النساء يزاحمن الرجال في استهلاك التبغ في الأماكن المغلقة
أفادت دراسة حديثة عن تضاعف استهلاك مادة التبغ وسط الرجال والنساء ثلاثة أضعاف ما كانت عليه و ذلك بمعدل يقارب 50 بالمائة وهو ما اعتبره المختصون مؤشرا خطيرا لتزايد انتشار عدة أمراض فتاكة وفي مقدمتها داء سرطان الرئة.
و تشير الدراسة التي أعدها المعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائرمؤخرا، أن معدل الوفيات قد تجاوز 15 ألف شخص في السنة بالجزائر، نتيجة الإفراط في استهلاك وتناول التبغ وسط مختلف شرائح المجتمع، يمثل الرجال نسبة 43 بالمائة مقابل 6.5 بالمائة من فئة النساء، بزيادة فاقت 25 بالمائة مقارنة بسنة 1998، حيث يستهلكون ما يقارب 54 ألف طن من مختلف أنواع التبغ المحلي و المستورد وهي مؤشرات جد خطيرة تساعد على تنامي وانتشار عدة أمراض من شأنها تعقيد الوضعية الاجتماعية و الصحية للمدمنين و تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة، حيث يشكل التدخين العامل الأساسي في إصابة المدمنين عليه، بسرطان الرئة و ذلك بنحو 90 بالمائة. و تمكن خطورة هذا النوع من السرطان في أنه في أغلب الأحيان يكتشف بعد انتشاره خارج الرئة مما يجعل إمكانية التدخل الجراحي مستحيلاً، والسبب في ذلك حسب الأطباء المختصين أن الأعراض المرضية التنفسية غير دقيقة في الكشف عن هذا المرض، حيث يعاني 50% من مرضى سرطان الرئة من كحة أو سعال و من آثار التدخين كالالتهاب المزمن للقصبة الهوائية المؤدي إلى الزيادة في إفرازات غدد القصبة الهوائية و التي تظهر أعراضه على شكل سعال دائم خصوصاً في الصباح الباكر ويكون مصحوباً أحياناً بظهور دم، كما يتسبب في أمراض قاتلة تصيب القلب، الدورة الدموية، المخ، الجهاز التنفسي وأجهزة أخرى. و النسبة المذكورة للتدخين وسط فئة النساء في مجتمع محافظ، يطرح أكثر من علامة استفهام وسط الشارع، و هي نسبة غير مبررة في الواقع لأن إقبال المرأة على التدخين غالبا ما يكون في أماكن مغلقة تقول الآنسة «فاطمة ط» طالبة جامعية بجامعة خميس مليانة حيث اكتشفت عند التحاقها بالجامعة مثل هذه السلوكات من فتيات ينحدرن من مناطق نائية محافظة، تعلمن استهلاك السجائر من أقران السوء، مضيفة أن استهلاكها عادة ما يكون في الغرف أو المراحيض، و تشير زميلتها صفية، بأن هذا النوع من السلوكات لم يعد بالغريب عليهن، و بعد أن كان مقتصرا على الرجال فيما مضى أضحى بالنسبة لبعض الفتيات سلوكا للمباهاة والخروج عن التقاليد و الأعراف، وقالت بأن الأسباب الرئيسية وراء انتشار استهلاك السجائر في أوساط الإناث مرده إلى الأصدقاء ،الأفلام والانترنت، وعقدة التقليد ..الخ.
وبإمكان الأطباء الكشف عن هذه الحالات يقول الطبيب توفيق مداني بفضل الفحوصات والتحاليل الطبية للكشف عن أمراض يعانون منها، كان التدخين سببا مباشرا أو غير مباشر في تعقيد الوضعية الصحية للمريض.
وقد أثبتت دراسات عديدة في المقابل أن النساء الحوامل المدخنات معرضات بنسبة عالية لولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة جنين ميت أو موت الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة، كما أظهرت هذه الدراسات أن تدخين الأم أثناء الحمل يسبب تقلصاً في شرايين الدماغ عند الجنين نتيجة تفاعله للغازات السامة الكثيرة كما أن صغر حجم الأطفال المولودين من أمهات مدخنات يعود إلى عرقلة نقل الأكسجين إلى أنسجة الجنين بسبب وجود المواد الغازية السامة بدم الأم، وتفيد المعطيات المقدمة من طرف نفس المصدر استنادا إلى المنظمة العالمية للصحة أن الدخان المنبعث من السيجارة يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيماوية منها 60 مادة على الأقل تؤدي إلى الإصابة بالسرطان على غرار البنزين و الفينول و الأمونياك و غيرها من المواد السامة.
هشام ج