مـن الضـــروري إدراج مـهنــــة الصحـافـــة ضمـــن الـمهــن الشــاقــــة
• هناك قدر كبير من حرية التعبير في الجزائر
أكد الأستاذ بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3، الدكتور لزهر ماروك، أن الصحافة الجزائرية تمتلك احترافية كبيرة جدا بدليل أن هناك الكثير من الصحفيين الجزائريين التحقوا بكبريات القنوات والصحف العالمية ، مضيفا أنه من الضروري أن يتمتع الصحفي بحق التكوين ليتمكن من الاطلاع على ما هو مستجد في عالم الاتصال، مبرزا وجود قدر كبير من حرية التعبير في الجزائر ، ودعا إلى ضرورة إدراج مهنة الصحافة، ضمن المهن الشاقة .
النصر : كيف تنظرون لمستقبل الصحافة في الجزائر بالنظر إلى التحولات والتحديات الكبيرة التي تواجهها في المرحلة الراهنة ؟
لزهر ماروك : الصحافة الجزائرية لديها تجربة وخبرة ، و منذ الانفتاح السياسي في بداية التسعينات من القرن الماضي ، ظهرت العديد من الصحف المستقلة والتي كانت تعبر عن الآراء التي هي ليست بالضرورة الرسمية ، وتميزت هذه التجربة بظهور أقلام و آراء وأفكار كلها تعبر عما يحدث في المجتمع الجزائري، لكن الملاحظ في السنوات الأخيرة مع التطور التكنولوجي وتداعيات الثورة الصناعية الرابعة يبدو أن بعص الصحف المكتوبة بدأت تحت تأثير التطور التكنولوجي، تفقد الكثير من قرائها و من مداخيلها الإشهارية، بحيث نلاحظ أن الكثير من الصحف قد اختفت ، فيما بقيت بعص الصحف تقاوم، وتحافظ على الأدنى من قرائها، الآن نعيش مرحلة انتقالية تقريبا نحو الصحافة الإلكترونية ، وهناك صحف مكتوبة ورقية استطاعت أن تتكيف مع هذه التحولات، بحيث أنها أنشأت مواقع إلكترونية مدمجة، بها فيديوهات ومقالات حتى تواكب سرعة انتشار المعلومات وخدمة قرائها، وبصفة عامة نجد في مسار الصحافة الجزائرية طوال هذه العقود ، أن هناك جيل من الصحفيين لديه خبرة، كما أن هناك صحف متنوعة وثرية ، و قدر كبير من حرية التعبير، لكن لازلنا ننتظر جرعة أخرى تسمح لنا من أن نخلق صحافة وطنية قادرة على رفع شعار المهنية والاحترافية وخدمة الجزائر شعبا وبلدا.
النصر: ما ذا عن الدعم الذي تخصصه الدولة لفائدة الصحافة؟
لزهر ماروك الدولة عليها مهام كبيرة جدا في دعم الصحافة وعدم تركها تختفي فليس من مصلحة الدولة أن تكون بلا صحافة ، فوجود صحافة قوية يعتبر مكسبا للدولة، بحيث تعطي صورة إيجابية عن الجزائر كبلد الحريات والتعبير عن مختلف الآراء التي يشهدها المجتمع واعتقد أن الصحافة الجزائرية تمتلك احترافية كبيرة جدا بدليل أن هناك الكثير من الصحفيين الجزائريين التحقوا بكبريات القنوات والصحف العالمية وهذا يؤكد أن الصحفي الجزائري يمتلك خبرة وقدرات ومؤهل ليكون ضمن قنوات وصحف عالمية، لكن هذه الاحترافية تستلزم قدرا كبيرا من التكوين فلابد أن يتمتع الصحفي بحق التكوين كل سنة أو سنتين، بحيث يطلع على ما هو مستجد في عالم الاتصال، حتى يستطيع أن يواكب هذه التطورات، كذلك نحن بحاجة إلى التبادل والتعاون مع الدول التي لها خبرة في هذا المجال ، وبالتالي الاحترافية موجودة ولكن المسألة هي كيف نحافظ على هذه الاحترافية عند مستوى من أجل خدمة المجتمع والقارئ الجزائري.
النصر : ما ذا عن الظروف التي يمارس فيها الصحفي هذه المهنة وهل يمكن أن يتم تصنيف الصحافة ضمن المهن الشاقة؟
لزهر ماروك : من الضروري إدراج مهنة الصحافة، ضمن المهن الشاقة لأن الصحفي يعاني ضغوطات نفسية كبيرة جدا، فالحصول على المعلومة ليس بالعمل السهل، فالصحفي دائم التحرك ويشتغل الليل مع النهار و يشتغل في أيام العطل وحتى في الأعياد وبالتالي دائما متعب وساعات العمل أحيانا تمتد لأكثر من 8 ساعات في اليوم، وبالتالي هي مهنة جد شاقة وفيها صعوبات كبيرة، ونلاحظ أن كثير من الصحفيين يموتون صغار السن ، أقل من 50 سنة .
مراد- ح