القرضاوي : الحكم لا قيمة له و القضاء في مصر مهزلة !!
انتقد الداعية يوسف القرضاوي القرار الصادر أمس عن محكمة جنايات القاهرة و القاضي بالحكم عليه بالإعدام في القضية التي عرفت إعلاميا بإقتحام السجون في 25 جانفي 2011 و إحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية للإدلاء بالرأي الشرعي فيها رفقة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى عدد كبير من مناضلي حركة حماس و حزب الله اللبناني ، مفيدا بأن الأحكام الصادرة لا قيمة لها، و لا يمكن أن تنفذ لأنها ضد سنن الله في الخلق، وضد قوانين الناس و أعرافهم و أخلاقهم ، و لا يقبلها أحد، مضيفا بأن القضاء في مصر تحول إلى مهزلة وأن ما صدر ضده ملفق من جهات أمنية.
و قد نفى القرضاوي الذي يعتبر المرجع الروحي لجماعة الإخوان المسلمين ضلوعه في هذه القضية ،حيث قال بحسب ما جاء في بيان صدر عنه بأنه كان في قطر ذلك الوقت، موضحا بأنه لن يتابع هذه الأحكام لأنها لا قيمة لها بالنسبة له ، و أن القضايا التي تعرض على القضاء المصري لا يعرها إهتماما، لأن أحكامها حسبه خارجة عن العقل و القانون ، مشيرا إلى أن حكم الإعدام لا يصدر إلا بحق من قتل نفسا بغير حق ، مؤكدا في ذات الوقت بأنه من حق الناس أن تثور على الظلم و من واجبه الدعوة إلى ذلك ، معتبرا بأنه ينبغي أن يكون لدى الشعوب التي أستبد بها حكامها أمل الانتصار.
في المقابل حددت المحكمة جلسة النطق بالحكم الذي سيصدر عن مفتي الجمهورية طبقا للقانون المصري الذي ينص على أن أحكام الإعدام تحال على المفتي لإبداء الرأي الشرعي فيها في الثاني من شهر جوان المقبل، حيث أوضح المفتي شوقي علام بأنه غير ملزم قانونا، و أنه بإمكان الطعن في الحكم أمام محكمة النقض .
للعلم فإن التهم الموجهة للداعية يوسف القرضاوي في هذه القضية بحسب قرار الإحالة الذي تداولت مضمونه عديد الوسائل الإعلامية تتمثل في الخيانة العظمى و التحريض على العنف و القتل بين أبناء الوطن و الإستقواء بالدول الغربية لخلق رأي عام دولي في مواجهة مصر و النظام الحاكم ، كما أوضح القرار بأن القرضاوي كان حلقة وصل بين مكتب الإرشاد في مصر و التنظيم الدولي للإخوان في الخارج، و كان يستغل علاقته بالتنظيم و سفرياته من و إلى مصر في نقل تعليمات و تكليفات مكتب الإرشاد إلى هذا التنظيم وفق الخطة المتفق عليها مع باقي المتهمين .
و تتعلق المعلومات التي قام القرضاوي بإبلاغها للتنظيم الدولي في الخارج و حركة حماس الفلسطينية و تنظيم حزب الله اللبناني حسب ما تناوله قرار الإحالة بمواعيد اقتحام السجون في مصر ، من بينها سجن وادي النطرون، و بالخطة الكاملة للطريقة التي يهرب بها الرئيس المعزول مرسي إلى جانب المساجين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين، بحيث تتمثل هذه الخطة في قيام مجموعات فلسطينية و لبنانية بالتسلل إلى الأراضي المصرية عبر الأنفاق الموجودة على مستوى أحد معسكرات التدريب التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لتهريبهم.
للتذكير فإن يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين يعد أحد أكبر علماء الدين الإسلامي ،عرف بانتقاده للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي منذ عزل الجيش للرئيس مرسي ، فهو يعتبر بأن حكم الإخوان هو الأفضل باعتبارهم الجماعة الإسلامية الوسيطة المنشودة و أفضل مجموعات الشعب المصري، و جراء هذه المواقف المعلنة من القرضاوي تمت متابعته في مصر قضائيا و هو محل أوامر بالتوقيف من الأنتربول أو البوليس الدولي بطلب من الحكومة المصرية، و قد أشيع من قبل أنه كان في صلب صفقة مصرية قطرية لتسوية خلافات البلدين مقابل قيام الدوحة بتسليمه للقاهرة، غير أن هذه الإشاعة سرعان ما تبددت و بقى القرضاوي في قطر و هو بعيدا عن الأضواء .
أسماء بوقرن