الإنتاج التلفزيوني في الجزائر سطحي
• المال و عارضات الأزياء غير كافيين لتطوير الدراما
يشدّد منتجون و مخرجون و نقاد على ضرورة الإسراع في وضع برامج مكثفة للتكوين على يد أساتذة مختصين، خاصة في مجال كتابة السيناريو و إدارة الممثلين، مع فتح المجال للنقاش و التشاور بين أهل المهنة ضمن أيام دراسية و ملتقيات مفتوحة ، من أجل وضع حد لما أسموه بأسلوب"البزنسة" الذي يرفعه الدخلاء عن الفن و الإنتاج ، و من ثمة تحقيق هدف مشترك، و هو الشروع في التحضير لتجسيد شبكة برامجية مشرّفة و غنية بالأعمال الدرامية و الكوميدية و الحصص الترفيهية الهادفة، ذات الجودة العالية، عبر مختلف القنوات الجزائرية العمومية و الخاصة في رمضان المقبل، و لما لا إخراجها من دائرة المحلية، لتبث عربيا، مع إعادة النظر في مدة و نوعية الومضات الإشهارية . المختصون أكدوا للنصر، بأن المسلسلات الدرامية و الكوميدية و حصص الكاميرا الخفية و غيرها من الأعمال، التي بثت في رمضان 2018 ، لم ترتق إلى مستوى التوقعات و الطموحات و أخفقت في معالجة قضايا من صميم المجتمع الجزائري و انشغالات أبنائه الحقيقية، و بالتالي لم تتمكن من تلبية أذواق المشاهدين و إقناع الكثير من الفنانين بمتابعتها، ما دفعهم إلى العزوف عنها و البحث عن بدائل في القنوات العربية، مثيرة موجة واسعة من الانتقادات و الاحتجاجات من قبل الجمهور العريض و أهل المهنة، كما ورد في تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام، إلى جانب تصريحات بعض المسؤولين، يتقدمهم وزير الاتصال الذي اعتبر بأن "الإبداع غائب عن هذه الأعمال كما أنها تفتقر للاحترافية" ، ما يجعل من الضروري تكاثف الجهود على كل المستويات لتجاوز الأزمة الراهنة .
رصدتها : إلهام طالب
النصر اتصلت بعينة من أهل الاختصاص، و رصدت آراءهم و اقتراحاتهم من أجل الارتقاء بالأعمال الدرامية و الكوميدية الجزائرية و إعطائها دفعا قويا لتفرض نفسها بنوعيتها المميزة و لما لا تنقش مكانتها في الخارطة الدرامية المغاربية و العربية.
المخرج و المنتج أحمد راشدي
يجب الابتعاد عن الإنتاج المناسباتي وتطبيق مبدأ " الاستثناء الثقافي"
" يبدو جليا بأن التليفزيون الجزائري بذل جهدا في تقديم برامجه الرمضانية، في حين سجلت القنوات الخاصة مهازل حقيقية، و لم تتحكم تماما في برامجها، لاحظت بأن كل قناة منها تخصص 45 دقيقة قبل الفطور و بعده، لتقديم ومضات إشهارية تعاد باستمرار لدرجة الملل و الضجر و الغضب، و اللجوء إلى قنوات أخرى عربية أو أجنبية، هذا غير معقول و غير مقبول تماما، فكل قنوات العالم تخضع لقوانين تضبط مدة الإعلانات إلا قنواتنا، لهذا لا بد من تدارك الأمر في الموسم القادم .
الملاحظة الثانية ، لاحظت بأن هذه القنوات أنتجت و بثت في رمضان7 أو 8 مسلسلات فقط، في حين بثت القنوات المصرية 150 مسلسلا من إنتاجها ، في حين أنتجت سوريا بالرغم من الأحداث و الحوادث التي تشهدها 30 مسلسلا، و بالتالي هناك نقص في الإنتاج ببلادنا، بالرغم من توفر التمويل، بالنظر إلى عدد و مدة الومضات الإشهارية التي قذفت بها إلينا، و أرجو أن يتم تدارك ذلك في الموسم المقبل، وتسخير مداخيل الإشهار للإنتاج التليفزيوني، و أشدد هنا بأن التحضير لشبكة رمضان من المفروض أن تنطلق منذ الآن.
