أولياء يودعون أبناءهم المترشحين للبكالوريا بماء زمزم و الحلويات و السكر
تجتهد بعض العائلات هذه الأيام على مرافقة أبنائها طيلة امتحانات نهاية السنة، خصوصا البكالوريا، بتوفير الأجواء النفسية والظروف المادية اللازمة والإكثار من الصلاة والدعاء لهم وتوديعهم أمام عتبة المنزل بماء زمزم و الحلويات و قطع السكر .
بقدر ما تنتاب أولياء التلاميذ مخاوف وضغوط نفسية كبيرة إلا أنهم يحاولون إخفاءها أمام أبنائهم المقبلين على امتحانات نهاية السنة ،خصوصا شهادة البكالوريا ،التي تعد مفتاح المستقبل بالنسبة للأغلبية ،حيث تتم تهيئة الأجواء والظروف داخل المحيط العائلي والتقليل من الضغوط النفسية على المترشحين و محاربة القلق و التوتر لأنهما عدوان للتركيز و النجاح .
في الغالب يسعى الأولياء لترتيب وتوزيع الحجم الساعي لمراجعة أبنائهم وتلبية طلباتهم، تقول السيدة عائشة م 56 سنة من بلدية عين الدفلى بأن هذه الفترة تعتبر حرجة جدا بالنسبة لابنها رضا ،المرشح لاجتياز شهادة البكالوريا فرع علوم فأي ضغط أو عصبية بإمكانهما التشويش على أفكاره، فسر النجاح بالنسبة إليها هو التركيز ،و ليس الكم الكبير من المعلومات المخزنة في ذاكرة ابنها . و قد أثبتت التجارب على حد علمها ،بأن القدرة على توظيف كم قليل من المعلومات بجانب التركيز والفهم الجيد للسؤال يعادل إجابة جيدة، والعكس صحيح.
أما أم أمين 59 سنة ،متقاعدة من سلك التعليم، فترى بأن ترتيب وتوزيع الحجم الساعي للمراجعة و إعطاء مساحة للترفيه قبيل و أثناء الامتحان، كفيلان باستعادة المترشحين لمجمل الدروس و ترتيب الأفكار وتسلسلها بصفة جيدة ،ومن بين العوامل المساعدة على التركيز الأكل الجيد، و اختيار بعض أنواع الأطعمة المفيدة لتقوية الذاكرة ،من بينها المكسرات كالفول السوداني «الكاوكاو» و اللوز و الفستق، لاحتوائها على كمية عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة ،مثل دهون أوميغا 3 إلى جانب مادة الزبيب لاستعادة الذاكرة و محاربة النسيان.
كما تفضل أثناء المراجعة إعطاء ابنها الشوكولاطة الداكنة التي تحافظ على سرعة عمليات الحفظ والاسترجاع، و يذكر عبد السلام وهو أستاذ جامعي بخميس مليانة ،من بين العادات الراسخة لحد الآن، ويتذكرها باعتزاز وفخر، أن الأمهات لازلن يودعن أبناءهن بالحلويات والسكر لاستزادة الطاقة اللازمة وإعطائهم جرعات من ماء زمزم كبركة مع الإكثار من الدعاء لهم أمام عتبة الباب، وهم في طريقهم إلى مراكز الامتحانات ... صور لا تزال قائمة ،يضيف محدثنا، تعبر عن قداسة العلم و المعرفة وضمان فرص النجاح وسط العائلات الجزائرية .
ويعتبر العسل بالزنجبيل من بين الخلطات التي تداوم السيدة مريم على إعطائها لأبنائها ،أثناء وقبل الفترة التي تسبق الامتحانات لتقوية الذاكرة الضعيفة و استرجاع المعلومات في وقت قصير. كما تحث أبناءها على تلاوة القرآن الكريم لقوله تعالى في سورة الكهف « واذكر ربك إذا نسيت « ،و لا تتوانى ذات السيدة من الدعاء لأبنائها أثناء الصلاة بالنجاح و ترافقهم أيام الامتحانات نفسيا وماديا.
نفس الأمر ينطبق على الصيدلي خالد الذي ينصح ابنته الوحيدة دلال بالإكثار من أكل الخضروات و الفاكهة الطازجة و الابتعاد عن الأدوية الخاصة بتقوية الذاكرة باعتبارها مضرة للجسم وهي عبارة عن منشطات ليس إلا، و تتسبب في الإدمان عليها مما ينعكس سلبا على صحة من يتعاطاها في وقت وجيز، داعيا في المقابل لتناول الأطعمة الطبيعية و المكسرات والنوم في توقيت مضبوط ومحدد ، وعدم السهر وممارسة الرياضة والمواظبة عليها لتنشيط الجسم .
هشام ج