الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

ووري الثـرى بباتنة بحضور وزير الثقافة


الموت يغيب صانع الابتسامة المسرحي محي الدين بوزيد

ووري أمس ، بعد صلاة الجمعة، جثمان الفنان المسرحي محيي الدين بوزيد الثرى بمقبرة بوزوران بباتنة، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و السلطات المحلية و العائلة الفنية، وكان الفقيد قد لفظ أنفاسه الأخيرة عصر الخميس بالمستشفى الجامعي بباتنة.

صانع الابتسامة و الفن الجميل ، فارق الحياة عن عمر ناهز 56 سنة، تاركا خلفه ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين 18 و24 سنة، و رصيدا ثريا من الأعمال المسرحية و التليفزيونية المميزة، على غرار مسلسلات «جحا» مع حكيم دكار و «دوار الشاوية» مع جميلة عراس و «بساتين البرتقال» لعمار محسن، إلى جانب فيلم «بين يوم و ليلة» لجمال دكار، و غيرها من الأعمال ، كما كان رئيسا لجمعية أصدقاء الفن و الموسيقى بباتنة.
الفنان الشهير باسم «محيو» ، كان من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، و عانى طيلة سنوات من مشاكل صحية لطالما ألزمته الفراش، و قد خضع منذ فترة للعلاج بالمستشفى العسكري بقسنطينة، لكن حالته  تدهورت منذ أسابيع و أصيب بوعكة على مستوى الجهاز التنفسي، نجم عنها ضيق في التنفس ، ثم الدخول في غيبوبة،  و مكث بمصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى باتنة إلى أن وافته المنية.
كان الفقيد رمزا للتحدي و الصمود و الإبداع، فلم تمنعه الإعاقة و مضاعفاتها الصحية العديدة، من تحقيق أحلامه، فتألق كفنان مسرحي و تليفزيوني و سينمائي، و أسندت إليه العديد من أدوار البطولة.
في حوار أجرته النصر منذ حوالي سنتين مع ابن باتنة «محيو» ، قال بأن عشقه لخشبة المسرح، جعله يتجاوز إعاقته رغم نظرة المجتمع القاسية للمعاق و تهميشه، مؤكدا بأن المعاق إنسان طبيعي ، يكفي أن تتاح له الفرص لتحقيق ذاته و التألق في المجال الذي يحبه ، كما أعرب عن أسفه لتحول الفكاهة إلى تهريج ، ما ساهم في عزوف الجمهور عن قاعات السينما.


عن بداياته ، أوضح الفقيد بأنها كانت صعبة ، فقد كان المسرح حلما راوده منذ طفولته بقريته النائية تاحمامت سابقا، المعروفة حاليا ببلدية المعذر، حيث عانى الكثير لأنه معاق لدرجة عدم القدرة على المشي، و كان يرى أمام باب منزله العائلي المعاناة اليومية لأهل قريته الفقيرة ، و صمم على نقلها بطريقة ما، و وجد في المسرح إحدى الطرق للتعبير عن كل ذلك  .
و أضاف بأنه مارس المسرح المدرسي عندما كان تلميذا بثانوية صلاح الدين الأيوبي بباتنة ، ثم شارك في أول مسابقة لانتقاء ممثلين مسرحيين، لكنه لم يقبل بسبب إعاقته، فالتحق بفرقة للهواة بدار الثقافة، مشددا بأن الفضل في اكتشاف موهبته و مساعدته على النجاح في هذا المجال يعود للأستاذين لمباركية و سليم سوهالي.
و أول عمل شارك فيه محيو هو «القافلة تسير» الذي شارك فيه بدور درامي، ثم عرض «حنا في حنا» و كلاهما للكاتب سليم سوهالي، ثم أسس لاحقا جمعية خاصة بمسرح الطفل، لتصل أعماله إلى الأطفال المحرومين بالقرى النائية.
و توالت أدواره المسرحية و التليفزيونية و السينمائية الناجحة، خاصة في مجال الكوميديا ، فرسم الكثير من البسمات على أفواه الجزائريين، و قد أكد للنصر ، بأنه و رغم إصرار الكثير من المخرجين و المنتجين على إسناد أدوار كوميدية له، إلا أنه يميل أكثر للتراجيديا، و قد فرض نفسه و موهبته في الأعمال الدرامية التليفزيونية و المسرحية، تاركا خلفه رصيدا متنوعا من الإبداعات.
ياسين عبوبو

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com