الفيضانات.. مشكلة بيئية أخرى تواجه الجزائر
بدأت تأثيرات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة تطال الجزائر، و تؤثر عليها تأثيرا بالغا لم يكن متوقعا بهذا الشكل قبل عقود قليلة، عندما كانت البلاد في منأى عن هذه التغيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري و الانبعاثات الغازية المدرة لطبقة الأوزون. و لم تعد موجات الحرارة وحدها المؤثر على مناخ الجزائر، حيث أصبحت الفيضانات الموسمية الأكثر تأثيرا على البيئة والصحة و الاقتصاد الوطني.
إعداد : فريد غربية
و لم يسبق للجزائر أن شهدت فيضانات واسعة كالتي تحدث في السنوات الأخيرة، و في هذا الخريف الماطر بالتحديد، حيث ضربت العواصف القوية عدة ولايات بشمال و جنوب البلاد، و شرقها و غربها، ملحقة خسائر كبيرة في الأرواح و الممتلكات، و البيئة و قطاعات اقتصادية هامة بينها الزراعة التي تعد الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية المتسارعة.
و مع مرور الزمن أصبحت الفيضانات مشكلة بيئية أخرى تواجه الجزائر، إلى جانب الحرارة، و الحرائق و التصحر، و النفايات، و مع كل فيضان كبير تنجرف كميات كبيرة من تربة الأراضي الزراعية، و تنقلها المجاري الطبيعية إلى السدود و المصبات النهائية في البحر، و المستنقعات.
و تسببت الفيضانات في تغير طبيعة مساحات ارضي واسعة عندما غمرتها كتل الطين، و غطت طبقتها الخصبة، الصالحة لمختلف أنواع المحاصيل الزراعية، متسببة في تقلص مساحة الأراضي الزراعية، و فقدان مصادر أخرى للغذاء و العمالة المحلية.
كما تعد البنى التحتية و قطاعات الصحة و البيئة الأكثر تأثرا بالفيضانات في الجزائر، و يرى المتتبعون لشؤون المناخ و البيئة بأن البلاد ستكون على موعد مع مزيد من التغيرات المناخية في المستقبل، و أصبح من الضروري وضع برامج على المدى المتوسط و البعيد لمواجهة مخاطر هذه التغيرات .
و تعتمد خطط مواجهة الفيضانات و تأثيراتها المدمرة على إصلاح مجاري الأودية المشوهة، و إعادتها إلى مسارها الطبيعة حتى لا تغرق مزيدا من الأراضي الزراعية، و التجمعات السكانية و البنى التحتية.
كما أن قطاعات الزراعة، و الغابات، و المياه أصبحت هي الأخرى معنية بخطط مواجهة هذه الظاهرة الطبيعية الخطيرة، و ذالك بتغيير أساليب الحرث بالمنحدرات للحد من انجراف التربة، و تكثيف عمليات التشجير، و بناء حواجز و مطبات تمنح توسع المجاري الطبيعية.
و قد ارتكب المشرفون على شؤون العمران و البنى التحتية بالجزائر أخطاء جسيمة في السنوات الأخيرة عندما سمحوا بالبناء بمواقع الفيضانات، متسببين في مشاكل اقتصادية و بيئية و صحية مستعصية، أصبح من الصعب إصلاحها.
و بالرغم من التكلفة الباهظة لعمليات جهر الأودية و إصلاح مساراتها، فإنها أصبحت ضرورة وطنية ملحة حتى لا نفقد مزيدا من الأراضي الزراعية، و نحافظ على النظام البيئي المعرض للدمار.
فريد.غ
من العالم
من المقرر أن يرفعه علماء للأمم المتحدة
تقرير عالمي لتقييم الإحتباس الحراري
نقلت وكالة رويترز عن كبار علماء المناخ في العالم قولهم بأنه يعتزمون هذا الأسبوع تقديم النسخة النهائية من تقرير مهم للأمم المتحدة لتقييم ارتفاع درجات حرارة العالم ومعرفة ما إن كان ممكنا إبقائها في النطاق المطلوب خلال القرن الحالي لمنع الآثار الأكثـر تدميرا للاحتباس الحراري.
