تأخر عمليات الحصاد وحقول قمح مهدّدة بالتلف
أصبحت حقول القمح الواقعة بمشاتي النشم، العين الحمراء و الملعب ببلديتي الركنية و بوحمدان بقالمة، مهددة بالتلف بعد تأخر عملية الحصاد بواحدة من أصعب الأقاليم الجبلية بولاية قالمة.
و هذا بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة منذ بداية شهر أوت تقريبا، حيث تساقطت الأمطار و انخفضت الحرارة إلى ما دون 30 درجة، و توقفت الحاصدات عن النشاط و غادرت المنطقة عائدة إلى مستودعاتها بعد طول انتظار.
وقال أصحاب حقول القمح، بأنهم يواجهون وضعا صعبا لم يسبق لهم أن مروا به من قبل، مؤكدين على أن مخازن القمح ربما ستغلق أبوابها أيضا خلال أيام قليلة ولن يجدوا مكانا لبيع القمح و تعويض الخسائر التي تعرضوا لها بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
و تمتاز مناطق الملعب، العين الحمراء و النشم بصعوبة التضاريس، حيث توجد حقول قمح من الصعب أن تدخلها الحاصدات و تعمل فيها بسبب شدة الانحدار و الحرث غير الملائم في فصل الشتاء، بالإضافة إلى كثرة الحشائش و الأشواك وسط بعض الحقول التي يبدو بأن مساحات منها ستبقى بدون حصاد.
و قد وصلت عدة حاصدات إلى أقصى غرب قالمة على الحدود مع ولاية سكيكدة بداية شهر أوت، لكنها غادرت المنطقة بسبب سوء الأحوال الجوية و صعوبة العمل بالحقول شديدة الانحدار.
و ظل سكان الإقليم يعتمدون على طرق الحصاد التقليدية اليدوية منذ عقود طويلة، و مع دخول المكننة و تراجع اليد العاملة و هجرة السكان، بقيت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المنتجة للقمح مهملة، و عرضة للتدهور، و يحول السكان من موسم لآخر العودة إليها، لكنهم في كل مرة يصطدمون بالمناخ و الطبيعة الجغرافية الصعبة التي أدت إلى عزوف الحاصدات عن العمل هناك، بسبب المخاطر الكبيرة التي تعترضها عندما تبدأ العمل بحقول شديدة الانحدار ولا توجد بها مسالك تسمح بوصول الحاصدات العملاقة التي صممت للعمل بالسهول المنبسطة.
ويعد هذا أصعب موسم على أصحاب حقول القمح بالمرتفعات الجبلية بقالمة، حيث يواجه المزارعون متاعب كبيرة بأقاليم أخرى تأخرت بها عملية الحصاد عبر مختلف مناطق الولاية.
فريد.غ