الكـرة الجزائرية ضحيـة ممارسـات رؤســاء الأنديــة
أثنى الدولي السابق رضا ماتام، على خيار جمال بلماضي المعين حديثا على رأس الطاقم الفني للمنتخب الوطني، مبديا ثقته الكبيرة في مقدرته على النجاح، خاصة وأنه قطع من الآن الطريق أمام الانتهازيين، الذين تعودوا على حد تعبيره التدخل في صلاحيات الناخب الوطني، وأضاف ابن مدينة "عين الفوارة" في حواره للنصر، بأن خطاب المدرب السابق لنادي الدحيل القطري أعجبه، معتبرا إطلالته الإعلامية الأولى بالناجحة، كما تحدث نجم الوفاق السابق، عن رأيه في أوضاع الكرة الجزائرية، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
حاوره: مروان. ب
*مع انطلاق الموسم الكروي الجديد، من ترشح للفوز بلقب البطولة، وما تقييمك لأولى جولتين ؟
قبل الحديث عن المرشحين للتنافس على لقب البطولة خلال الموسم الحالي، علينا أن نشير إلى الوضع الكارثي للكرة الجزائرية، التي اعتبرها ضحية الممارسات غير المسؤولة لرؤساء الفرق، الذين يقومون بتغيير جل التعداد كل موسم، وهو ما لا يمكن تقبله على مستوى فرق تدعي بأنها محترفة، فهل يعقل انتداب أكثر من 15 لاعبا كل صائفة، وهذا ما يجرنا للتساؤل عن مصير لاعبي الآمال، ولماذا لا نقوم بترقيتهم، كما يحدث في الدوريات العربية المجاورة لنا، صدقوني إن دل هذا على شيء، فإنما يدل على غياب التكوين على مستوى الفئات الشبانية، كما يؤكد افتقادنا للتخطيط، فالكل يبحث عن التتويج بالألقاب، ولا يهتم بالكيفية، ولذلك علينا أن نراجع حساباتنا في أقرب وقت ممكن، وإلا فالأمور ستزداد سوءا على ما هي عليه الآن، ويكفي النظر إلى نتائج نوادي على المستوى الإفريقي للتأكد من ذلك.
الكرة الجزائرية ضحية ممارسات غير مسؤولة لرؤساء الأندية !
*بالحديث عن المسابقة الإفريقية، ما رأيك في النتائج المخيبة لكل من وفاق سطيف ومولودية الجزائر، وهل أنت متفائل بمقدرة أحدها في التنافس على التاج الإفريقي ؟
نتائج أنديتنا على المستوى الخارجي، لم ترق إلى مستوى التطلعات، باعتبار أن مولودية الجزائر ووفاق سطيف، فشلا إلى حد الآن في ضمان تأشيرة التأهل، وسينتظران إلى غاية الجولة الختامية، على أمل مرافقة تي بي مازمبي إلى الدور المقبل، علينا أن نعلم بأن من يريد التنافس على التاج الإفريقي، عليه أن لا يعاني في دور المجموعات، بحكم أن الأمور أسهل مقارنة بالأدوار الإقصائية، أين لا توجد إمكانية للتعويض، أنا محتار للوجه الشاحب الذي أظهرناه، رغم أن الوفاق والمولودية لم يواجها تي بي مازمبي المعهود، الذي لاحظ الجميع بأن مستواه تراجع مقارنة بالسنوات الماضية، كما أنه من العيب الفشل أمام فريق يفتقد لثقافة المشاركات الخارجية، وأعني بالذكر الجديدي المغربي، الذي تخطي المولودية عن جدارة واستحقاق في آخر جولة، ليعزز من حظوظه في التأهل على حساب أنديتنا، التي أنفقت أموالا معتبرة، غير أن مردودها يمكن وصفه بالمتوسط إن لم أقل بالضعيف.
