بلماضي مدرب كفء و قادر على رفع التحدي وحان الوقت لإعادة النظر في المنظومة الكروية
أكد مدرب شبيبة بجاية مصطفى بسكري في حواره للنصر أن اختيار جمال بلماضي لتدريب الخضر كان صائبا ووصفه بالمدرب الكفء القادر على رفع التحدي، كما انتقد المدرب السابق لمولودية واتحاد العاصمة عدم الاستقرار الموجود على مستوى أغلب الأندية الجزائرية ولجوء المسيرين إلى الاستغناء عن المدربين كحلول سريعة أمام غضب المناصرين، كما تطرق بسكري للعديد من النقاط المتعلقة بفريقه الحالي وتقييمه للمونديال الأخير.
حاوره: فوغالي زين العابدين
في البداية ما هو تعليقك عن الفوز الذي حققه فريقك أمام غليزان في افتتاح الرابطة الثانية؟
لا أخفي عليك أنني كنت متخوفا نوعا ما قبل بداية المقابلة لعدة اعتبارات أبرزها التأخر في التحضيرات وقلة المباريات الودية، بالإضافة للعب المقابلة بدون جمهور، وكنا مطالبين بتحقيق انطلاقة قوية أمام خصم عنيد، والحمد الله ردة الفعل كانت قوية من قبل عناصري وفازوا باللقاء، ومازال ينتظرنا عمل كبير.
لم أفهم بعد معايير اختيار مدربي الفئات الصغرى
وكيف تسير تحضيراتكم للخرجة القادمة أمام وداد تلمسان؟
تحضيراتنا تسير بصفة عادية، وكل اللاعبين يبذلون أقصى ما لديهم، أضف لذلك توفير الإدارة للإمكانيات اللازمة من أجل التحضير الجيد و لو أن التحضيرات قبل بداية الموسم كانت متأخرة نوعا ما مثلما سبق و أن أشرت إليه.
ما هو تقييمك للعمل المنجز خلال فترة التحضيرات من جميع النواحي؟
تم تحقيق نسبة مئوية كبيرة من البرنامج المسطر بحيث كانت استجابة نوعية و جيدة من طرف اللاعبين رغم كثافة الحصص التدريبية المقدرة ب 32 حصة في مدة 21 يوما لعبنا فيها 7 مقابلات تحضيرية، فزنا في أربعة وتعادلنا في ثلاثة، وهذا ما يبين تأقلم اللاعبين مع البرنامج المسطر.
لنفتح الآن ملف المنتخب الوطني، ما تعليقك على تعيين جمال بلماضي مدربا للخضر؟
تعيين جمال بلماضي قرار صائب وفي محله، وهو مدرب كفء، و بإمكانه رفع التحدي رغم صعوبة المهمة، ولديه المؤهلات اللازمة ليكون عند مستوى التطلعات وينجح في المهمة الموكلة إليه.
مؤخرا تم تداول اسم مجيد بوقرة كثيرا ليكون مساعدا لبلماضي، ما رأيك؟
و لما لا؟، و بحكم أن مجيد بوقرة يملك شهادات تدريبية على أعلى مستوى بالإضافة لماضيه الكروي الكبير، وكل هذا يسمح له بشغل منصب في الطاقم الفني للمنتخب الوطني.
وكيف ترى مستقبل المنتخب الوطني مع جمال بلماضي؟
بالنسبة لي أنا متفائل بقدرة جمال بلماضي على النجاح في مهمته، لكنه في حاجة لبعض الوقت للتأقلم بينه وبين اللاعبين لإيجاد الحلول المناسبة للخروج بالمنتخب الوطني من عنق الزجاجة، فيكفي ما عاشه الخضر من سقوط حر في السنوات الماضية.
العرب يتكلمون أكثر مما يعملون وهذا سبب إخفاقهم في المحافل الكبرى
ماذا ينقص حسب رأيك حتى يعود المنتخب الوطني لسالف عهده ويكون متواجدا في مونديال قطر 2022؟
من الضروري إعادة النظر في سياسة الفريق الوطني منها اختيار اللاعبين القادرين على إعطاء إضافة نوعية على المستوى القصير أضف إلى ذلك وضع إستراتيجية و معايير لمتابعة اللاعبين الناشطين في البطولة المحلية مما يسمح بتوفير قاعدة وخيارات موسعة.
