التي تعرف حركة لا تنقطع طيلة السهرة.
ولا يقتصر عمل الفرق الأمنية على الفضاءات السياحية فقط، بل يمتد خارج المدينة أيضا، من خلال تنظيم مداهمات أمنية مشتركة في المشاتي والقرى المجاورة، لمحاربة كل السلوكات السلبية التي يمكن أن تهدد استقرار المدينة و سلامة الزوار الذين يقصدونها بالآلاف كل ليلة. فريد. غ