الدفتر الصحي.. حلقة مفقودة في تطبيق مخطط وزاري
تم الكشف خلال أيام تحسيسية لفائدة النساء الحوامل من تنظيم المؤسسة الاستشفائية الأم والطفل مريم بوعتورة بباتنة، عن وجود خلل في إتباع مستويات التكفل بالمرأة الحامل مثلما تنص عليه مخططات وزارة الصحة التي تحدد أربع مستويات للمرافق الصحية للتكفل بالمرأة الحامل وتوليدها، انطلاقا من مصالح الأم والطفل بالعيادات الجوارية، وصولا إلى المستوى الرابع الذي هو المؤسسة الاستشفائية التي يفترض أنها متخصصة في الحالات المستعصية.
وكانت المؤسسة الاستشفائية العمومية مريم بوعتورة، قد نظمت أبوابا مفتوحة بساحة الحرية وسط مدينة باتنة لتحسيس الحوامل والمقبلات على الزواج والمرضعات بمسار التكفل بهن وفق الدليل الوطني لوزارة الصحة، وهو الدليل الذي يحدد مستويات المرافق الصحية للتكفل بالمرأة الحامل انطلاقا من مصالح الأم والطفل والتخطيط العائلي بالعيادات الجوارية إلى غاية المستوى الرابع وهو المؤسسات الاستشفائية المتخصصة، بهدف تكريس مبدأ التدرج في العلاج.
وحسب مدير المؤسسة الاستشفائية مريم بوعتورة لـ»النصر»، فإن الدليل الذي صدر في بداية السنة الجارية شُرع العمل به في شهر مارس وحسب ذات المسؤول، فإن الدليل اصطدم بتسجيل خلل في احترام تدرج المستويات نظرا لجهل حوامل بالسلم التدريجي، بحيث تجد نساء لا يتوجهن إلى الوحدات الجوارية للتوليد وخلال فترة الوضع يذهبن مباشرة للعيادة المتخصصة في التوليد التي يفترض أنها مؤسسة مختصة في البحث ويقتصر دورها على الحالات المستعصية للحوامل. وحسب ذات المصدر، فإن نساء حوامل يتجهن للمؤسسة العمومية للتوليد رغم أن حالتهن بسيطة ويمكن لها الولادة على مستوى أي عيادة توليد وهو ما ينجم عنه اكتظاظ بالمؤسسة العمومية، بسبب تحويلهن من طرف القائمين على تلك العيادات، وفي ذات السياق أشار المسؤول إلى أن المؤسسة العمومية للأم والطفل مريم بوعتورة المصنفة ضمن المستوى الرابع باتت تستقبل ثلاثة أضعاف طاقتها، بحيث أن قدرتها الاستيعابية 60 سرير في حين تستقبل 180 حامل ويضاف إلى هذه الوضعية قلة حاضنات الرضع حديثي الولادة ما يضطر إلى وضع اثنين من المواليد في الحاضنة الواحدة.
واعتبر مدير المؤسسة الاستشفائية الأم والطفل بباتنة، بأن فتح ملاحق جديدة تابعة للمؤسسة وإنجاز عيادات حضرية من شأنه تخفيف الضغط على المؤسسة مما سيساهم في توفير المستويات الثانية والثالثة من المرافق، ومن جهة أخرى تمكين المؤسسة المتخصصة من الاضطلاع بدورها في مجال البحث والتكوين، وفي الوقت نفسه توليد الحالات الصعبة للحوامل، وفي ذات السياق ثمن المسؤول مبادرة السلطات العمومية بالولاية من أجل تحويل مرافق عمومية غير مستغلة كملاحق للتوليد مستقبلا للمؤسسة قصد تخفيف الضغط عنها.
القائمون على المؤسسة الاستشفائية مريم بوعتورة، وجهوا نداءات من خلال الأبواب المفتوحة إلى النساء الحوامل للتقيد بمخطط الوزارة للتحكم وتحسين الخدمة العمومية لفائدة الحوامل، وفي ذات السياق أوضحت المكلفة بالإعلام بالمؤسسة الاستشفائية للتوليد، بأن التحسيس شمل بصفة خاصة دعوة الحوامل للتقيد بحمل دفتر صحي، وهو الدفتر الذي أكدت المكلفة بالإعلام على أهميته في إبراز الحالة الصحية للمرأة الحامل، ومن خلاله يتم تحديد المستوى أو المرفق الصحي الذي يجب أن تضع فيه مولودها، كما أنه تضيف المتحدثة يحدد المسؤوليات بالنسبة للمؤسسات وأطقمها مؤكدة بأن الحوامل يجب عليهن مراعاة التقيد بدفتر صحي خلال الحمل.
وقال منظمون للأبواب المفتوحة، بأن غياب الدفتر يعني أن حلقة مفقودة في مخطط التكفل بالمرأة الحامل، وهو ما يجعل الأطباء يصطدمون بعدم معرفة الوضعية الصحية لكثير من الحوامل، وأشار متدخلون إلى إمكانية تسجيل وفيات بسبب وضعيات صحية معقدة للمرأة لا تصرح بها أثناء الحمل ولا يمكن معرفتها لغياب الدفتر الصحي.
يـاسين عبوبو