رباعين : مشاركة لعمامرة في مسيرة باريس غرضها حماية الجالية الجزائرية
انتقد رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين،أمس الأحد، عدم صدور أي رد فعل رسمي من قبل مؤسسات الدولة إزاء الرسومات المسيئة للرسول، و تأسف لكون المسيرة التي نظمت يوم الجمعة الماضي، اخترقتها شعارات متطرفة، داعيا الحكومة إلى الاهتمام بتنمية الجنوب بدل الانشغال بالبحث عن الغاز الصخري.
و اعتبر فوزي رباعين في ندوة صحفية صبيحة أمس بمقر حزبه بالعاصمة، بأن المبادرة بتنظيم مسيرة لنصرة الرسول كانت طيبة، غير أن تحول جزء منها إلى عنف ورفع شعارات وعلم داعش، على حدّ قوله، جعله يتأسف لذلك، متمنيا لو تم تنظيم مسيرة تماما كما التي دعا فرانسوا هولاند إلى تنظيمها في فرنسا، وأن يتولى الدعوة إليها رئيس الجمهورية، على غرار ما فعله الرئيس الفرنسي، وأن يتم الإدلاء بموقف رسمي واضح وصريح بخصوص الإساءة للنبي الكريم، منددا بالعملية الإرهابية التي استهدفت صحيفة شارلي إيبدو، غير أن ربط الصورة المشوهة للرسول بحرية التعبير أمر مرفوض تماما، متسائلا لماذا لم تلجأ دول أخرى كإسبانيا وألمانيا إلى تلك الطريقة للدفاع عن حرية التعبير.
وشدّد رباعين على أن المجتمع الجزائري له هويته، وأن الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات لا يجب أن تتصادم معها، وأن ما حدث في فرنسا هو قضية فرنسية ـ فرنسية، منددا بقوة بالترخيص لطبع نسخ أخرى من شارلي إيبدو للإساءة للإسلام، ليصل عدد النسخ المطبوعة منذ وقوع الحادثة إلى سبعة ملايين نسخة، معتقدا بأن الثمن ستدفعه الجالية الجزائرية في فرنسا، بدعوى أن الانتخابات المقبلة التي سيشهدها هذا البلد ستؤدي إلى صعود اليمين القريب إلى اليمين المتطرف، ويقصد ساركوزي، مبديا خشيته من إمكانية فقدان الجالية الجزائرية والمسلمة عامة لجملة من الامتيازات، ولجوء الحكومة الفرنسية إلى تطبيق الهجرة الانتقائية، التي ستخص حسبه، من يدينون بالمسيحية.
وأيّد المتحدث مشاركة وزير الخارجية رمطان لعمامرة في المسيرة التي شهدتها باريس، لأن الدولة مجبرة على حماية الجالية الجزائرية، لكنه تساءل عن سبب عدم دعوة السلطات الجزائرية إلى مسيرة مماثلة لنصرة الرسول، مستفسرا عن سبب الصمت الذي التزم به رئيسا غرفتي البرلمان تجاه الهجمة التي استهدفت مقدسات المسلمين، إلى جانب الوزراء والشخصيات السياسية.
وعرج فوزي رباعين على الاحتجاجات التي يشهدها الجنوب بسبب الغاز الصخري، موجها أصابع الاتهام إلى المنتخبين المحليين والنواب، الذين أخفقوا حسبه في مواكبة انشغالات سكان الصحراء، منتقدا التناقض بين تصريحات المسؤولين فيما يخص هذا الملف، مناشدا رئيس الجمهورية كي يدلي بموقف رسمي، وبتوجيه ولو كلمة قصيرة لمواطني المنطقة، بما يسمح بفتح نقاش مثمر، مقترحا بأن تولي الحكومة اهتماما لتنمية الجنوب، بدل البحث عن الغاز الصخري، من خلال تحقيق لامركزية اقتصادية واجتماعية بشكل فوري، ومعالجة مشاكل النقل وشبكة الطرق والمياه، معتقدا بأن الأحداث التي تشهدها ولاية غرداية لا علاقة لها بالإدارة، وإنما لها أسباب سياسية، وهي نتيجة واضحة لصراع بين منتخبي المنطقة، قائلا بأنه باستطاعته معالجة المشاكل المطروحة في الولاية، لو أعطته الجهات المسؤولة الترخيص بذلك.
لطيفة/ب