تمنيت بوقرة مدربا مساعدا والمحلي لا يملك الآن مكانة مع المنتخب
*ما رأيك في المباراة القادمة التي ستجمع بين المولودية والوفاق، خاصة وأن الفائز بها سيضمن المرور إلى الدور المقبل من المسابقة الإفريقية؟
المباراة ستكون قوية جدا، وسيصعب التكهن بنتيجتها، في ظل التقارب الكبير في المستوى، ولكنني لن أتحدث عنها كثيرا، كوني مستاء للغاية، لأننا تركنا أنفسنا إلى غاية آخر جولة، من أجل البحث عن العبور إلى الدور المقبل، لقد كنت آمل في تأهل ممثلا الكرة الجزائرية سوية، ولكن الأمور باتت مستحيلة، في ظل السياسة الخاطئة المنتهجة من قبل رؤساء أنديتنا، الذين لم يتعلموا من أخطائهم، فهل يعقل لفريق ينافس خارجيا يقوم بتغيير تعداده بالكامل، ويكفي النظر إلى فرق مثل الأهلي المصري للتأكد بأننا حٌدنا عن السكة الصحيحة، فهذا الفريق العملاق الذي يمتلك ألقابا بالجملة على المستوى القاري، لا يمكنه التألق لو تم تسييره بنفس الطريقة التي نسير بها أنديتنا، فالأهلي نادي محترف بأتم معنى الكلمة، ولا تجد من يترأسه ينتدب بالجملة، بهدف إشباع رغباته المالية، وأنا أعي ما أقول، فرؤساء فرقنا يتعمدون تغيير جل التعداد، حتى ينهبوا الأموال من عملية الاستقدامات، التي باتت مصدر ربح سريع بالنسبة لهم، ولوكلاء اللاعبين، الذين يعدون سندهم القوي في مثل هذه العمليات المشبوهة كل صائفة.
تغيير تعداد النوادي كل موسم هدفه ملء الجيوب !
*ما هي الأشياء التي أعبتها على الوفاق مع انطلاق الموسم الجديد ؟
علينا أن نقتدي بالفرق المحترفة، التي تلعب ورقة الاستقرار وتكتفي بتدعيم المناصب التي تعاني النقص، مع الاعتماد على شبان الفريق، كما تتعاقد مع أجانب من مستوى عال، وليس جلب من هب ودب، بدليل أن عناصر الوطنية أفضل من الأفارقة، الذين يتم جلبهم في كل موسم، لقد كنت أمني النفس في الحفاظ على نفس مجموعة الوفاق لأكثر من ثلاث سنوات، حتى نصل إلى الانسجام والتناسق، الذي سيقودنا حتما للفوز بالألقاب، أنا لست متفائلا بمقدرة الوفاق على بسط سيطرته على المستوى الخارجي، رغم المؤشرات الايجابية التي أظهرتها التشكيلة إلى حد الآن، حيث تألقت أمام إتحاد بلعباس، وقدمت لقاء مقبول أمام تي بي مازمبي.
*ما رأيك في تواجد 10 مدربين أجانب في الرابطة المحترفة الأولى ؟
متأسف لما آلت إليه الكرة الجزائرية، التي همشت أبناءها، وباتت تستنجد بالكفاءات الأجنبية، وكأننا لا نمتلك مدربين في الجزائر، هل يعقل أننا أصبحنا نلجأ إلى خيار المدرب المغربي والتونسي، في وقت كنا نصدر لهم المدربين، أنا ضد فكرة التعاقد مع الأجانب، رغم إقراري بالمستوى الجيد للبعض منهم، على غرار مدرب مولودية الجزائر كازوني ومدرب شبيبة القبائل دوما، ولكن فرص نجاحهما ضئيلة جدا، في ظل الظروف الصعبة الموجودة على مستوى فرقنا، فعلى سبيل المثال كيف يتعامل هؤلاء مع لاعبين يفتقدون لأدنى معايير الاحترافية، بدليل تصرفاتهم الطائشة، وكأنهم يلعبون لفرق هاوية، لقد كنت أمني النفس في العمل مع المدرب الجزائري، حتى نتفادى كشف أنفسنا أمام التقني الأجنبي، الذي همه الوحيد من العمل في الجزائر جني الأموال، وليس لديه أي نية في تقديم الإضافة، التي من شأنها أن ترفع مستوى بطولتنا الوطنية، التي تتجه بخطوات عملاقة نحو الخلف.
