أزمة حاصدات تؤخر موسم الحصاد و الدرس بعدة بلديات في البرج
يشتكي عشرات الفلاحين بالبلديات النائية و المناطق المعروفة بصعوبة تضاريسها، على غرار بلديات الجهة الشمالية التابعة لدائرة الجعافرة و بلدية ثنية النصر و بلديات الجهة الغربية و الشرقية لولاية برج بوعريريج، من النقص المسجل في الحاصدات، ما يجبرهم على اللجوء إلى الطرق التقليدية في جمع المحاصيل، و اتخاذ الكثير من الحيطة لحماية محاصيلهم بحقول القمح و الشعير من مخاطر الحرائق.
و قد رفع العشرات من الفلاحين هذا الانشغال إلى اتحاد الفلاحين، حيث و زيادة على النقص المسجل خلال هذه السنة في وسائل النقل التابعة لتعاونية الحبوب و البقول الجافة، لا يزال الكثير من الفلاحين ينتظرون قدوم آلات الحصاد و الدرس لمناطقهم، خصوصا على مستوى البلديات النائية المعروفة بصعوبة تضاريسها، التي يضعها أصحاب الحاصدات في ذيل الاهتمامات، بالنظر إلى صعوبة التنقل بالحاصدات وسط الحقول و المنحدرات و الأراضي المعروفة بصعوبة تضاريسها، في حين يتوجه اهتمامهم طيلة الفترات الأولى لحملة الحصاد و الدرس إلى الأراضي المستوية.
كما يفضل أغلبهم بحسب المشتكين، التوجه إلى الولايات المعروفة بإنتاجها الوفير و أراضيها المستوية، تجنبا لاستهلاك الكثير من الوقت في التنقل بين حقول القمح بالمناطق صعبة التضاريس و تجنبا لإلحاق الأعطاب بآلات الحصاد، حيث عادة ما يتجنب أصحاب الحاصدات العمل بالمناطق الجبلية، و يضعونها في آخر برامجهم، و يشترطون على الفلاحين جمع محصولهم بالاعتماد على الطرق اليدوية و جمع المحصول بأماكن قريبة من الطرقات لتسهيل تنقلهم إليها، و حصر مهمتهم في درس المحصول بدل التنقل إلى الحقول و المغامرة بحصاد المحاصيل بالأماكن و الحقول المعروفة بتضاريسها الصعبة و منحدراتها الشديدة.
و حتمت هذه الوضعية على الفلاحين، الاعتماد على الطرق التقليدية للحصاد، من خلال الاستنجاد بالعاملين و الاعتماد على الحصاد اليدوي باستعمال أدوات بدائية ( المنجل )، و جمع محصول القمح بأماكن متفرقة، ليتم بعدها تجميع و نقل المحاصيل بالجرارات المزودة بمقطورة، إلى الأماكن المستوية لتسهيل تنقل الحاصدات و توفير الوقت لأصحابها الذين يشترطون على الفلاحين تجميع محاصيلهم بأماكن متقاربة لتسهيل مهمتهم في التنقل من جهة و ربحا للوقت من جهة أخرى، خاصة و أن نشاطهم يقتصر على فصل الصيف و موسم الحصاد و الدرس، ما يحتم عليهم الأخذ بعين الاعتبار حسابات الفائدة و الرفع من مداخيلهم قبل انقضاء الموسم.
و مع اشتداد موجة الحرارة و ندرة الحاصدات، يتزايد تخوف الفلاحين و المزارعين، من تلف محاصيلهم و تكبدهم لخسائر في حال اندلاع الحرائق، خصوصا و أن الولاية شهدت منذ بداية فصل الصيف العديد من الحرائق التي أتت على مئات الهكتارات من محاصيل القمح و الشعير و حزم التبن، سيما ببلدية خليل بالجهة الشرقية للولاية، التي تكبد فيها المزارعون خسائر كبيرة في محاصيلهم التي أتت عليها الحرائق في الفترة الأخيرة.
و إضافة إلى نقص وسائل النقل، يطرح مشكل الكميات الضائعة من المنتوج أثناء الحصاد و الدرس التي فاقت بحسب إتحاد الفلاحين بالبرج، خلال الموسم الفارط، نسبة 30 بالمائة من إجمالي المنتوج، بالنظر إلى قدم حظيرة عتاد الحصاد و الدرس بالولاية، و الاعتماد على عدد هائل من الحاصدات القديمة، حيث يطرح هذا المشكل بالتحديد في القرى و المناطق المعزولة التي تعرف عزوفا من قبل أصحاب الحاصدات الجديدة، نظرا لصعوبة مسالكها و طبيعة تضاريسها الوعرة.
ع/بوعبدالله