وتجتمع اللجنة الحكومية لمكافحة التغير المناخي بالأمم المتحدة هذا الأسبوع في إنتشون في كوريا الجنوبية حيث تخطط لمناقشة التقرير الذي سيحدد ما إن كان ممكنا إبقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية خلال القرن الحالي عند حد 1.5 درجة مئوية.
وتسعى اللجنة لإصدار التقرير الخاص بشأن الاحتباس الحراري في الثامن من أكتوبر تشرين الأول.
وقال فريدريك أوتو القائم بأعمال مدير معهد التغير البيئي في جامعة أكسفورد ”القضية الرئيسية في مناقشة التقرير ستكون بشأن كيفية البقاء في نطاق 1.5 درجة بحد أقصى والميزانية المتاحة (لانبعاثات) الكربون لتحقيق ذلك“.
كانت نحو 200 دولة تعهدت في عام 2015 بالحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ”ما يقل بكثير عن“ درجتين مئويتين عن مستويات عصر الثورة الصناعية و“بذل جهود“ لتحقيق الهدف الأصعب وهو هدف 1.5 درجة بحد أقصى.
وسيوفر تقرير اللجنة إرشادات بشأن التحركات المطلوبة لمكافحة التغير المناخي ويعتبر الدليل العلمي الأساسي للتصدي لهذه الظاهرة.
وذكرت مسودة التقرير التي تم الاطلاع عليها في يونيو حزيران لكنها قابلة للتعديل أن الحكومات ما زال يمكنها منع تجاوز الارتفاع في درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية لكن ذلك سيكون ممكنا فقط عن طريق ”عمل سريع و واسع النطاق“.
فريد.غ
ثروتنا في خطر
في ثاني أكبر مشروع وطني
150 مليارا لتحويل مفرغة الكرمة بوهران إلى فضاء أخضر
اعتبرت وزيرة البيئة خلال إعطائها إشارة انطلاق أشغال المشروع، أن إزالة مفرغة الكرمة بوهران، تعد من أكبر التحديات التي رفعتها الوزارة في إطار برنامج إزالة أكبر النقاط السوداء عبر الوطن، ويبقى الحرص على عدم بروز مفارغ عشوائية أخرى هو الرهان القادم.
وستتمكن وهران بعد التخلص من أكبر نقطة سوداء بالولاية، من استرجاع نحو 85 هكتار من الأراضي التي ينتظر أن تتحول لرئة نابضة بالأوكسجين.
وتقع مفرغة الكرمة وسط نظام بيئي حساس مثلما قالت الوزيرة، يتمثل في السبخة مما يعرضها للتلوث في الوقت الذي تصب فيه المساعي لتحويلها لمنطقة محمية،÷ خاصة وأنها تستقبل سنويا آلاف الطيور المهاجرة من مختلف الأنواع.
مشروع مفرغة الكرمة الذي انتظرته الولاية سنوات طويلة، رصد له مبلغ مالي هام يقدر بنحو 150 مليار سنتيم، يتوزع على مراحل، رفع أطنان القمامة المكدسة فوقها، ثم تهيئتها وتحضيرها لإقامة مشاريع للنزهة والترفيه، و استقبال العائلات وزوار الولاية، وربما إدراج الموقع ضمن المسار السياحي لوفود ألعاب البحر المتوسط في 2021، و بهذا تكون وهران قد تخلصت من أكبر نقطة بيئية سوداء بعد إزالتها لحد الآن 17 مفرغة عشوائية تضاف ضمن مشروع وطني كبير سمح بالقضاء على 3 آلاف مفرغة فوضوية عبر الوطن.
