وزير الشؤون الدينية يدعو الإعلام لعدم تمجيد مرتكبي الجرائم باسم الدين
قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس، أن "هناك خلطا متعمدا لمفاهيم الدين الإسلامي من طرف بعض المنتمين للإسلام، أضر بالمصلحة العامة للمسلمين، وعرض النصوص للإنتقاص، وتجرأ على حدود الله التي أصبحت أرضا مستحبة لمن قل زادهم العلمي والديني وإنطمست بصيرتهم في الدماء المعصومة وانتهاك الحرمات المصونة بإسم الإسلام".
و أضاف في كلمته الإفتتاحية لأسبوع القرآن الكريم، بأن "من يقوم بإزهاق الروح البشرية يتوعده الله بعقوبات تفسد عليه دنياه وأخراه، حيث يسلط عليه عقوبة قاسية تبرز مدى قيمة الروح البشرية عند الله"، وهي الروح التي أصبحت حسب الوزير، رخيصة الثمن عند البشر في الوقت الراهن، حيث أصبح القتل والعمليات الإنتحارية وحرق الجسد وغيرها، أفعالا تمجدها بعض الجماعات باسم الدين الإسلامي الذي هو عكس ذلك، حيث أن الحياة في الإسلام محترمة ومقدسة مهما كان الجنس الإنساني.
وتأسف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى في كلمته التي ألقاها أمس أمام أكثر من 3 آلاف مشارك في الأسبوع الوطني السادس عشر للقرآن الكريم الذي يحتضنه مركز الإتفاقيات بوهران، لإبتعاد أغلب المسلمين عن تعاليم دينهم وجهلهم الكبير لمفاهيم الإسلام ،ما يعكس قصورا واضحا لهؤلاء المنتمين للإسلام الذين يمجدون المحرمات باسم الدين، ويحولون الخطيئة لحسنة. وأعطى الوزير أمثلة عن هذا الوضع من خلال استغرابه على إقدام المسلم على العمليات الإنتحارية التي يفجر فيها نفسه، رغم أنه يعلم أن الإنتحار حرام وحرق الجسد حرام وإزهاق دم الروح البريئة حرام، وبدل أن يحرم المجتمع هذه الأفعال وينبذها، قال محمد عيسى يوجد من يصف هذا بالعمل بالبطولي ويمجده. و هناك من يسير على نفس الدرب في مواصلة تجسيد تلك المحرمات.
وفي هذا الإطار، انتقذ الوزير من أسماهم بأشباه الإعلاميين الذين يروجون لمثل هذه الأفعال و "يرفعون بها أسهم الأصوات الناعقة التي تضفي على الفعل ثوب الجلال حيث تعتبر هذه الوسائل الإعلامية منفذي هذه الأفعال ضد حق النفس في الحياة، شهداء منصبة نفسها نائبة عن الله في إدخال الناس للجنة أوالنار".
وأضاف محمد عيسى، أن دماءً كثيرة تسفك اليوم في أماكن متعددة في بلاد المسلمين وباسم الإسلام، قائلا أن "الله براء من هذه الجرائم والآثام المرتكبة".
وفيما يتعلق بتظاهرة الأسبوع الوطني للقرآن الكريم المتمحورة حول قيمة الحياة البشرية، قال الوزير أن معنى الحياة هو قيمة إنسانية وقرآنية، ومن واجب كل من فوق الأرض حمايتها، مضيفا أن القرآن الكريم يدعو لحماية كل معاني الحياة من خلال آيات واضحة في المصحف، مذكرا بأن هناك نصوصا شرعية تمنع الإعتداء على النفس البشرية وتعتبر ذلك اعتداء على الإنسانية جمعاء ومسّ بحق الإنسان في الحياة الذي كفله له الله. و تابع بأن المجتمعات المتحضرة والراقية تحفظ النفس البشرية وتأبى التعرض لها بأي سوء، مهما كانت الأسباب الناجمة عموما ـ حسب محمد عيسى ـ عن عقول متحجرة وقلوب ميتة، واعتبر من يقوم بأفعال ضد بقاء الإنسانية، خارج عن الفطرة البشرية.
وأوضح الوزير أن الجزائر سنّت شهرا كاملا للإحتفال بالمولد النبوي نصرة لرسول الله، وأن إفتتاح أسبوع القرآن قد تزامن هذ العام مع إحتفالية يناير التي ترمز للتمسك بالأصالة والأرض، كما أنه لأول مرة يخرج هذا الملتقى من العاصمة ويحط في وهران التي نوه بها محمد عيسى، مؤكدا أنه بفضل رموزها الدينية والجهادية عبر العصور، أصبحت اليوم رمزا للإعتدال وتسامح الحضارات وتعايشها.
هوارية ب