جمعية المسرح الجديد ليّسر تجسد صراع يوغرطة ضد الرومان
تمكنت، أول أمس، جمعية المسرح الجديد لمدينة يسر(بومرداس)، من تجسيد الاضطرابات التي عاشتها الدولة النوميدية في عهد ملكها يوغرطة ابن ماسينيسا، خلال ما يقارب الساعتين من العرض على ركح المسرح الجهوي لولاية قسنطينة، وسط حضور محتشم نسبيا، أبدى إعجابا كبيرا بالمسرحية.
وأدى أدوار شخصيات المسرحية، التي كتب نصها صاحب الرسوم المتحركة “مقيدش”، المرحوم عبد الرحمن ماضوي وأخرجها الشاب عبد الرزاق قوادري هباز، ممثلون شباب تمكنوا من تجسيد مرحلة من حياة الملك النوميدي يوغرطة، وصراعه مع الرومان من أجل التحرر من هيمنتهم على المنطقة ومنعهم من تقسيم دولته، حيث تتوالى الهزائم على جيش النوميديين، وتبدأ سلسلة من الاضطرابات الداخلية والخيانات داخل ضباط الجيش، فضلا عن مخالفة أعيان المملكة لقرار الحرب وتعبئتهم للشعب بذلك، مما أدى في النهاية إلى توقف الحرب، ليقوم بعدها ملك موريتانيا وصهر يوغرطة بوخوس، بالتحالف مع الرومان الذين أقنعوه بأن يوغرطة يحاول سلبه ملكه، من خلال نصب مكيدة للإيقاع به عن طريق زوجته، التي تتناول السم في نهاية العرض، لتثبت ليوغرطة بأنها لم تكن متواطئة مع والدها.
وتميز زي الجنود النوميديين عن الزي الأحمر الذي ظهر به ممثل شخصية يوغرطة في الملحمة الافتتاحية لتظاهرة عاصمة الثقافة، حيث اختار السينوغراف عبد الغني شنتوف، ألوانا بين الأخضر والبني والأسود، فضلا عن الأحذية التي كانت تشبه إلى حد بعيد أحذية الرومان، حيث نبه رئيس جمعية المسرح الجديد لمدينة يسر، إلى أن ألوان الجنود النوميديين ترمز إلى الجذور والأصول والطبيعة، فيما تم اختيار الأحمر وألوان المعادن للجنود الرومان، من أجل خلق صراع بين الأشكال والألوان، مشيرا إلى أن الأزياء من إبداعه الخاص، مشيرا إلى عدم توثيق الفرنسيين إلا الجوانب التاريخية الخاصة بهم:" الفرنسيون لم يوثقوا للتاريخ الخاص بنا"، على حد تعبيره.
أما عن الأشجار التي ميّزت ديكور المسرحية، فقد أفاد المتحدث بأنها أشجار قديمة من النوع البري الذي كان موجودا بالمنطقة، مشيرا إلى أنه تجنب أشجار الزيتون لما تحمله من دلالة على الرومان.
سامي حباطي