درك تبسة يطيح بعصابة دولية ويحجز 74 كلغ من الذهب الممتاز
أطاحت الضبطية القضائية للدرك الوطني بولاية تبسة في عملية نوعية بعصابة دولية لتهريب الذهب، وحجزت على خلفية ذلك كمية معتبرة قدرتها ذات المصالح بما يفوق 74 كلغ من هذا المعدن الأصفر النفيس، ونجح أصحاب البذلات الخضراء في إطار المراقبة العامة للإقليم و محاربة الجريمة بمختلف أنواعها في تفكيك شبكة دولية ينشط أفرادها على محور إيطاليا، فرنسا، تونس والجزائر،كما أوقفت عددا من الجزائريين، فيما يجري البحث عن آخرين.
وتعود وقائع القضية إلى الخامس من الشهر الجاري حين باشر درك العوينات تحقيقاته بناء على معلومات سابقة كانت قد وردت إلى الفرقة الإقليمية ببوخضرة متعلقة بعبور سيارة مشبوهة من نوع “مارسيدس فيانو “تحمل ترقيما ألمانيا مركز المريج الحدودي، حيث تبين أن المركبة المشتبه بها قدمت من تونس عبر هذا المركز وقام أصحابها بجميع الإجراءات القانونية لتتوجه لاحقا نحو بلدية بوخضرة المجاورة سالكة الطريق الوطني رقم 82 أ الرابط بين المدينتين.
و تبعا لذلك قام رجال الدرك بتوجيه دورية بحث وتحري انتهى بتوقيف هذه المركبة وسائقها، وبعد تفتيش السيارة عثر بصندوقها الخلفي على 3 علب كرتونية مغلقة بأشرطة بلاستيكية مخبأة بإحكام، بها مجموعة كبيرة من الحلي الذهبية والإكسسوارات، وعثر لاحقا بعد مواصلة عملية التفتيش على 14 علبة صغيرة كرتونية بها مجوهرات بوزن 05 كلغ و 886 غرامات، مموهة تحت غطاء باب الصندوق الخلفي للمركبة، كما عثر على مبلغ مالي قدره 1140 دينار تونسي و 160 أورو و150 ألف دج مخبأة داخل الصندوق.
وعثر المحققون من فصيلة الأبحاث الذين انضموا لاحقا للتحقيق، على كميات أخرى من المجوهرات ذات الأنواع والأحجام المختلفة من الذهب على شكل خواتم وأقراط وأساور وسلاسل، وتوصلت التحقيقات الأولية إلى أن القطع الذهبية المحجوزة كانت موجهة للبيع ،وهي ذات نوعية رفيعة وعلى درجة عالية من الإتقان والجودة.
كما أفضى التحقيق الأولي مع الشخص الموقوف على ذمة القضية، إلى إنه كان يمتهن التهريب منذ سنة 2010 بسيارته من نوع مرسيدس فيانو التي اقتناها من ألمانيا سنة 2010، وقد توجه بها فيما بعد نحو فرنسا أين قام بتجهيزها بمخابئ عالية التمويه بمرسيليا، وسمحت له التقنية الجديدة من الدخول في نشاط التهريب دون أن يتفطن إليه أحد.
وخلص المحققون إلى أن المعني كان قد حصل سنة 2012 على اعتماد للتصدير واستيراد الذهب، وعمل في هذه الفترة بطريقة قانونية لمدة عام كامل، ليعود إلى نشاطه في سنة 2013 ولكن بطريقة غير شرعية، بحيث عهدت له مهمة يتولى من خلالها توزيع الذهب المهرب لشركائه بوهران والجزائر العاصمة و قسنطينة، إذ يتولى توزيع الذهب المهرب إلى شركائه بالمدينة الجديدة بوهران ومنها إلى غالبية ولايات الغرب الجزائري، كما ينقل المعدن النفيس ويوزعه لدى شركائه بمدينة الجزائر العاصمة وضواحيها، أما على مستوى مدينة قسنطينة فتتم المعاملة مع أصحاب محلات تجارة الذهب بنهج فرنسا الكائن وسط مدينة قسنطينة، حسبما ورد من معلومات للمحققين.
واستنادا للمصدر، ذاته فإن المتهم الموقوف على ذمة القضية يمتلك منزلين بمدينة باتنة أحدهما مستغل من طرف عائلته والثاني مستغل كروضة للأطفال، وعن نشاط المعني في مجال تهريب الذهب فقد تبين أنه كان يجلبه مرة واحدة في كل شهر .
وتشير مصادرنا إلى أنه بعد تمديد الاختصاص من طرف المجموعة الولائية للدرك بتبسة إلى عدة ولايات من الوطن، وبعد تفتيش عدة مساكن ومحال تجارية بكل من العاصمة وباتنة و وهران و قسنطينة، ألقي القبض على شخصين آخرين يبلغان من العمر 34 و37 عاما، وفي إطار استكمال التحقيق تم جرد جميع ممتلكات الشريكين المتورطين في عملية تهريب الذهب بكل الولايات المذكورة ( مساكن ومحلات تجارية ) وكذا جرد أموالهما المودعة على مستوى حساباتهما البنكية والبريدية.
و يتواصل التحقيق حاليا لكشف كل أنواع المعاملات التجارية وحيازة المتورطين لعدة أملاك ومبالغ مالية متحصل عليها عن طريق تبييض الأموال.
وتبين للمحققين أن الذهب المحجوز ذو نوعية جيدة وممتازة وتم تصنيع بعضه في دول أوروبية والبعض الآخر في دول آسيوية، أين تم توقيف 3 أشخاص من جنسية جزائرية لحد الآن، ولا زال البحث جاريا عن عناصر أخرى يعتقد أن لها صلة بالذهب المحجوز، ليتم تقديمهم إلى الجهات القضائية بتهمة الانتماء لشبكة دولية للاتجار غير الشرعي بكميات هائلة من الذهب انطلاقا من الخارج باتجاه التراب الوطني.
الجموعي ساكر