محيطات فلاحية وحواجز مائية مهملة بالطارف
تحتل ولاية الطارف، أواخر المراتب وطنيا من ناحية المساحة الفلاحية المسقية ،حيث لا تتعدى حاليا حدود 20 ألف هكتار، منها 13 ألفا و 800 هكتار ببوناموسة ببلديات الجهة الغربية بكل من عصفور ،بن مهيدي ، الذرعان ،شبيطة مختار ،البسباس زريزر و باقي المساحة الفلاحية توجد خارج المحيط المسقي و تقدر بحوالي 7 آلاف هكتار مسقية من الآبار الارتوازية والتقليدية والحواجز المائية والبحيرات والأودية، خاصة وادي كبير وبوناموسة وسيبوس .
وقد كان لضعف المساحة المسقية تأثيرا بليغا على مردودية الإنتاج الفلاحي مقارنة بقدرات الولاية في هذا المجال ، أمام المؤهلات والطاقات التي تزخر بها المنطقة في هذا القطاع والتي تبقى بعيدة عن التثمين بسبب عدم استقرار الفلاحين وتعليق العشرات لنشاطهم بسبب نقص المساحة المسقية وعجز المزارعين عن توفير الري الفلاحي من مصادر أخرى لمحدودية إمكانياتهم.
و ذكر رئيس مصلحة الري الفلاحي بمديرية الموارد المائية عبد الكريم سلمي ، أنه من أجل استدراك هذه الوضعية وجعل القطاع الفلاحي يلعب دوره في النهوض بالتنمية المحلية والوطنية ، تم تسطير برنامج لتوسيع المساحة الفلاحية المسقية من 20 ألف هكتار إلى أزيد من 30 ألف هكتار، بسقي مساحة فلاحية جديدة تتربع على 9200هكتار عبر سهل الطارف بكل من بلديات بوثلجة، بحيرة الطيور، بالريحان ،الطارف وعين العسل وهذا انطلاقا من السدود عن طريق التحويلات الكبرى، منها السدود التي توجد قيد الانجاز والأخرى المبرمجة في إطار مشروع تطهير محيط الطارف من الفيضانات المتربع على مساحة 19 ألف هكتار مع سقي 10 آلاف هكتار، و هو ما من شأنه الاستجابة لحاجيات الفلاحين في مجال توفير الري الفلاحي والرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي بالنظر لخصوصيات المنطقة باعتبارها فلاحيه بالدرجة الأولى، و هذا بعد عزوف الفلاحين عن نشاطهم بسبب المتاعب الكبيرة التي كانوا يواجهونها مع مشكلة السقي.
وأضافت نفس المصادر، بأن رفع المساحة المسقية سيسمح كذلك باستحداث مناصب شغل للبطالين بعد عودة الفلاحين لخدمة أراضيهم التي هجروها في وقت سابق لنقص مصادر الري، لاسيما إنتاج المحاصيل الصناعية الكبرى ، وهذا موازاة واستفادة الولاية من مشروع إنجاز ثلاثة سدود جديدة موجهة للسقي الفلاحي.
و يتعلق الأمر بسد بوحلوفة ببلدية بوثلجة بطاقة 125مليون /م3 الذي بلغت نسبة انجازه 70بالمائة والمتوقع استلامه في مارس المقبل ، وسد بولطان بطاقة 24مليون م/3 وسد بوناموسة 2 المدرج تسجيلهما ضمن برنامج القطاع لسنة 2019 والمدرجين في إطار مشروع حماية سهل الطارف المتربع على مساحة 19 ألف هكتار من كوارث الفيضانات، على أن يشرع بعد الانتهاء من مرحلة إنجاز السدود في وضع شبكة لسقي مساحة تقارب 10 آلاف هكتار من أجود الأراضي الفلاحية الخصبة، كانت مهملة و عرضة للفيضانات الشتوية والتي تستغل حاليا في المحاصيل الموسمية، مرة كل 3 أشهر في السنة .
من جهة أخرى، خصصت مصالح الري عملية واسعة لإعادة الاعتبار للحواجز المائية خاصة المهملة والأخرى غير المستغلة، حيث تحصي الولاية 32حاجزا بطاقة 2.5مليون متر مكعب لا يستغل منها حاليا سوى 17حاجزا ، لغياب جهة تتكفل بعملية السيير
و يتضمن برنامج مصالح الري، إعادة الاعتبار لـ13حاجزا مائيا من شأنها تدعيم عملية السقي الفلاحي ، وهذا بكل من الزيتونة ،الذرعان وابن مهيدي،بوحجار ، عين العسل ،القالة وبوثلجة،ومن أجل إعادة الاعتبار لجل الحواجز المهملة ، تعمل ذات مصالح على تحسيس الفلاحين لإنشاء جمعيات تهتم بعملية تسيير هذه الأخيرة وصيانتها وحمايتها من كل أشكال التخريب ،مع الاستفادة من إعانات الدولة الخاصة للقيام بعملية الصيانة الدورية.
كما سطرت برنامجا لإعادة الاعتبار لـ3محيطات فلاحية مهملة بكل من سهل الفرين ، القالة و الشافية، بعد أن ظلت من دون استغلال منذ إنشائها و هي التي كلفت الخزينة الملايير ، وتعول المصالح المعنية على هذه المحيطات في الاستجابة لحاجيات الفلاحين في مجال الري الفلاحي و توسيع المساحة المسقية.
نوري.ح