و لا يمكنني إلا أن أتساءل مجددا: لماذا تبني الإنتاج المناسباتي ، خصيصا لرمضان ، ليتوقف كل شيء قبله و بعده؟ !! من المفروض أن يسعى القائمون على القنوات على برمجة أعمال جديدة تغطي كل شهور السنة، ليعمل جميع الفنانين و يتنافسون على تقديم الأفضل و الأجمل.
الملاحظة الثالثة في الواقع عبارة عن رد لمن يتحججون بعدم توفر سيناريوهات من حيث الكم و النوعية ببلادنا، أقول لهم تضم مكتباتنا الوطنية أكثر من ألف رواية يمكن استغلالها في أعمال درامية.
أدعو أيضا إلى تبني إجراء قانوني يعرف ب"الاستثناء الثقافي"، يقره الاتحاد الأوروبي، و يقضي بتخصيص كل القنوات التليفزيونية للبلدان المنضوية في الاتحاد 40 بالمئة من برامجها، من أجل بث الإنتاج المحلي الأوروبي، و لو خصصنا فضاء للأعمال الجزائرية لاشتدت المنافسة بين الفاعلين في هذا المجال، و حققنا معادلة الكمية و النوعية المشرّفة".
إ.ط
الناقد و المنتج السينمائي أحمد بجاوي
القنوات الخاصة ركبت قطار الإنتاج السريع فتنافست على الرداءة
"أتذكر أنني كنت في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي، مسؤولا عن قسم الإنتاج بالتليفزيون الجزائري، و كنا آنذاك نبدأ سنويا بعد أسبوع أو أسبوعين من عيد الفطر، في تنظيم اجتماعات مكثفة يحضرها العاملون في قسمي الإنتاج و البرمجة، من أجل تقييم كافة الأعمال التي بثت في رمضان، من كل الجوانب ، من أجل استخلاص العبر و تفادي النقائص المسجلة ، إن وجدت، في الموسم المقبل. بعد الاجتماعات مباشرة، كنا نطلب من المختصين و المنتجين الموجودين بالساحة الفنية ، تقديم مشاريعهم و برامجهم، وفق جدول زمني مضبوط مسبقا ، للجهة المسؤولة عن الإنتاج بالتليفزيون ليضبط برنامجه. و إذا كللت السيناريوهات بالقبول، تقدم الضوء الأخضر للانطلاق في الخطوات التالية من تحضيرات و كاستينغ و غيرها لتجسيد المشروع و ذلك طيلة 11شهرا . أنا مثلا أنتجت آنذاك عملين هما "زينة " و "بوعمامة" ، بالاعتماد على كفاءات جزائرية بنسبة 100بالمئة، فقد كان الجميع في القطاع العمومي يحظون بالتكوين و التدريب لصقل قدراتهم.
الآن توجد قنوات خاصة كثيرة من المفروض أن تتنافس منافسة سليمة على الجودة و ليس الكم فقط، لكنها تبدو و كأنها تتنافس على الرداءة، بدليل ما بثته في شبكة رمضان المنصرم من أعمال ضعيفة. فقد انطلق تصوير بعض الأعمال الرمضانية قبل شهر واحد من الشهر الفضيل. في حين تتطلب التحضير الجيد على مهل، و توفير التجهيزات و الوسائل . و من المفروض أن يكون هناك تنسيق مستمر بين المسؤولين عن الإنتاج و البرمجة بالقناة و بين المنتجين المنفذين. و أشير هنا إلى ضرورة أن تهتم كل قناة بتكوين إطاراتها و موظفيها،تكوينا عاليا، في كل عناصر الإنتاج، ليتمكنوا من التفاوض مع المنتجين و فرض متطلباتهم وفق معايير عالية".