بن ودان خيرة
أصدقاء البيئة
من أجل بيئة نظيفة
أطفال تبسة يقودون حملة ضد البلاستيك
شارك العشرات من أطفال تبسة في حملة تطوعية دعا إليها والي ولاية تبسة» مولاتي عطا الله» لتنظيف الشوارع والطرق الرئيسية بمدينة تبسة، وتنقيتها من المخّلفات البلاستيكية المتمثلة في قارورات البلاستيك وأكياس بلاستيكية وما شابه . المبادرة شاركت فيها المؤسسات العمومية وعدد من المؤسّسات الخاصة، وعرفت مشاركة إيجابية للحركة الجمعوية بالمدينة وبعض المواطنين، وقد خصّص لها أزيد من 2500 كيس بلاستيكي من الحجم الكبير، لجمع ورفع جميع أنواع البلاستيك، ومسّت هذه العملية طريق عنابة، لاروكاد، طريق الكويف، الطريق الاستراتيجي، طريق بكارية إلى غاية مفترق الطّرق بكارية بئر العاتر، وطريق قسنطينة إلى غاية المحطة البريّة».
وقد سمحت هذه المبادرة بالقضاء على كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية، التي باتت تهدد المدينة جراء مخاطر غزوها لحياة السكان وبيئتهم في مدينة تعاني من سوء إدارة القمامة، وجاءت الحملة بهدف نشر التوعية حول أضرار استخدام البلاستيك الأحادي الاستعمال، لما له من أضرار كبرى على جوانب حياتنا الصحية والاقتصادية والبيئية، وطرح بدائل عملية و مستدامة.
ومن البدائل التي تروّج لها الجمعيات البيئية استخدام العبوات الزجاجية وأكياس من القماش والورق، والاقتصاد بشكل عام في استخدام المنتجات البلاستيكية.
ع.نصيب
مدن خضراء
منازل الحجر و القرميد بالجزائر
عودة إلى الطبيعة و التنمية المستدامة
تعتبر منازل الحجر و القرميد الأحمر بالجزائر من التقاليد العمرانية الضاربة في أعماق التاريخ البعيد، و خاصة بالقرى الريفية الصغيرة بشمال البلاد، أين كان السكان يعيشون في انسجام كبير مع الطبيعة، يحتمون بها و يحافظون عليها، حتى لا تنهار مكوناتها، و تتحول إلى بيئة معادية للإنسان.
و تعد هذه المنازل البسيطة و الجميلة، نموذجا حيا للقرية الإيكولوجية، التي تكبر و تتوسع حتى تصير مدينة كبيرة خضراء، صديقة للبيئة و الإنسان.
و بالرغم من التحولات المتسارعة التي يعرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، فإن المنازل المبنية بالمواد الطبيعية الصديقة للبيئة مازالت صامدة أمام العصرنة و الحداثة، التي غيرت نمط المعيشة و أغرقت الجزائريين في نمط عمراني معادي للطبيعة، لكنه يخفي عيوبه وراء مسحة من الجمال الزائف، ومركبات البلاستيك والألمونيوم والحديد.
و قد بدأت منازل القرميد و الحجر تعود من جديد إلى عدة منطلق بشمال البلاد، و خاصة بولاية الشرق و الوسط، حيث تتوفر مواد البناء الطبيعية، وتحفز الناس على العودة للطبيعة، و إحياء تراث الأجداد القدامى الذين سخروا الطبيعة و احتموا بها، في نظام بيئي بديع يجعل الإنسان أكثـر ارتباطا بأمه الأرض حيث الطين و الحجر، و الماء و البساط الأخضر الجميل.
و أصبح هذا النوع من المنازل الخضراء حتى في قلب المدن الكبرى، و تحول مع مرور الزمن إلى رمز للتطور و الرخاء، مكتسحا و متحديا نمط العمران الحديث الغارق في مكونات صناعية أصبحت محل شكوك حماة البيئة، و الصحة و المناخ.
فريد.غ