الجزائــــر تسعى لوقـــف الاقتتــــال بين الفصـــائل المسلحـــة في الازواد
تواصل الجزائر مساعيها لمنع عودة الاقتتال مجددا في شمال مالي، خاصة مع تزايد الهجمات التي تنفذها مجموعات مرتبطة بالقاعدة على مواقع القوة الأممية للسلام في مالي، والمواجهات الدائرة بين التنظيمات المسلحة، خاصة بعد إعلان منسقية الحركات الازوادية الهجوم على بلدة قريبة من تمبكتو، حيث التقى وزير الخارجية رمطان لعمامرة مع وفد حكومي مالي لبحث الأوضاع على الأرض، على ضوء التوتر الحاصل في مناطق بشمال مالي.
ولم تتسرب تفاصيل عن اللقاءات التي جمعت وزير الخارجية بأطراف الأزمة المالية، لكن بعض المصادر تحدثت عن اجتماعات «تمهيدية» لعقد الجولة الخامسة من المباحثات التي كانت مقررة الشهر الجاري، وتم تأجيلها إلى فيفري المقبل، والتي ستكون حاسمة، حيث يتوقع أن يتم التوقيع رسميا على اتفاق السلام.
وتتزامن اللقاءات التي تجمع وزير الخارجية مع إطراف الأزمة في مالي، مع تزايد حدة المواجهات والعمليات العسكرية في مناطق مختلفة في شمال مالي، حيث جرت أمس مواجهات مسلحة بين مجموعات متناحرة في منطقة « غاو « في شمال مالي، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، عن مصادر مسؤولة في حركات ازواد قولها إن المواجهات جرت في « تابنكورت « شمال غاو بين عناصر مسلحة مختلفة.
وأعلن مسؤول في منسقية الحركات الأزوادية عن سيطرة المنسقية على بلدة “تاركنت” القريبة من “تابنكورت” جنوب غرب “كيدال” إثر انسحاب المجاميع المسلحة المكونة من “غاتيا” وقبائل لمهار العربية إلى “تابنكورت” وتحصنهم داخلها، وأضاف القيادي الرفيع الازوادي أن “تاركنت ” تم الاستيلاء عليها من قبل قوات المجلس الأعلى ، وأعلن فرض المنسقية حصارا عسكريا على”تابنكورت” استعدادا لاقتحامها، وعزا تأخرهم في اقتحام البلدة إلى الألغام المزروعة بكثافة في مداخلها من قبل المجاميع المسلحة .
وجاء ذالك مباشرة بعد إعلان منسقية الحركات الأزوادية التي تضم كلا من الحركة العربية جناح ولد سيداتي والمجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة الوطنية لتحرير أزواد عن حرب شاملة ضد المجموعات التابعة للجيش المالي والتي باتت تهديداتها وهجماتها تشكل خطرا على وحدة الصف الأزوادي. وتأتي حركة الدفاع الذاتي لإمغاد وحلفائهم “غاتيا” على رأس هذه المجاميع المستهدفة في هذه الحرب بالإضافة إلى الحركة العربية جناح ولد سيدي محمد. وأعلنت المنسقية عن قيادة المجلس الأعلى للعمليات العسكرية وإسناد مهمة التفاوض واستكمال جلسات الحوار بالجزائر إلى بلال أغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد.
من جانبه أدان مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجمات التي استهدفت، السبت، البعثة الأممية، «مينوسما»، في مدينة كيدال، شمالي مالي، ما أسفر عن مقتل أحد جنود البعثة التشاديين، وجرح آخر. ودعا المجلس، حكومة مالي للتحقيق على وجه السرعة في هذا الهجوم وتقديم الجناة إلى العدالة، وأكد أن «الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي».
وشدد مجلس الأمن في بيانه على «ضرورة تصدي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بكل الوسائل، وفقا لميثاق المنظمة الدولية، للتهديدات التي تشكلها الأعمال الإرهابية للسلم والأمن الدوليين»، وذكر بيان المجلس أن «أي أعمال إرهابية هي إجرامية وغير مبررة، بغض النظر عن الدافع، وفي أي مكان، أو زمان وقعت، وأي كان مرتكبوها».
أنيس ن