الخطاب الحماسي للناخب الجديد أعجبني
*كلاعب دولي سابق، ما تعليقك على تعيين جمال بلماضي مدربا للمنتخب ؟
الجميع في الجزائر رحب بتعيين جمال بلماضي ناخبا وطنيا جديدا، بالنظر إلى معرفتهم الجيدة به، سواء لما كان لاعب في المنتخب الوطني أو عندما تحول إلى التدريب في قطر، أنا سعيد لمنحه الفرصة، وثقتي كبيرة في إمكاناته وفي مقدرته على النجاح، خاصة وأنه يمتلك الرغبة والطموح، إلى جانب تمتعه بالاحترافية، بدليل ما قام به مؤخرا، حيث قطع الطريق أمام الانتهازيين، الذين أؤكد لكم بأنهم حاولوا فرض بعض الأسماء عليه في قائمة لقاء غامبيا، غير أنه تصدى لهم، وأنا على يقين بأنه لن يسمح لأحد بالتدخل في صلاحياته، أنا معجب بصرامته وانضباطه، وأملي كبي في أي يعيد البريق المفقود للمنتخب الوطني.
*تبدو متفائلا للغاية بنجاح بلماضي مع الخضر، رغم صعوبة المأمورية التي تنتظره ؟
بطبيعة الحال متفائل، كونه يمتلك كافة مواصفات النجاح، إلى جانب حيازته الشهادات التدريبية المطلوبة، مع قناعتي الكبيرة ببسط سيطرته على المجموعة التي عانت من بعض المشاكل الانضباطية مؤخرا، لست قلقا على بلماضي من افتقاده للخبرة، وكل من يتحدثون عن هذا الموضوع، يودون الشوشرة عليه لا أكثر ولا أقل، على اعتبار أن الوقت الحالي أبان بأن عامل السن، لم يعد يعني الكثير، بدليل النجاحات الباهرة التي حققها المدربون الشباب، على غرار زين الدين زيدان مع ريال مدريد الذي قاده لإنجازات تاريخية وبيب غوارديولا، الذي يصنف ضمن خانة الأفضل في العالم، ولذلك ما علينا سوى ترك بلماضي يعمل في هدوء، وسيجني الثمار لا محالة.
وجود 10 مدربين أجانب في الرابطة الأولى ضربة موجعة للكفاءة المحلية
*ما رأيك في الظهور الإعلامي الأول لخليفة ماجر،الذي أكد بأنه سيطلب من اللاعبين الفوز بكأس إفريقيا المقبلة ؟
خرجة بلماضي الإعلامية كانت موفقة إلى أبعد الحدود، كما أن خطابه الحماسي أعجبني كثيرا، لأنه ليس من السهل على أي مدرب أن يقول بأنه سيحاول التتويج ب "الكان" المقبل، رغم إدراكه بصعوبة المأمورية في إفريقيا، وضيق الوقت، علينا أن نقف إلى جانب هذا المدرب الشاب، الذي أراه قادرا على إسعاد الجماهير الجزائرية، بالنظر إلى الطاقة الكبيرة التي يمتلكها، أنا أعرفه عن قرب، وثقتي كبيرة في مقدرته على تشكيل توليفة متميزة، خاصة وأننا نمتلك المادة الخام، في ظل حيازتنا على لاعبين من مستوى عال، ولكنهم عانوا من بعض الاضطرابات مؤخرا، ولكن مع قدوم بلماضي ستعود الأمور إلى نصابها، خاصة إذا ما جلب معه مجيد بوقرة، الذي أرى بأن دوره سيكون كبير كهمزة وصل بين المدرب ورفاق رياض محرز.
على فرقنا الاقتداء بالأهلي المصري إذا ما أرادت التألق إفريقيا
*بصراحة هل اللاعب المحلي لديه مكانة مع المنتخب ولو كنت مكان بلماضي هل ستعتمد على القادمين من أوروبا فقط ؟
عن أي محلي نتحدث، وبطولتنا عاجزة عن تقديم لاعب وحيد ذو مستوى مقبول، أنا لست ضد من يلعبون بالجزائر، ولكن مستواهم ضعيف للغاية، إلى جانب افتقادهم للاحترافية المطلوبة، وهنا يمكن القول بأنهم ذهبوا ضحية السياسة الخاطئة المنتهجة من قبل المسؤولين على الفرق الوطنية، فجميعنا يعلم بأن رؤساءنا لا يهتمون على الإطلاق بالتكوين، وهدفهم الوحيد جني الأموال من عملية الانتدابات، بدليل أنهم يحجزون مع انطلاق سوق الانتقالات عشر إجازات على الأقل، دون التفكير في مستقبل الفريق واللاعبين، ما يجعلنا أمام حتمية مواصلة التبضع من قانون الباهماس الذي منحنا مواهب متميزة.
م. ب