جمال الحلي الترقية و الأمازيغية الجزائرية ألهمت مجموعتي الأخيرة
قدمت مصممة المجوهرات المصرية رهام دسوقي مجموعة مميّزة من قطع الحلي الراقية خلال مشاركتها في فعاليات الأسبوع الثقافي المصري بقسنطينة مؤخرا، عرضت خلالها قطعا مستوحاة من التراث المصري القديم و أخرى من ثقافات العالم، على غرار مجموعة خاصة استلهمت تفاصيلها من الحلي التقليدية لمنطقة الصحراء الجزائرية التي قالت بأنها كانت مصدر إلهام لها نظرا لجماليتها العالية و علاقتها الوطيدة بالطبيعة و رموزها.
رهام درست صناعة الحلي في مصر و فلورنسا بإيطاليا على مدار 10 سنوات، استطاعت خلالها أن تصقل موهبة أكدت للنصر، بأنها اكتسبتها منذ الصغر، لتتحوّل إلى تخصص تسعى من خلاله إلى توثيق انجازات و فنون و معتقدات البشر على مدار التاريخ، كما عبرت، مشيرة بأن رؤيتها لعالم صناعة الحلي يتعدى الاعتقاد بكونها مجرّد وسيلة للزينة ، بل تعتبرها لغة جمالية للتواصل بين البشر لأن الجمال حسبها يعتبر اللغة الوحيدة في العالم التي يفهمها و يتقنها الجميع. ومن خلال فضاء العرض الخاص بها، قدمت المصممة مجموعة جديدة تحتوي على قطع مستلهمة من الحلي الترقية الصحراوية، المصنعة من الفضة و بعض الأحجار الكريمة و نصف الكريمة، التي قالت بأنها أنهتها خلال تواجدها بالجزائر، أين تعيش منذ حوالي سنة و ستة أشهر، و قد حاولت صنع مزيج من الثقافات على اعتبارا أن باقي القطع التي تضمنتها المجموعة المعروضة، تعود إلى الحقبة الفرعونية، بالمقابل تقدم بعض الحلي صورة عن الصناعة الإسلامية، تعرض جنبا إلى جنب، رفقة قطع أخرى ذات طابع عصري و أخرى تعبر عن التصوّف أو الثورة، وهو المزيج الذي قالت المصممة المصرية بأنه يهدف إلى خلق سلسلة زمنية تعكس التطور الإنساني.
و عن خاصية صناعتها أوضحت المصممة رهام دسوقي بأنها تعتمد على النشر و اللحام ، بالإضافة إلى الحفر على الشمع و سبكه، كما تستخدم بالأساس خامات نقية كالفضة و الذهب و الفضة و النحاس المطليان بماء الذهب، حيث تكون القطع عادة مرصعة بأحجار كريمة و نصف كريمة كالفيروز، الزركون، العقيق، المرجان، السفير و غيرها من الأحجار التي عادة ما تكون حسب طلب الزبون، وهي أحجار يتم استقدامها من الهند و تركيا و الصين و أفغانستان .
أما عن تصاميمها فتتنوع بين المجوهرات البسيطة التي يمكن ارتداؤها يومياً، و القطع الأنيقة لمناسبة مميّزة، و ذلك بحسب تباين مستويات زبائنها، الذين تشكل الطبقة الراقية أكبر نسبة، على اعتبار أن أسعار بعض القطع قد تتراوح بين 25 ألف و 30 ألف دينار جزائري، كما أن كل مجموعة تعد فريدة من نوعها و تؤرخ لفترة زمنية معينة و لحضارة معينة، و ترتبط بعض القطع بمناسبات دينية أو تقاليد مصرية خاصة كالمولد و السبوع مثلا، و هي قطع معبّرة و مختلفة تتميّز كل واحدة من بينها بطريقة نحتها و لحمها بالإضافة إلى تقنية خاصة لا تتوّفر في غيرها من القطع.
ن/ط