الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

تعتبر من أقدم الحرف التقليدية بالمنطقة


المرأة القالمية تقتحم صناعة الفخار و المواد الحمراء بكفاءة عالية
  بعد تفوقها في صناعة الزرابي، و الخياطة و حياكة الملابس الصوفية التقليدية، و الحلويات، بدأت المرأة القالمية تقتحم مجالات حرفية أخرى، تماشيا مع التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.  
و تعد صناعة الفخار و المواد الحمراء من أهم المجالات الجديدة التي اقتحمتها المرأة بولاية قالمة، محققة نجاحات كبيرة لم تكن متوقعة، عندما بدأ هذا التحول نحو حرف جديدة، منشئة لمناصب العمل و الثروة، في منطقة تعاني من البطالة، و تراجع فرص العمل، بعد انهيار المؤسسات الاقتصادية الكبرى منتصف التسعينات.  
و تتوفر ولاية قالمة على كميات هائلة من المواد الأولية التي تدخل في صناعة الفخار و المواد الحمراء، مما شجع على تطور الاستثمارات في هذا المجال، و كانت المرأة في مقدمة الناشطين في صناعة الفخار و قطع المواد الحمراء الموجهة للديكور و الزينة و البناء، و أثبتت تفوقها في تطويع عجينة الطين و تحويلها إلى قطع و أشكال جميلة ذات قيمة فنية و مادية كبيرة.  
و تعمل نساء كثيرات بقالمة في وحدات صناعة الفخار، و القرميد و قطع الآجر الصغيرة، التي تستعمل لتزيين واجهات المنازل و المحال التجارية.  
 و لم تكتف المرأة القالمية بالعمل في الورشات فقط، بل خاضت أيضا تجربة الاستثمار في صناعة الفخار و المواد الحمراء، بمساعدة من أجهزة دعم التشغيل، و إنشاء المؤسسات المصغرة الممولة من وكالة «أنساج»، و صندوق التامين عن البطالة «كناك»، و وكالة القرض المصغر «أنجام».   
و يرى المتتبعون لنشاط المرأة القالمية في مجال الصناعات التقليدية ، بأن صناعة الفخار تعد الأكثر ارتباطا بالمرأة منذ عقود طويلة، عندما كانت النساء رائدات في صناعة الأواني المنزلية المختلفة، من الطين المنتشر عبر مختلف مناطق ولاية قالمة، و لم يكن الرجل في حاجة إلى شراء هذه الأواني من السوق المحلية في ذالك الزمن.  
و بالرغم من التحولات الكبيرة التي يعرفها المجتمع المحلي، و دخول الأواني الصناعية الجديدة إلى المطبخ القالمي، و زوال جيل النساء اللائي كن رائدات في صناعة الفخار بالطرق التقليدية، فإن المرأة المحلية لا تزال تحن إلى الماضي، و ترى بأن الحرف التقليدية القديمة يجب أن تبقى صامدة في وجه القطع الصناعية الحديثة.  
و تمتاز المرأة بكفاءة عالية و قدرة على التطوير و الإنتاج، عندما تمارس مهنة أقرب إليها كالخياطة و الحياكة و صناعة الفخار، و من الصعب جيدا أن يتفوق الرجل في هذا المجال، بالرغم من دخوله خط المنافسة مدعوما بالتكوين، و التكنولوجيا الجديدة التي وفرت الكثير من الجهد و الوقت.
تسيطر النساء على كل ورشات صناعة الفخار و قطع الزينة المصنوعة من الطين بولاية قالمة، و يقول أصحاب الورشات بان المرأة أكثر صبرا و انضباطا في ورشات صناعة الفخار، و هي الأكثر إبداعا أيضا، منذ عهد المرأة الأولى التي مارست صناعة الأواني المنزلية الفخارية بالمناطق الريفية.  
و منذ ذلك الزمن البعيد، بقيت هذه الصناعة المعروفة بولاية قالمة، حكرا على المرأة، و مع تطور هذه الصناعة بقيت المرأة صامدة تتحدى الرجل، كما كان الحال بالنسبة لقلعة الخزف المنزلي بالجزائر، مركب السيراميك العملاق، الذي انهار و أصبح من ذكريات الماضي الجميل.  
بهذا المصنع واصلت المرأة القالمية المهمة بكفاءة عالية، مستعيدة أمجاد صناعة الفخار، قبل أن تتحول المؤسسات المصغرة إلى مقصد لصناعات القطع الحمراء، بعد انهيار قلعة الخزف تحت تأثير الأزمة المالية، و المنافسة الأجنبية الشرسة التي عصفت بالاقتصاد الوطني و قضت على الكثير من الحرف التقليدية العريقة.  
    فريد.غ                  

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com