عليوي يطالب بمنع استيراد اللّحوم
* اقترحنا على السلطات السعودية استيراد أضاحي من الجزائر لفائدة حجاجنا
حمّل الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي أمس المضاربين وسماسرة الأسواق، مسؤولية ‹› التهاب ‹› أسعار المواشي وألقى باللائمة على الأسر التي سارعت إلى شراء الأضاحي بأسابيع قبل العيد، وهو ما شجع ‹› البزناسية›› على فرض منطقهم، وتوقع عليوي أن تعود الأسعار إلى الاستقرار خلال
الأيام المقبلة بعد الوفرة التي شهدتها الأسواق على إثر الإجراء الذي قامت به السلطات العمومية
مؤخرا بتوفير مساحات مهيأة ومعتمدة لبيع الاضاحي مباشرة بين المربين و المستهلكين.
برّأ عليوي خلال استضافته في منتدى يومية الشعب، ساحة الموالين ( مربي المواشي ) من التهاب أسعار الأضاحي، نظرا لدخولهم المتأخر إلى الأسواق في المدن الكبرى، متوقعا أن يكون لدخولهم ‹› القوي ‹› أثره على تراجع الأسعار واستقرارها، وناشد هؤلاء المربين إلى السعي لكسر الأسعار التي فرضها المضاربون وتطبيق أسعار في متناول مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية.
وبعد أن أشار إلى أن الجزائر تمتلك ثروة هامة من المواشي تقدر بحوالي 28 مليون رأس وأن بلادنا هي البلد العربي الوحيد الذي لا يستورد الكباش من الخارج، انتقد الأمين العام لاتحاد الفلاحين غياب الرقابة على الأسواق وخاصة أسواق المواشي ما سمح – كما قال - بتعدد الوسطاء وسيطرة المضاربين عليها، ودعا السلطات العمومية إلى التدخل وفرض رقابة لصيقة ومنع باعة الأضاحي الذين لا يتمتعون بالصفة القانونية من مزاولة هذا النشاط، وفسح المجال للموالين فقط والتجار المعتمدين.
وقال عليوي ‘’ يجب أن تتدخل القطاعات المعنية لمراقبة الأسواق وخاصة في الجزائر العاصمة بسرعة وبالصرامة المطلوبة لمنع سيطرة المضاربين الذين ينشطون بصفة غير قانونية وتطهير الأسواق منهم’’ و أضاف ‘’ كان على الأسر أن تكف عن شراء الأضاحي أسابيع قبل العيد وترك الأمر إلى أيام قليلة قبل هذه المناسبة الدينية حتى يضطر المضاربون لخفض الأسعار’’ وقال متهكما ‘’ خليها ترخص’’.
وعندما سُئل عليوي إن كان يدعو إلى مقاطعة شراء الأضاحي، قال أنه لا يدعو إلى المقاطعة ولكن إلى التريث وأضاف ‘’ أتوقع أن تعود الأسعار في أسواق المواشي إلى الاستقرار في الجزائر العاصمة على سبيل المثال، بعد أن تم الترخيص لتنقل الموالين وافتتاح نحو 105 نقاط معتمدة مخصصة للبيع المباشر للكباش،تحسبا لعيد الأضحى’’. من جهة أخرى كشف عليوي بأن الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين قدم مؤخرا عرضا السلطات السعودية لأجل اقتناء أضاحي من الجزائر بعدد الحجاج الجزائريين، من أجل تمكين حجاجنا – كما قال بنحر أضاحي جزائرية، عوض الأضاحي الأخرى التي تستوردها المملكة السعودية من بلدان أخرى على غرار السودان الشقيق، وقال ‘’ نحن في انتظار الرد من السلطات السعودية’’.
يجب منع استيراد اللحوم لتوفر الجزائر على ثروة كافية من المواشي
وفي سياق ذي صلة دعا محمد عليوي إلى منع استيراد اللحوم من الخارج بسبب الوفرة التي يشهدها سوق المواشي في الجزائر، مشيرا بذات المناسبة إلى أنه سبق وأن تم طرح فكرة لاستيراد بضعة ملايين رأس من سلالة الكبش السوداني ( السيداون ) لكونها قادرة على التأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، في ولايات أقسى الجنوب من أجل دعم الثروة الحيوانية في هذه الولايات ( تندوف وأدرار وتمنراست وإيليزي ) وبالتالي سد حاجة الساكنة وكذا الحاجة الاستهلاكية لعمال مختلف المنشآت الصناعية والبترولية بالمنطقة، وكذا حاجة الثكنات، إلا أن هذا المشروع قد تم إجهاضه من بعض الأطراف وهي ذات الأطراف التي أجهضت كما قال فكرة استيراد اللحوم السودانية››.
وفي رده عن سؤال حول سبب ارتفاع أسعار البطاطا، خلال الصائفة الحالية، قال عليوي أن الأمر لا يتعلق بقلة المنتوج وإنما بعدم وجود عمالة كافية لجني المحصول بسبب الحرارة الشديدة، سيما وأن أغلب المنتجين – كما قال - مازالوا يعتمدون على الطرق التقليدية، نظرا لغلاء ماكنات الجني، كما أرجع السبب أيضا إلى عدم طرح المنتوج ‹›الذي تمتلئ به المخازن ‹›، في الأسواق.
وفي رده عن سؤال للنصر حول سبب غلاء مختلف المنتجات الفلاحية خلال شهر رمضان الماضي رغم الوفرة التي شهدتها الأسواق ، أرجع عليوي السبب إلى كثرة تدخل الوسطاء والمضاربين الذين وجدوا أنفسهم كما قال - وحدهم في الأسواق لعدم توفر طاقة التخزين وشبكة التوزيع الكافية ما منع الفلاحين من إيصال منتوجهم إلى الأسواق.
ودعا المتحدث بالمناسبة الفلاحين عبر مختلف أنحاء الوطن إلى تنظيم صفوفهم والعودة للعمل وفق نظام التعاونيات ‹›من أجل تجاوز الوضع الحالي في ظل نقص الإمكانيات لديهم وسيطرة الوسطاء والمضاربين على الأسواق››.
وقال ‹› إن حالة الفوضى وسوء التنظيم الذي يشهده القطاع الفلاحي حاليا يعرض الفلاحين إلى خسائر كبيرة، إذ في الوقت التي وصلت فيه الطماطم في أسواق ولايات شمال الوطن إلى 100 دينار وما يفوق فإن سعرها في أدرار نزل إلى 6 دنانير ولم تجد من يشتريها بسبب ضعف شبكة التوزيع وارتفاع تكاليف الإنتاج››.
وقال الأمين العام للاتحاد الفلاحين ‹› إن مشكل النقل وعدم توفر وحدات التحويل ولامبالاة جهات التدخل كالدواوين العمومية يضطر الموالين إلى رمي آلاف الأطنان من الصوف والوبر سنويا، عوض استغلالها من قبل وحدات النسيج››.
وناشد عليوي وزارة الصناعة إلى التدخل لتمكين الموالين من تسويق أطنان الصوف وعدم الاكتفاء بحملتها الحالية لجمع جلود الأضاحي. ع.أسابع