إ.ط
الكاتب و الناقد المسرحي حبيب بوخليفة
الأعمــال التــي عرضـت في رمضــان مـبنيــة علـى أفكـــار سـاذجـــة
" الأعمال التي بثت في شهر رمضان عبر القنوات الجزائرية ظرفية، مبنية على أفكار ساذجة، لا تنبع من قناعات فكرية و فنية، و تتلخص أساسا في الترقيع و الابتذال و السطحية و النقل الغبي، كما سجلت أخطاء فنية جسيمة، و حتى التقنيات الرقمية المتطورة المستخدمة في إنجازها، لم تنفع عندما يغيب الجوهر، أي الخيال والفكر و الحرية و المعارف المهنية. الاستثناء الوحيد في نظري هو الجزء الثاني من سلسلة "الخاوة" فهو مقبول ، و لو أنه لم يقدم شيئا على المستوى الجمالي . أما باقي الأعمال ، فأدرجها في خانة الإنتاج المسرطن بالرداءة، أما عن الكاميرا الخفية، فحدث و لا حرج، ليس لأنها حاولت الجرأة، بل لأنها عنيفة و تنم عن قصور إبداعي و ذهني و غباء. استفدنا من الشبكة البرامجية لكل القنوات في اكتشاف مواهب واعدة . لاحظت أيضا إسناد أدوار لعارضة أزياء لأن أشباه المخرجين يعتقدون أن المظاهر هي التي تؤسس للفعل الفني السينمائي و التليفزيوني. بالنسبة للكتابة الدرامية، فإنها تفتقد للمعاني الفكرية و الجمالية الفعلية، و بذلك اختتمت دائرة الترقيع و الابتذال.
لغة الحوار يومية، "مطبخية"، ساذجة دون عمق أدبي و درامي، و ليس هناك أي ربط بين الشكل و المضمون. ففي الوقت الذي يتطلب الإبداع في السينما و التليفزيون الموهبة و الاحترافية و المعرفة، تصرف المنتجون مثل "البقارة" لأن العديد منهم ليس لهم ثقافة معرفية، كما أنهم لا يلمون بالأدوات الفنية المختلفة مثل التمثيل و إدارة الممثلين و الكتابة الفنية الدرامية . لست ضد اقتحام الشباب مجال الإبداع الفني التليفزيوني، لكن ليس على حساب الجودة و المهنية. لقد آن الأوان لمحاربة قيم فنية و ثقافية مهترئة ، و مواكبة ما يحدث في بعض البلدان التي تبعد عنا كثيرا في ما يخص الوعاء الحضاري مثل تركيا. لقد اهتمت بالتكوين الفني قبل أن تهتم بالإنتاج، كما أنها لا تسمح لكل من هب و دب أن يصبح مخرجا أو كاتبا أو مبدعا. أتمنى أن يتفطن القطاع لضرورة الاهتمام بالمتكونين فنا و ثقافة و فكرا ببلادنا، و هذا دور السياسة الثقافية. إن الابتعاد عن الترقيع و المناسباتية و الانتفاع من الريع مهما كان مصدره، أحد شروط الجودة في الإنتاج الذي ننتظر أن يجسد في الموسم القادم".
إ.ط
رئيسة الشبكة الجزائرية للنساء المهنيات في السينما و التليفزيون سميرة حاج جيلاني
لا وجود لهدف اجتماعي وراء ما تم إنتاجه
"موضوع الدراما الجزائرية مطروح حاليا بجدية، في غياب التكوين و ابتعاد وزارتي الاتصال و الثقافة عن الإنتاج. إن من تابع المسلسلات و مختلف الأعمال التي عرضت في رمضان، لابد أن يكون قد شعر بأن لا وجود لهدف اجتماعي من ورائها، و لم تعالج مواضيع حقيقية من صميم واقعنا، كما أن الرسائل التي أرادت تمريرها غير مفهومة، و كأن من أنجزوها قدموا من المريخ ، أي أنهم منقطعون تماما عن مجتمعنا. يجب ألا ننسى بأننا خرجنا قبل سنوات فقط من قبضة الإرهاب، و كل الجزائريين يريدون نسيان عنف العشرية السوداء، فكيف نسمح بتقديم أعمال تروج للعنف و العدوانية؟! و لغة الحوار في عديد تلك الأعمال بذيئة ، في الوقت الذي يوجد أطفال في بيوتنا، كما تروج من جهة أخرى، لعدم احترام المرأة رغم أنها نصف المجتمع، و تجسد أخطاء تقنية كبيرة.
