متخوف من تكرار سيناريو الموسم الفارط
• لن نستعجل جلب مدرب جديد والفوز على الموك بحاجة لتأكيد
أكد رئيس اتحاد عين البيضاء حليم بركاني، بأن الفوز الذي أحرزه فريقه بقسنطينة، على حساب الموك لا يكفي لبعث الطمأنينة في قلوب المسيرين والأنصار على حد سواء، خاصة وأن أداء اللاعبين يبقى متذبذبا، وغير مستقر على نفس المستوى، بصرف النظر عن انعكاسات الانطلاقة المحتشمة، والتي خالفت كل التوقعات، بتوالي سلسلة التعثرات، خاصة في عقر الديار، رغم أن الآمال كانت معلقة على تأدية مشوار ناجح، تكون مؤشرات نجاحه بداية موفقة.
بركاني، وفي حوار خص به النصر أمس، اعترف بأن النتائج المسجلة في الجولات الأولى، تجعل «سيناريو» المواسم الفارطة مهددا بالتكرار، لكنه أوضح بالمقابل بأن فرص التدارك قائمة، وأن المسعى في الجولة القادمة، ضد شباب قايس ينحصر في تأكيد الفوز المحقق في قسنطينة، وطمأنة الأنصار على مستقبل الفريق، كما تحدث عن إشكالية العارضة الفنية واستقالة بلعريبي، وكذا دوافع عدم تعيين مدرب جديد، إضافة إلى الوضعية المالية للنادي، ومحطات أخرى نقف على تفاصيلها في الدردشة التي كانت على النحو التالي:
• هل لنا أن نعرف في البداية جديد العارضة الفنية بعد استقالة عبابسة منذ أسبوع؟
انسحاب عبابسة من الطاقم الفني، جاءت نتيجة ظروف استثنائية، بعدما كان قد شغل منصب مدرب مساعد، منذ شروع الفريق في التحضير لهذا الموسم، وقد قرر رمي المنشفة بمحض إرادته، ومع الاستنجاد بخدمات اللاعب السابق جمال بوقندورة لقيادة التشكيلة بصفة مؤقتة، وهو الذي يتواجد ضمن الطواقم الفنية للفئات الشبانية، كما ارتأينا سهرة أول أمس، تدعيم الطاقم المؤقت بالمدرب جمال هامل، الذي يشغل بدوره منصب مدرب لأحد أصناف الشبان، لأننا كمسيرين فضلنا التريث ودراسة قضية العارضة الفنية من جميع الجوانب، بعد الإجراءات التي اتخذتها الفاف هذا الموسم، والتي تحصر عدد الإجازات المرخص بها بالنسبة للمدربين في كل فريق في إثنين فقط، وبالتالي فهناك جملة من المعطيات الواجب مراعاتها، قبل اختيار مدرب جديد.
• لكن هذه الوضعية تبقى من عواقب استقالة بلعريبي، والتي جاءت في وقت مبكر من الموسم؟
حقيقة أن انطلاقة الفريق في بطولة هذا الموسم، كانت مخيبة للآمال، ولم ترق إلى مستوى تطلعات الأنصار والطاقمين الفني والإداري على حد سواء، لكن المسؤولية لا يتحملها المدرب بلعريبي بمفرده، بل أن كامل المجموعة مسؤولة عن النتائج السلبية، وبالتالي فإن قرار بلعريبي برمي المنشفة بعد مباراة الجولة الرابعة بتبسة كان مفاجئا بالنسبة لنا، لأننا كنا نراهن على الاستقرار، والسعي للاستثمار في معرفته الجيدة لخبايا المجموعة، على أمل النجاح في ضخ دماء جديدة، والنتائج السلبية المحققة كانت قد أدت إلى الرفع من درجة الضغط المفروض على كامل أسرة الاتحاد، خاصة المسيرين، لأن الأنصار لم يتقبلوا هذه الانطلاقة الكارثية، وظلوا يبحثون عن تفسيرات لسلسلة النتائج السلبية، وانسحاب المدرب دون سابق إشعار زاد في تعقيد الوضعية، وكان من الأجدر به تحمل الضغط الخارجي بمعية كامل المجموعة، والمساهمة في السعي لإيجاد مخرج من هذه الظروف العصيبة، عوض الهروب في بداية الموسم، بعد مرور أربع جولات فقط،
• نفهم من كلامك أن انسحاب بلعريبي فاجأ الطاقم المسير؟
أجل لقد كان بمثابة المفاجأة، لأننا لم نحمله المسؤولية في النتائج، لأن المتتبع للمباريات الرسمية، يقف على حقيقة لا يمكن نكرانها، تتمثل في عدم استقرار كل اللاعبين من حيث المردود الفردي، من مباراة لأخرى، أو حتى بين شوطي نفس اللقاء، وهي أمور أثارت استغرابنا، وأجبرتنا برفقة الطاقم الفني على محاولة إجراء تشريح للوضعية، مع قيام المدرب ببعض التغييرات في خياراته التكتيكية، بإدخال تعديلات على التشكيلة الأساسية، لكن دار لقمان ظلت على حالها، وعليه فإن عدم استقرار التشكيلة لم يمكن عبارة عن مناورات من المدرب لتجريب كل العناصر، وإنما نتج بالأساس عن تذبذب مستوى جميع اللاعبين، وعدم ظهورهم بنفس المردود.
