الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تعد من أفقر المناطق بتبسة وسكانها يشكون من نقص المرافق


العقلة المالحة.. بلدية تعيش على ميزانية بـ 100 مليــــــون سنتيــــم   
بلدية العقلة المالحة إحدى البلديات التابعة إقليميا لدائرة بئر العاتر، مصنفة ضمن البلديات الفقيرة بالولاية، بتعداد سكاني يفوق 8 آلاف نسمة موزعين على 4 مجمعات سكنية و أغلب سكانها يقطنون في الأرياف، يشكون الفقر  ، رغم أنها تتوفر على ثروات باطنية هامة لم تستغل لحد الآن، فضلا على خصوبة أراضيها التي تنتج أفضل الحبوب و الخضر.
سكان العقلة المالحة يعتمدون على الفلاحة الموسمية و البعض على تربية الماشية و هي بلدية لا تتجاوز مداخيلها 100 مليون سنتيم سنويا، عاجزة على التكفل بمطالب مواطنيها بسبب تدني ميزانيتها التي يوجه أكثر من 85  بالمائة منها لأجور العمال.
كما تعرف ميزانية التسيير و التجهيز عجزا كبيرا، مما فاقم ديونها و جعلها تعيش العديد من النقائص في شتى مجالات الحياة و تئن في دوامة الاحتياج، في ظل نقص المشاريع التنموية و عاجزة عن التكفل بمطالب السكان.
تتصدر بلدية العقلة المالحة قائمة البلديات في نسبة البطالة، التي تشير مصادرنا إلى أنها تتجاوز 85 بالمائة، في ظل غياب المشاريع التنموية، خاصة لدى فئة الشباب، مما أدى بالعديد منهم إلى هجرة المنطقة نحو مدن أخرى بحثا عن العمل، إذ أن المناصب المتوفرة التي استفادت منها البلدية لا تغطي نسبة 10 بالمائة  من مجموع طالبي العمل، حيث لم يتعد عدد المناصب التي تدخل في مختلف آليات التشغيل 240 منصبا، أما المرافق الترفيهية فهي منعدمة تماما، حيث يقضي شباب البلدية أوقاته في المقاهي و لعب الدومينو، مما يجعله عرضة لمختلف الأخطار.
و يعاني سكان العقلة المالحة من أزمة عطش حادة، خاصة سكان الأرياف و ذلك نتيجة لتوقف بعض المضخات   بعد تعطل المولدات الكهربائية،  ما أجبر  سكان البوادي على اقتناء المياه عن طريق الوسائل البدائية و اللجوء إلى  الصهاريج بأسعار متفاوتة من 1500 إلى 2000 دج للصهريج الواحد، و جلبها في الكثير من الأحيان من المناطق البعيدة و البلديات المجاورة.
كما أن انعدام الإنارة الريفية و الطاقة الشمسية أرهق الإطار المعيشي للسكان، حسب من تحدثنا إليهم، و خصوصا في المشاتي و المجمعات الريفية، أين لازالت المئات من العائلات توقد الشموع لإنارة منازلها و استعمال البطاريات لتشغيل أجهزة التلفاز و الحطب للتدفئة و الطبخ.
الهياكل الصحية في بلدية العقلة المالحة مريضة و تبقى غير قادرة على تقديم خدمات صحية ملائمة و ضرورية لأبناء هذه البلدية، رغم وجود بعض الهياكل لكنها لا تتوفر على المعدات و التأطير الطبي اللازم وفق تصريحات مواطنين، قالوا أن مرضى المنطقة يتحولون و بتكاليف باهظة للعلاج في البلديات المجاورة، و خاصة الحوامل اللواتي غالبا ما يتعرضن لتعقيدات صحية خطيرة، لعدم توفر الوسائل اللازمة للنقل كسيارة إسعاف، و انعدام القابلات على مستوى قاعات العلاج المتواجدة بتراب البلدية.
و قد رفع سكان بلدية العقلة المالحة انشغالهم إلى المسؤولين و تحديدا المرضى منهم، الذين يقصدون قاعة العلاج بغية تلقي الإسعافات الأولوية أو العلاج، غير أنهم على حد تعبيرهم  يصدمون بواقع مزر تتخبط فيه هذه العيادة، كونها تعرف نقصا فادحا من حيث نوعية الخدمات المقدمة نتيجة قلة المؤطرين و نقص التجهيزات الطبية، حيث يوجد بالمنطقة قاعة علاج واحدة مساحتها لا تتعدى 100 متر مربع تفتقر لأبسط الأجهزة الضرورية، حتى قاعة الانتظار غير موجودة و هو ما دفع بالكثير منهم إلى الاستغناء عن متابعة العلاج أو حتى زيارة الطبيب، إذ يعتمد أغلبهم على إتباع الطرق التقليدية في التداوي.
كما تعاني البلدية من نقص حاد في النقل المدرسي، إذ تعرف حظيرة النقل المدرسي وضعية متدهورة، حيث أن الحافلات التي استفادت منها البلدية عادة ما تتعرض للأعطاب و تتوقف عن العمل، لاسيما الخاصة بتلاميذ الطور الثانوي الذين يصل عددهم إلى 140 تلميذا و يتنقلون يوميا من العقلة المالحة إلى بئر العاتر لانعدام ثانوية بالبلدية.
تظل وضعية الطرقات من أهم الانشغالات المطروحة على السلطات المحلية، خاصة المسالك التي تعتبر الرابط الوحيد لحركة النقل و التنقل بين مقر البلدية و المجمعات الريفية، و رغم أن سكان بلدية العقلة المالحة يعتمدون في حياتهم على الفلاحة و خدمة الأرض، إلا أن الاستثمار في هذا المجال لا زال بعيدا و لم يرق إلى الأهداف المسطرة ، في ظل غياب الإقبال على الاستثمار في المجال الفلاحي من طرف المواطنين المتواجدين في أراضيهم، و يعود ذلك، حسب فلاحين إلى نقص المياه بالمنطقة    .
عبد العزيز نصيب

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com