ضعف الإمكانيات يعيق إصلاح الأراضي البور بقالمة
تواجه عمليات إصلاح أراضي البور بقالمة، تحديات كبيرة حالت دون تحقيق الأهداف المنتظرة و في مقدمتها توسيع المساحة الصالحة للزراعة و تطوير قدرات الإنتاج المحلية بواحدة من الولايات ذات
الطباع الفلاحي بشرق البلاد.
و زاد طموح الفلاحين بقالمة في السنوات الأخيرة من أجل توسيع النشاط الزراعي، لكنهم اصطدموا بمشاكل كبيرة بسبب نقص الأراضي الصالحة للزراعة، و أصبحوا مجبرين على إحياء أراضي البور لتحقيق الرغبة في زيادة الإنتاج و تحسين ظروف المعيشة و الانتقال إلى استثمارات واعدة خلال السنوات القادمة.
و يقول ملاك أراضي البور بقالمة، بأنه من الصعب استصلاحها بإمكانات محدودة، مؤكدين بأن دعم الدولة و مرافقتها أمر ضروري لإنجاح العملية و تحرير مساحات واسعة من الأراضي المهملة و إدخالها ضمن المساحة الصالحة للزراعة.
و بالرغم من المحاولات المحتشمة التي يقوم بعض الملاك بين حين و آخر ببعض البلديات، فإن أراضي واسعة مازالت مهملة، أغلبها تابع للخواص و البعض للمستثمرات الفلاحية الفردية و الجماعية، و مساحات أخرى تابعة لأملاك الدولة أو ما عرف بأراضي «الكومينال»، مازالت كلها خارج الخدمة لأنها غير صالحة للزراعة، فهي إما أحراش و بور، أو محل صراعات بين الورثة.
و يطالب ملاك أراضي البور بولاية قالمة، بإطلاق مشاريع بتركيبة مالية مريحة تكون فيها الدولة المساهم الأكبر بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية و الاجتماعية التي تكتسيها العالمية في مجال الأمن الغذائي و خلق الثروة و مناصب العمل لسكان المناطق المحرومة.
و تحولت مساحات واسعة من الأراضي المملوكة للخواص بقالمة، إلى غابات و أحراش بعد أن تخلوا عنها في سنوات النزوح الريفي الأعظم مطلع السبعينات، ثم الهجرة القسرية التي أعقبت مرحلة تردي الوضع الأمني منتصف التسعينات. و إلى جانب التكاليف المادية الكبيرة التي تتطلبها عمليات إصلاح أراضي البور و الأحراش بقالمة، فإن هناك متاعب أخرى تثقل أصحاب الأراضي بينها النزاعات العائلية و المشاكل المعقدة التي ظهرت بعد عمليات المسح الجديدة، حيث اختفت المسالك الريفية القديمة من المخططات الجديدة و أصبحت مساحات واسعة من الأراضي و حتى مشاتي مأهولة بلا طرقات، حيث أصبح من الصعب فتح مسلك ريفي قديم بولاية قالمة دون احتجاجات و متاعب لا تنتهي بأروقة القضاء.
و لا توجد إحصائيات دقيقة للأراضي البور المملوكة للخواص بقالمة، لكنها ذات مساحة كبيرة و أهمية اقتصادية و اجتماعية لا تقدر بمثن، و بالرغم من ذلك مازال حال هذه الأراضي يثير الحيرة و الشفقة و القرف بعدة بلديات يعاني سكانها من الفقر و البطالة منذ سنوات طويلة.
فريد.غ