• وهل فكرتم في مدرب جديد تحسبا للمرحلة القادمة؟
إلى حد الآن قضية العارضة الفنية، خارج دائرة اهتمامنا، لأن القوانين الجديدة للفاف وضعتنا أمام الأمر الواقع، والمدرب الجديد يجب أن يتم اختياره وفق العديد من المعايير، لأنها الورقة الثانية والأخيرة التي سنلعبها، لذا فلا يجب التسرع، رغم أن «الأجندة» فيها حاليا العديد من الأسماء التي تم اقتراحها، لكنني كرئيس قررت تأجيل النظر في قضية المدرب المستقبلي، ولن يكون من السهل إيجاد مدرب تضمن بقاءه مع الفريق إلى غاية نهاية الموسم، لأن مصير المدربين في النوادي أصبح مرهونا بالنتائج، بصرف النظر عن قضية الإجازة الثانية والأخيرة، والتي قد تتسبب في رفع عارضة المطالب عاليا، ولما لهذا العامل من انعكاسات على علاقة المدرب بالفريق في الفترة المتبقية من الموسم.
• وماذا عن الوضعية المادية للنادي، موازاة مع أزمة النتائج التي طفت مبكرا على السطح؟
الفوز المحقق في قسنطينة، لن يكون الشجرة التي تغطي الغابة، لأن النتائج في الجولات السابقة لم ترق إلى المستوى المطلوب، رغم أننا سعينا لوضع القطار على السكة الصحيحة، بنية تفادي «سيناريو» المواسم الفارطة، لما كان الاتحاد ينتظر إلى غاية الجولة الأخيرة للاطمئنان على مقعده في قسم الهواة، وقد منحنا الطاقم الفني بطاقة بيضاء، لضبط التعداد واختيار اللاعبين القادرين على الدفاع عن حظوظ الاتحاد في هذا المستوى، مع العمل على ضمان تحضيرات جيدة، وفق البرنامج المضبوط، فضلا عن تسوية شطر من مستحقات كل اللاعبين، وهذا كله من المال الخاص، لأنني كنت قد وافقت على رئاسة النادي في ظروف استثنائية، والجميع على دراية بقضية التجميد الذي يطال الحساب البنكي منذ عدة مواسم، إلا أن الوعود التي تلقيناها من السلطات المحلية كانت كافية لدفعنا إلى حمل المشعل، رغم أن الوضعية تفاقمت، وأجبرتني على إطلاق صفارات الإنذار، لأن مؤشر المصاريف أخذ في الارتفاع مع تقدم المنافسة، وانطلاق بطولات الشبان، وليس من السهل تغطية كامل تكاليف تسيير النادي من المال الخاص أو اللجوء إلى الاقتراض، وإذا ما تواصلت الأوضاع على ما هي عليه الآن، ولم تتجسد الوعود فإنني قد اضطر إلى رمي المنشفة، وهذا لن يكون بنية الهروب من المسؤولية، وإنما على خلفية مشكل التمويل، والذي تجاوز الخطوط الحمراء، ومع ذلك فإننا نفي بكامل التزاماتنا تجاه اللاعبين.
حــاوره: صالح فرطــاس