القلتة الزرقاء.. سحر الطبيعة و موطن المغامرة
القلتة الزرقاء، موقع طبيعي ساحر ببلدية حمام النبائل شرقي قالمة، إنه عبارة عن منبع قوي دائم الجريان، لم تؤثر عليه موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة منذ عدة سنوات، و ظل محافظا على مياهه العذبة المتدفقة من شلال كبير لم يتوقف عن النشاط منذ أمد بعيد.
ظلت القلتة الزرقاء مكانا مهجورا ، قبل أن تستقطب في السنوات الأخيرة ، اهتمامات المسؤولين المحليين باعتبارها موردا مائيا طبيعيا لمواجهة أزمة المياه بواحدة من أكثر المناطق تضررا من الجفاف بولاية قالمة، لكن الاهتمام الأكبر كان من قبل هواة الطبيعة و متسلقي الجبال و محترفي الغوص في البرك المائية و الأودية.
بمرور الزمن تحول المكان الساحر إلى موقع سياحي، يجلب إليه أعدادا كبيرة من عشاق الطبيعة و المغامرة، خاصة الشباب الباحثين عن أماكن للراحة و الترفيه، في غياب مرافق الخدمات بمنطقة حمام النبائل، الباحثة عن مستقبل جديد قد يعيد لها الاهتمام، و مكانتها الحقيقية كمنطقة حموية سياحية، قادرة على التطور و استقطاب السياح من كل مكان.
كل صيف تتوجه أعداد كبيرة من الشباب إلى القلتة الزرقاء ، للسباحة وسط المياه العذبة الباردة، و قضاء يوم بين زرقة المياه، و الكهوف و المرتفعات الصخرية الحادة، التي لا يقدر عليها إلا مغامر عنيد، يعرف كيف يتسلق الصخور و يمر بسلام إلى البحيرة الهادئة للسباحة و الغوص في الأعماق.
الوصول إلى البحيرة الجميلة، يتطلب صبرا جميلا و قوة و خبرة في التعامل مع المرتفعات الحادة، الكثير من المغامرين يعجزون عن تسلق المنحدرات الصخرية و يكتفون بمشاهدة المنظر من فوق القمة الصخرية، بينما يتحدى آخرون الطبيعة و يغامرون بحياتهم للوصول إلى شاطئ البحيرة الزرقاء للسباحة، و قضاء يوم ممتع بين المياه و الكهوف، بعيدا عن حرارة الشمس القوية التي أصبحت تميز ولاية قالمة في السنوات الأخيرة.
و يطالب سكان حمام النبائل بتهيئة الموقع الطبيعي الجميل و تصنيفه كمحمية طبيعية سياحية، تساهم في تطوير السياحة بالمنطقة و تحريك التنمية المحلية التي تعاني من مشاكل كبيرة، بسبب نقص الموارد و الإمكانات و فرص الاستثمار.
و قد ساهم الشباب المستكشف في التعريف بالقلتة الزرقاء و شلالها المتدفق الجميل، و بدأ هؤلاء الشباب في طرح أفكار مفيدة لتهيئة الموقع و استغلاله كمورد اقتصادي و سياحي، قد يساهم في تطوير منطقة حمام النبائل و إخراجها من دائرة العزلة التي ظلت تعاني منها عقودا طويلة.
و ظهرت بولاية قالمة في السنوات الأخيرة مجموعات من الشباب المثقف تخوض تجربة ميدانية شاقة لاستكشاف المواقع الطبيعية بالولاية، و التعريف بها و حث المسؤولين المحليين على إطلاق مشاريع استثمارية، و بناء منتجعات سياحية طبيعية توفر الثروة و مناصب العمل للسكان المحليين.
و تعد كهوف غار الجماعة، معلم حجر شواف، حوانيت الركنية، غابات ماونة و جبال بني صالح، حجر الثلج و القلتة الزرقاء ، من بين المواقع الطبيعية الجميلة التي طالتها الأضواء، و عاد إليها الاهتمام بفضل هؤلاء الشباب الذين يعملون على مزيد من الاكتشافات و يسعون إلى جلب قوافل السياح إلى هذه المواقع الجميلة الساحرة التي تميز ولاية قالمة التي تنام على كنوز سياحية طبيعية و أثرية و تاريخية، قادرة على تحويلها إلى قطب سياحي وطني بلا منازع.
فريد.غ