كيف تنظر إلى ظاهرة عدم الاستقرار على مستوى الأندية وتغيير المدربين في كل مرة؟
هذا يعود لثقافة المسيرين بصفة عامة، فلو كان المسير يملك ثقافة كروية بدون شك سيعلم أن السبب الرئيسي لنجاح أي فريق هو الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، وهذا الإشكال متواجد منذ أكثر من 20 سنة واستفحل أكثر في العشرية الأخيرة، وعدم الاستقرار هذا هو المشكل الرئيسي لعدد كبير من الأندية، فلا يكفي أن تستقدم أحسن اللاعبين ثم تقوم بتغيير المدرب بعد كل نتيجة سلبية.
وأين يكمن الخلل حسب رأيك وهل المشكل في المناصرين الذين يريدون النتائج في وقت قصير أم لبعض المسيّرين الذين يخضعون لضغط الشارع؟
القرار يتخذه المسير وليس المناصر، وكما قلت من قبل لو كان المسير يعرف أن كرة القدم تتطلب وقت و الاستقرار أمر ضروري لتحقيق النجاح سواء على مستوى الأكابر وحتى على مستوى الفئات الصغرى التي لا يتحدث عنها الإعلام كثيرا، ونسمع عن إقالة مدربي الفئات الصغرى بعد كل نتيجة سلبية، فهل هذا أمر معقول؟، ومع هذا لا يمكنني أن اسقط فرضية أن المسير يرضخ لضغط الشارع لتنحية المدرب، وهذا في حد ذاته مشكل كبير تعاني منه أغلبية الفرق الجزائرية.
الكفاءة و مواكبة التطورات الكروية هو معيار نجاح المدرب وليس السن
البعض ينتقد الطريقة التي يتم فيها اختيار مدربي الفئات الصغرى، هل ترى أنه من الأفضل الاستعانة بلاعب سابق أو أكاديمي متخرج من الجامعة في الاختصاص؟
لابد من توفر الاثنين معا، وهي أن تكون لاعب سابق وفي نفس الوقت مكون أكاديميا في الاختصاص وإذا توفرت هذه المعادلة فلا خوف على الفئات الصغرى، لكن للأسف الشديد في الجزائر لم تمنح الفرصة للاثنين فلا اللاعب السابق نال فرصته ولا الأكاديمي المتخرج من الجامعة نال فرصته، ولا نعرف المعايير التي يستند إليها المسيرون في اختيار مدربي الفئات الشبانية، وأصبح أي شخص بإمكانه أن يصبح مدربا للشبان وهذا أمر غير معقول، وأنا أعرف العديد من اللاعبين السابقين المتحصلين على شهادات من الجامعات و المعاهد المختصة ولم يتم الاستنجاد بهم في الفئات الصغرى، لهذا ينبغي إعادة النظر في هذه المنظومة.
قمت بتحليل كأس العالم في إحدى القنوات، فما هو تقييمك للمونديال الأخير؟
في الحقيقة مونديال روسيا الأخير لم يشهد مستوى عاليا جدا، لأن أغلب المنتخبات العالمية القوية والتي كان بفضلها يرتفع مستوى المونديال في الدورات السابقة، لم تكن في أفضل حالاتها في روسيا مثل ألمانيا التي كانت خارج الإطار تماما لأول مرة وكانت مفاجئة مدوية بكل المقاييس، ونفس الشيء بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه وظهر بوجه محتشم، دون أن ننسى عدم تأهل منتخبات مثل هولندا وايطاليا، كل هذا انعكس سلبا على المستوى العام لكاس العالم.
أما من الناحية التقنية فلم نشاهد الشيء الكثير باستثناء بعض الفرديات التي برزت وصنعت الحدث في المونديال الروسي.
بوقرة لديه كامل المؤهلات ليلتحق بالطاقم الفني للخضر
هل ترى أن تتويج فرنسا بكأس العالم كان مستحقا؟
نعم تتويج الديكة كان مستحقا وعرفوا جيدا استغلال تراجع مستوى العديد من المنتخبات التي واجهوها وكان الطريق أمام الفرنسيين مفتوحا لتحقيق التتويج الثاني في تاريخهم، وتتويجهم مستحق أيضا نظرا للتكوين القاعدي الجيد، باعتبار أن فرنسا تملك مدارس متطورة في التكوين وهذا ما جعلهم يقطفون الثمار في هذا المونديال، كما أن محور دفاع المنتخب الفرنسي كان نقطة قوته بوجود اومتيتي وفاران، بالإضافة لكونتي الذي يعد من أفضل لاعبي الاسترجاع في العالم، ومبابي الذي يملك إمكانيات كبيرة بالنظر لصغر سنه، بالإضافة للعب الجماعي المنسق الذي سمح لهم بخلق منظومة سمحت لهم بالتفوق على المنتخبات التي واجهوها، دون أن ننسى دور المدرب ديشان الذي سمحت له خبرته كلاعب ومدرب أن يمنح الإضافة اللازمة للديكة.
