زيارة هولاند للجزائر سترفع مستوى الوعي بالماضي المشترك وتحديات المستقبل
قال الأميرال الفرنسي جون ديفور أمس الأربعاء بوهران، أن زيارة الرئيس فرانسوا هولاند المرتقبة للجزائر خلال الشهر القادم، من شأنها رفع نسبة الوعي السياسي بأهمية التطلّع إلى المستقبل بين البلدين، والتركيز على أهمية التحديات والرهانات العالمية التي تفرض إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية التي بدورها ترتكز ـ مثلما أضاف ـ على ماضٍ وتاريخ مشترك، لا يمكن إنكاره.
و أضاف في معرض رده على سؤال للنصر، على هامش مداخلة بجامعة وهران 2، “ أنا لا أتهم الحكومات الإستعمارية بإرتكاب أخطاء”، مشيرا إلى أن الحوار والتقارب السياسي على مستوى قادة البلدين لا يكفي وحده للتعاطي مع الراهن الإقليمي الذي يتطلب بحسبه توسيع التقارب إلى الشعوب وفتح الحوار على هذا المستوى خاصة بين طلبة الجامعات و الباحثين بين الضفتين.
وأكد الأميرال الفرنسي جون ديفور خلال عرضه لمقترحات مشروعه المتمحور حول “ العالم القادم..تحديات جيوستراتيجية وآفاق” بجامعة وهران 2، أن التحولات التي سيعيشها العالم في المستقبل المتوسط والبعيد ستخلق إختلالا في ميزان القوى الدولية وإختلالات في الواقع التنموي، مما يتطلب التفكير في نسج شراكات منتجة بين ضفتي المتوسط التي يفصلها فقط البحر، مشيرا إلى أنه “يعتبر دول جنوب المتوسط هي دول مندرجة في التركيبة الأوروبية”، وهذا ما يسهل حسبه، التعاون على مواجهة الأزمات القادمة، خاصة وأن الجزائر هي بوابة إفريقيا وتربطها عوامل مشتركة مع فرنسا، وممكن أن يعمل البلدان معا لإيجاد توجّه مشترك، وبالتالي يمكن وضع إستراتيجية مشتركة أيضا، تعتمد على حسن تسيير الماضي، والمضي نحو المستقبل. و قال في هذا الخصوص “مبادلات البلدين التجارية تصل اليوم إلى 10 ملايير أورو، و يمكن أن ترتفع إلى 100 مليار أورو، ونبحث عن شركاء في المتوسط”.
وفي إطار شرحه للتحديات التي تواجه العالم حاليا والتي ستتعقد ـ مثلما قال ـ مستقبلا، دعا الأميرال الفرنسي شعوب الدول المستضعفة إلى عدم الإنسياق وراء الأصوات المنادية للثورة على القادة والسلطة لأن هذه الثورات ستضاعف الأزمات وتخلق قوى جديدة مهيمنة، معبرا عن إستيائه مما خلفته ثورات الربيع العربي وما تخلفه حاليا النزاعات والحروب في عدة مناطق من العالم على غرار سوريا التي قال بشأنها بأن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة هو حماية للبلد أكثر من مغادرته لها.
وأوضح الأميرال في سياق آخر، أن الإرتباك الذي يعيشه الإتحاد الأوروبي حاليا بـ 28 دولة، لا زال مصيره مجهولا مثلما يبقى أيضا مصير تغير موازين القوى في العالم مبهما كذلك، ولكن كما أشار الأميرال فإن هذه التحديات والصراعات لن تؤدي بالضرورة لحروب عسكرية جديدة، لأن مراعاة المصالح جعلت الديبلوماسية تلعب الدور الأساسي قبل الدور العسكري.
هوارية ب