أشير هنا إلى أنني لم أشاهد كل مضمون الشبكة البرامجية لكافة القنوات الجزائرية خلال الشهر الفضيل، لكن العينة التي شاهدت من المسلسلات و الحصص بصفة عامة ، أكدت لي بأنها ضعيفة و ناقصة، و يفتقد أصحابها للثقافة و التكوين.
أعتقد أن دورنا كمنتجين و مثقفين أن نساهم في تغيير الأمور السيئة و الرديئة بأخرى جيدة و مناسبة، بدءا بتقديم مجموعة من الاقتراحات، لعلها تؤخذ بعين الاعتبار قبل ضبط برامج الموسم القادم، المقترح الأول هو وضع سياسة تكوين تشرف عليها وزارتا الثقافة و الاتصال، و التركيز على التكوين في مجال كتابة السيناريو، فالخطأ الأول في أعمال رمضان 2018 يتعلق بالسيناريو، فهو لا يجسد أي تناسق و انسيابية في الأفكار و الأحداث.
اقتراحي الثاني موجه للسلطات، و يتمثل في دعوتها إلى إعادة النظر في منح رخص للراغبين في فتح شركات إنتاج سمعي بصري، و تقييد الأمر بشروط موضوعية دقيقة للارتقاء بالقطاع، فالملاحظ حاليا أنها تقدم رخصة لكل من يطلبها، إذا كان يملك 100ألف دج في حسابه كرأس مال للشركة،و هذا غير معقول، من المفروض أن تشترط على الأقل المستوى التعليمي المرموق لطالب الاعتماد. كما أن القنوات ساهمت في نشر الرداءة، فمن المفروض ألا يوافق مسؤولوها على بث أي عمل لملء شبكتها البرامجية، بدل التركيز على نوعيتها، وبالتالي أرى بأن التنافس كان غير شرعي و غير إنساني بينها.
الجدير بالذكر هنا أن تجربة فتح القطاع السمعي البصري ببلادنا لا تزال فتية، إذ تعود إلى 2012 فقط، لهذا أتوجه بنداء إلى كل المهنيين و إلى وزارتي الثقافة و الاتصال و مسؤولي لجان الإعلام و الثقافة بالبرلمان بغرفتيه، من أجل تنظيم يوم دراسي وطني لتقييم المسار و طرح المشاكل و اقتراح الحلول، بدل الهروب إلى الأمام . و يبقى التكوين هو الرهان الذي ترفعه الشبكة الجزائرية للنساء المهنيات في السينما و التليفزيون، للمساهمة في الارتقاء بالقطاع."
إ.ط
الكاتبة و المخرجة و المنتجة فاطمة بلحاج
الرداءة تجــاوزت الخطـــوط الـحمــراء في برامــج رمضــان
"رداءة المسلسلات التي بثتها القنوات التليفزيونية الوطنية هذا الموسم، تجاوزت كل الخطوط الحمراء، و أحمل المسؤولية للقائمين على هذه القنوات ، فهم الذين يدفعون المال للمنتجين الذين يعرضون عليهم أعمالهم، و هم الذين يبثونها، و بالتالي أقول لهم إن الأغلبية الساحقة من المشاهدين غير راضية على ما قدمتم لها، استنادا لتعليقاتهم المباشرة و رسائلهم و كذا تغريداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، فهل ستأخذون ذلك بعين الاعتبار ، و تحترمون آراء الجمهور و حرمة الشهر الفضيل و العائلات في ما ستقدمون لها في عقر ديارها في رمضان المقبل؟ هل أنتم قادرون على تقديم أعمال راقية تلبي الرغبات و تسمو بالأذواق و تواكب نوعية ما تنتجه بقية القنوات عبر العالم؟
كل تليفزيونات العالم ، تطلب من المنتجين تقديم أعمال تتطرق إلى موضوع معين تختاره، و إذا قدم لها 30عملا ، تختار أكثرها جودة و مواكبة لخطها الإعلامي، في حين بإمكان أي شخص أن يقصد قنواتنا و يقدم عملا و يسأله مسؤولوها إذا كان لديه سبونسور، فهذا هو المقياس الوحيد لاختيار عمل ما، فكل الأعمال الرديئة فرضت نفسها مادام أصحابها يضمنون السبونسور، فالأولوية للمال. و أشدد بأن مسؤولية أصحاب القنوات كبيرة و خطيرة ، و هم مطالبون بإعادة النظر في إستراتيجيتهم التي لا تراعي أذواق و ذهنيات المشاهدين. كم يؤسفني أن أسماء كبيرة لديها مشاريع رائعة لم تقبل و همشت، لأنها لم توفر السبونسور.
