مختصون يدقون ناقوس الخطر بعد تسجيل 200 حالة ببئر العاتر
دق المختصون أمس ناقوس الخطر بعد أن تجاوز عدد المصابين بداء التوحد في مدينة بئر العاتر بولاية تبسة وحدها، 200 حالة مصرح بها، و عديد الحالات الأخرى لم يتم تشخيصها بعد، داعين إلى التحسيس و التوعية بأعراض المرض و طرق الوقاية منه و التكفل المناسب بالأطفال المصابين، مع عرض تجارب ناجحة من تنظيم مركز التفوق الأكاديمي.
خلال يوم دراسي احتضنت فعالياته المكتبة البلدية ببئر العاتر، ولاية تبسة، تناول المختصون بالدراسة والتحليل مرض التوحد، و شددوا على التوعية و التحسيس بأعراضه، و طرق التكفل بالمصابين، في ظل استفحاله بين أطفال المدينة بشكل بات يبعث على القلق، كما قالوا، و رغم ذلك لم توفر الجهات المسؤولة مركزا بيداغوجيا و أطباء يتكفلون بهذه الشريحة، فيضطر الأولياء بتنقلهم إلى مقر الولاية أو الولايات المجاورة كالوادي و خنشلة و حتى إلى القطر المجاور، للتكفل .
ركز الدكتور عبد الخالق بوراس من جامعة تبسة إلى جانب الأخصائيين يحي مناس و بوقرة آسيا من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بئر العاتر، و مهتمين بالموضوع، على العدد المعتبر للمصابين بالتوحد الذي فاجأ الجميع، حيث تجاوز 200 حالة مصرح بها، دون احتساب الحالات التي لم تشخص أو لم يصرح بها.
و ذكر المتدخلون سرعة تطور هذا المرض حاليا بالمنطقة ، حيث كان عدد المصابين 50 ، بينما و خلال السنوات الست الأخيرة تضاعف أربع مرات عدد الإصابات بكل أنواع التوحد المعروفة «التوحد التام أو الكلاسيكي، سبيرجر، تأخر متلازمة الريت، النطق، فرط الحركة، بالإضافة إلى متلازمة داون».
المشاركون ذكروا بأن الاضطراب له عدة أسباب من أهمها الظروف الاجتماعية، النفسية، الوراثية أو الجينية، و كذا الكيماوية الحيوية ، كما دعا المتدخلون إلى وجوب تكاثف الجهود من طرف الأولياء و الاخصائيين، و المجتمع، من أجل التخفيف من معاناة المصابين و ذويهم، والحث على إنشاء جمعيات تهتم بالمرضى.
و تأسف المختصون و الحضور لأن أشغال المركز البيداغوجي بدأت منذ 10سنوات، و توقفت منذ أكثر من 3 سنوات، على الرغم من بلوغها مرحلة متقدمة من الانجاز ، مؤكدين بأن المشروع لو جسد كان سيرفع الغبن عن الكثيرين، وأشاروا أيضا إلى عدم توفر أخصائيين في الأورطوفونيا ببئر العاتر، و لا يوجد سوى واحد يعمل بالطب المدرسي وفق نظام عقود ما قبل التشغيل.
اليوم الدراسي الذي تميز بحضور الأولياء و أبنائهم المرضى، اختتم بتقديم توصيات هامة للسلطات المحلية، و في مقدمتها رفع قضية المركز البيداغوجي إلى والي الولاية عن طريق أعضاء المجلس الشعبي الولائي، و رفع مطلب ثان إلى مدير الصحة بضرورة توفير أطباء نفسانيين، وخاصة أورطوفونيين للتكفل بأطفال التوحد الذين يعانون من مشاكل نفسية و أخرى في النطق و الكلام.
كما رفعوا مطلبا إلى مدير التربية من أجل تسجيل هؤلاء الأطفال على مستوى الأقسام الخاصة، التي أصبحت صعبة المنال، حسب إحدى المتدخلات، وتم على هامش هذا اليوم الدراسي تكريم بعض الصحفيين بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، من بينهم مراسل جريدة النصر.
ع.نصيب