ما رأيك في إخفاق المنتخبات العربية والإفريقية خلال المونديال الأخير ؟
هذا راجع لأنهم يتكلمون أكثر مما يعملون (يضحك) هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هم لم يستوعبوا بعد معنى اللعب في المستوى العالي، اليوم في كرة القدم الحديثة إذا كنت لا تملك مراكز تكوين ذات معايير عالمية فلا يمكنك الذهاب لمنافسة بحجم كأس العالم وستكتفي بالذهاب من أجل تخفيف الأضرار أو تحقيق فوز شرفي تتغنى به عقودا من الزمن، والعرب والأفارقة لم يصلوا بعد لمصاف الدول المتقدمة كرويا و التي تملك منظومة مبنية على أسس صلبة وتعتمد على التكوين.
أما بالنسبة للمنتخبات العربية بدون استثناء فهي تنتظر حتى يأتي جيل ذهبي تستغله لفترة زمنية معينة وبعد اعتزاله تعود إلى نقطة الصفر مثلما حدث مع تونس 78 و المغرب 86 والجزائر 1982 و2014، وانتهى الأمر، أما الذهاب بعيدا في المونديال ولعب الأدوار الأولى فيتطلب العديد من الأمور من بينها المنشآت الحديثة والاستثمار في الجانب البشري.
هل أنت مع أو ضد تقنية "الفيديو" المعتمدة لأول مرة في المونديال ؟
أنا مع استعمال هذه التقنية، لأننا شاهدنا في الدورات السابقة للمونديال عدة منتخبات تعرضت لظلم تحكيمي بقصد أو دون قصد مثلما حصل مع اسبانيا ضد كوريا الجنوبية في مونديال 2002، وغيرها من الأمثلة، وتقنية الفيديو ستسمح لكل فريق بأخذ حقه، ولو أنني لا أوافق من يقول أن الفيديو سيفقد كرة القدم حلاوتها، لكن بصفتي مدرب أعلم جيدا معنى أن تتعب مع فريق في التحضيرات ثم تخسر المقابلة بسبب هفوة تحكيمية.
نقص ثقافة بعض المسيّرين هو سبب عدم الاستقرار على مستوى الأندية
وماذا عن التعديلات التي شهدها المونديال بإتاحة إجراء تغيير رابع في الأوقات الإضافية ؟
هذا التغيير مدروس وايجابي جدا حسب اعتقادي، لأننا نعرف جيدا أن المونديال يكون في نهاية الموسم ويصعب إكمال 120 دقيقة في المستوى العالي بالنظر لعدة معطيات، وهذا التغيير سيسمح للمدربين بالحصول على خيارات جديدة وإراحة اللاعبين المنهكين وبالتالي سيساهم أيضا في زيادة الفرجة والمتعة.
من أصل 32 منتخبا شارك في المونديال هناك 11 منتخبا يقوده مدرب يفوق 60 سنة،
ما هو تعليقك؟
معيار السن ليس مهما بالدرجة الأولى في عالم التدريب لأن الأهم هو الكفاءة والاطلاع على ماهو جديد في عالم التدريب، وقد شاهدنا مدرب الاورغواي تاباريز الذي فاق سنه 71 سنة ويعاني من مرض أعاق حركته إلا أنه كاد أن يصل بمنتخبه إلى المربع الأخير، ومع هذا هناك مدربين شبان فرضوا أنفسهم مثل روبيرتو مارتيناز مدرب بلجيكا الذي يبلغ من العمر 44 سنة، وكخلاصة للقول المهم هو ما يملكه المدرب من مؤهلات وقدرة على مواكبة التطورات الحاصلة في المنظومة الكروية.
أنا مع تطبيق تقنية الفيديو لهذا السبب
هل لديك إضافة تود أن تختم بهذا هذا الحوار؟
أعتقد أنه حان الوقت لإعادة النظر في منظومة كرة القدم الجزائرية وخصوصا فيما يتعلق بالتكوين، وإنشاء مراكز تدريب على أعلى مستوى لكل الأندية وخصوصا المحترفة ولابد أيضا من تكوين إداريين في المستوى، وفي هذه الحالة فقط يمكننا الحديث عن تطوير الكرة الجزائرية ونكون من بين أفضل المنتخبات الإفريقية لمدة طويلة وليس لجيل واحد. ف.ز