الطبعة القادمة ستكون مغاربية و طبعة 2007 كانت الأفضل على كل المستويات
جمع الفنان اسماعيل يلس بعد تخرجه من معهد تكوين التكنولوجيا بسطيف، ما يكفيه من زاد معرفي موسيقي لخوض تجربة طويلة في العزف و الأداء الفني، ما مكنه من التميز في العزف و الغناء، وما جعل من صوته حالة خاصة ومتفردة بأدائه لأصعب المواويل و الموشحات، حتى عرف بأنه الوحيد الذي يعطي للأغنية الأصيلة بعدا آخر، و كذا امتلاكه لما يلزم من حس و أدوات و شروط عملية و أجواء فنية عائلية، هيأته لتحقيق ذاته فاستحق اعتراف كبار الفنانين العرب . و بعد عضوية لجنة تحكيم “ألحان وشباب” لسنتين متتاليتين، يحدثنا اسماعيل عن هذه التجربة في مساره الفني.
ـ إسماعيل يلس : أولا، ولادتي في عائلة فنية كانت أكبر دافع لي لتعلم أبجديات الموسيقى قبل أن أتعلم الأصول و المبادئ الأولى للفعل الموسيقي في معهد تكوين التكنولوجيا بسطيف، وهي الفترة التي أعطتني الكثير من المعرفة و أيضا الحب للموسيقى ،وتعلمت ما كنت أجهله عنها سولفاج و غيره كعلم قائم بحد ذاته. على مستوى الاهتمام أو الممارسة، طبعا كنت أحب العزف كما كنت أحب الغناء، خاصة الأغنية الأصيلة التي تستهويني لأنها تدفعني للتأمل و البحث. وعندما أصبحت أستاذا تضاعف اهتمامي بالموسيقى و كنت دائما أحرس على التفاعل مع الطلاب الذين يملكون سواء مهارة العزف أو الغناء.
ـ لم أتدخل في الأمور الخاصة بالطلاب، سواء كانوا يبحثون عن الشهرة أو المال مهمتي كانت العمل على تثقيفهم موسيقيا ،و الصدق معهم و مع نفسي، و أمنحهم ما عندي. الصدق هو الذي منحني ثقتهم ، سواء في طبعة السنة الماضية أو طبعة هذه السنة، لأنني قدمت لهم ما يحتاجونه رغم أنني أقول لهم دائما من المستحيل تكوين فنان في شهرين ، لأن أغلبية الذين يأتون يجهلون كل الجهل حقيقة الموسيقى و هم في كل الحالات هم هواة لا يمكن محاسبتهم ،علمناهم أصول الموسيقى و تصحيح ما أمكن من طريقة أدائهم، لأن العملية أصعب بكثير من حفظ أغنية معينة. المتعة الوحيدة التي أجدها هي عندما أحس أنهم يتابعون و يطبقون ما نقدمه لهم من معلومات . الكثير منهم لا يخرج من المدرسة دون أخذ الكثير من المعارف.
ـ الحقيقة أن البعض يرى أنها ضرورية، بحثا عن اكتمال التجربة، لأنه و كما سبق أن قلت يستحيل أن نتعلم كل شيء عن الموسيقى خلال مدة الإقامة في المدرسة. ما يستدعي متابعة الطالب المتوج أو الناجح على الأقل لمدة معينة، و فتح المجال له في المناسبات أو صناعتها من أجل الترويج للأسماء الجديدة ،لكن العملية و على المستوى المادي تتطلب الكثير، ما يجعل هؤلاء عرضة ،سواء لإنهاء علاقتهم بالغناء أو “ يتمردون”و يكافحون مثل البقية، لكن المؤكد أن الطالب هو الذي لا بد أن يسعى لتحقيق ذاته الفنية، بما أن الفرصة متاحة له لكي يبرز خارج المدرسة.
ـ الحصة من أقدم الحصص في التلفزيون الجزائري، و مقارنة بالسنوات الأولى أخذت الآن بعدا و حجما كبيرين مثل الفرقة الموسيقية المتكونة أساسا ، و في أغلبيتها من غير الجزائريين بنسبة كبيرة، ما يجعل أداءها على مستوى كبير. كما يجد الطلبة راحتهم عند الغناء، لأن قدرتهم على العزف مهمة جدا في الصورة الجماعية للحصة.المشرفون يفكرون منذ الآن في الطبعة القادمة التي ستكون إن شاء الله مغاربية ،وهذه خطوة أولى نحو إعطاء البعد العربي للحصة .و الإمكانيات تأتي وفق الطموحات ،و أعتقد أن تحقيق القفزة المغاربية سيكون لها شأنا كبيرا.
ـ أعتقد أن المهم في الحصة هو اكتشاف المواهب أكثر من البحث عن الفائز باللقب ، لأن في الحقيقة الأغنية الجزائرية هي التي تفوز بصوت جديد، قد يعيد لها مجدها المفقود. و أظن أن أحسن الأصوات هي أصوات طبعة 2007 من “ألحان و شباب” ،خاصة صوتي نور الدين طيبي من تيارت، و عادل داود من المسيلة، و بقليل من الجهد و العمل بإمكانهما الذهاب بعيدا .
حاوره : عبدالوهاب تمهاشت