50 بالمائة من الرجال الجزائريين يشخرون
يعاني مابين 3 إلى 4 بالمائة من فئة الرجال بالجزائر من اضطرابات التنفس خلال النوم ،إلى حد الاختناق المؤدي إلى الوفاة، كما تتسبب هذه الظاهرة في وقوع حوادث مرور خطيرة نتيجة الأرق وعدم النوم الكافي في فترة الليل ،و يعتبر الشخير من بين الظواهر المسكوت عنها داخل الأسر الجزائرية التي تسبب حالة إزعاج ومشاكل بين الزوجين .
وتبين الجمعية الجزائرية للحساسية و المناعة و الأمراض التنفسية التي يترأسها الدكتور دواغي، أن هذه النسبة تبقى مؤقتة ،بالنظر لعدم وجود سجل وطني لإحصاء ضحايا الظاهرة التي هي في تزايد مستمر، نتيجة عدة عوامل وأسباب مرتبطة بالداء، منها السمنة المفرطة التي تؤدي بطبيعة الحال إلى الضغط الشرياني والشخير الزائد عن اللزوم . و يتسبب الداء في اضطرابات في التنفس خلال النوم إلى حد الاختناق المؤدي للوفاة أثناء النوم ،خصوصا بعد انقطاع التنفس لمدة تقارب 10 ثواني وفي حالات تكرر ظاهرة الاختناق ،ينجر عن ذلك أمراض متعددة من بينها الإصابة بالجلطة الدماغية، نظرا لعدم وصول الأوكسجين إلى الدماغ و كذا داء السكري والضعف الجنسي، مما يتطلب التوجه إلى المستشفيات الكبيرة لتقديم النصائح و التوجيهات السديدة لمتابعة العلاج أمام قلة المتخصصين في هذا المجال في الولايات الداخلية الصغيرة .
وعليه فإن أول نصيحة يجب التركيز عليها هي التخلص من البدانة و النوم على جنب واحد، بدل النوم على الظهر فهذه طريقة خاطئة لأن اللسان عبارة عن عضلة بإمكانه في هذه الوضعية غلق وسد منافذ الهواء الرئيسية أو البلعوم. وأوضح رئيس الجمعية الجزائرية للحساسية و المناعة و الأمراض التنفسية، بأن هناك تجهيزات طبية مساعدة للمريض تهدف للتقليل من اضطرابات النوم و تستخدم لإيصال الهواء بشكل كاف، لكن الإشكال هو أن ثلث المصابين بهذه الحالة يجدون صعوبات في التكيف مع هذا النوع من التجهيزات غير المدعم من طرف صندوق الضمان الاجتماعي. ويشير الأطباء بأن الشخير هو مرض مزمن و هو أنواع منه الحميد ومنه المرضي، و يحتاج بعض المصابين لإجراء دراسة في مختبر النوم توضح استقرار النشاط الكهربائي في المخ خلال النوم ، وكذا التنفس ومستوى الأوكسجين في الدم ،فإذا تأكد المختصون من عدم إصابة المريض بانقطاع التنفس الإنسدادي فالمشكل حميد، ولا يحتاج إلى القلق .
ومن بين عواقب اضطرابات النوم وقوع حوادث مرور خطيرة، نتيجة الأرق وعدم النوم الكافي في فترة الليل ،كما بات الشخير يشكل حالة إزعاج وسط الأزواج وان كان البوح بهذه الحالة في المجتمع الجزائري، من بين حالات إفشاء الأسرار و يتم معالجتها بالطرق الودية، من بينها انفصال الزوجين أثناء النوم في غرفتين . وفي حالات عديدة تضطر السيدات الماكثات بالبيت، إلى أخذ قيلولة مطولة في النهار، لتمكين زوجها على النوم في الليل.
وفي غياب إحصائيات دقيقة عن حالات الطلاق بالجزائر ،إلا أن دراسة للجمعية الجزائرية لاضطرابات النوم أوضحت بأن 50 بالمائة من الرجال في الجزائر يشخرون مقابل 25 بالمائة من النساء ،و هو معدل كبير مقارنة بالنسبة العالمية المقدرة ب 30 بالمائة .
هذه النسب غير مرتبطة بالمشاكل واضطرابات النوم ،فقد كشفت في المقابل دراسة أجرتها شركة بريطانية لصناعة وتسويق علاج طبيعي لمشكلة الشخير أن الشخير قد يهدم الحياة الزوجية والعلاقات الأخرى، فقد أجرت شركة «باشون فور لايف» دراسة على 1000 من الأزواج والزوجات وغيرهم من الذين يعيشون معا، تم تحديدهم عن طريق إعلانات في المجلات الخاصة بالمرأة وأخرى خاصة بالصحة وتوصلت إلى أن 80 في المائة منهم يلجأون للنوم كل على حدة ،بسبب الشخير .
وقال 40 في المائة ممن شملهم الاستطلاع،بأن الشخير يؤثر سلبا على علاقاتهم ويؤدي إلى وقوع شجار بينهم و وصف بعض الذين شملتهم الدراسة صوت الشخير بالاستماع إلى صوت وحيد القرن أو الصوت الذي يحدثه منشار آلي ،وقال آخر عن الشخير بأنه «جحيم»وفي العادة يكون الرجل هو مصدر الشخير، ففي 70 في المائة من الحالات كان الشخير ناجماً عن الرجل.
وقال ربع الذين شملتهم الدراسة بأن علاقتهم الجنسية انهارت بسبب الشخير، فيما قال أكثر من نصفهم بأن الشخير يؤدي إلى وقوع شجار فيما بينهم ،وقال العشر بأن الشخير جعلهم يفكرون في الانفصال.
هشام ج