و لاحظت بأسف أيضا اللجوء في بعض الأعمال إلى مخرجين تونسيين و شركات إنتاج تونسية، و أعتبر ذلك إجحافا في حق المخرجين الجزائريين، فلدينا شباب لديهم قدرات قابلة للتطوير و يحتاجون فقط للإمكانيات و التشجيع و المرافقة، مثل دعمهم بمستشار تقني، ليقدموا أفضل الأعمال. و بذلك قدمت لنا في رمضان نصف المسلسلات هجينة لا تعكس واقعنا، بينما من الضروري لتنجح الدراما و حتى الكوميديا أن يجد المشاهد نفسه و واقعه في أحداثها.
بخصوص التكوين أشدد أنه ضروري على كافة المستويات، و يجب أن يخضع له إطارات و مسؤولي القنوات، لأنه سيجعلهم متطلبين
و يشترطون السيناريو الجيد و الإخراج المتقن، لقبول أي عمل يعرض عليهم" .
إ.ط
المخرج و السيناريست محمد شرشال
قنواتنا لا تزال في مرحلة التنشيط
" من الضروري أن تضع القنوات من هنا فصاعدا مقاييس لاختيار الأعمال قبل أن توافق على بثها، انطلاقا من الحرص على أن يكون السيناريو يحمل فكرا و يعالج قضايا المجتمع، و حتى و إن تعلق الأمر بعمل فكاهي ترفيهي، يجب ألا يكون فارغا مبتذلا ، و هناك أيضا مقاييس للمخرجين، فليس من هب و دب يخرج أعمالا للتليفزيون. كما أدعو للاهتمام بتوزيع الممثلين و إتاحة الفرص لمبدعين جدد.. كل ذلك من أجل تجنب النقائص المسجلة هذا الموسم عبر مختلف القنوات الجزائرية في المستقبل. و لا بد أن أشير هنا بأن السيناريو هو الحلقة المفقودة في الشبكة. لقد ظهر في الساحة منتجون منفذون عندما يتوجه إليهم السيناريست، ليعرض عملا يرفضونه عادة، و يقترحون عليه أفكارا أخرى، فيجد نفسه متورطا في أعمال هزيلة، لأن كتابة السيناريو مصدر رزقه، ما يجعله يدور في نفس الحلقة المفرغة و هذا ما أعاني منه أنا شخصيا ، يحدث هذا في غياب إرادة سياسية للتغيير و إرساء قواعد صناعة دراما مؤثرة ، فالدراما الجزائرية محلية و لا يمكن تسويقها إلى الخارج، رغم وجود بعض المبادرات، و رغم علم الجميع بأنها مصدر هام للعملة الصعبة. أشدد بأننا لا نزال، سواء في المسرح أو التليفزيون، بعيدين عن الإنتاج الحقيقي و نمارس فقط التنشيط .
ما دامت الدولة قد قررت رفع اليد عن الدراما ، انهمك المنتجون التنفيذيون في جمع أموال السبونسور دون الاهتمام بالمشاهدين أو الدولة. لهذا لا بد من أن تقرر السلطات ماذا تفعل بالدراما، فإذا أرادت أن تفرض نفسها على الأقل عربيا، فلتهتم بالتكوين و الهياكل و المناخ السليم للإبداع ثم الترويج و التسويق لها".
إ.ط