مجبرون على الغناء في المناسبات الرسمية " للإستمرار " الفني
أنهى مؤخرا فنان المالوف طارق زعزع المعروف في الوسط الفني باسم «زازا» تسجيل ألبوم غنائي جديد ، أعاد فيه أداء نوبة رمل الماية ، المعروفة في فن المالوف ، وذلك ضمن مشروع لحفظ التراث السماعي القسنطيني يندرج في نشاطات دائرة التراث اللامادي في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.
العمل الفني يعيد الأغاني المعروفة في نوبة رمل الماية غير المسجلة بشكل احترافي من قبل ، حيث تنتشر تسجيلات لحفلات ضعيفة المستوى وهو ما ساهم، حسب زعزع ، في تشويه نوبة رمل الماية.
وقد تم تسجيل كل من أغنية «ما ساب عقلي»، و «حبي» و» نسيم الورد» و « لي خل مليح» و انصرافات « لهيب الشمس» و»ما تتفكر يا غزالي».
وشدد إبن مدينة قسنطينة على القيام بالموازاة مع تسجيل النوبات الموسيقية بتدوينها كتابيا ، وذلك من أجل حفظ التراث كنوطات وكطريقة أداء ، لأن فن المالوف بدأت ، حسبه ، أسسه تزول مع التحديث الحاصل في السنوات الأخيرة لذلك أضحى من الضروري تسجيل المالوف المحض، وحفظه للأجيال لكي لا تختلط الموسيقى الكلاسيكية القسنطينية مع الإيقاعات العصرية.
مغني المالوف تحدث عن عمله الفني المقبل ، مشيرا إلى أنه يختار أهم القصائد حاليا ، وذلك من أجل أدائها بشكل فني جميل ، معتبرا نفسه من الفنانين الذين يقللون من إصدار الألبومات الفنية وذلك من أجل مراعاة جودة كل أغنية منفصلة .
طارق زعزع إعتبر بأن الحياة اليومية ومشاكلها ، أصبحت تسرق فنان المالوف من فنه و لا تترك له المجال للتفرغ له ، وهو ما رآه بمثابة خطر يهدد استمرارية هذا الفن الذي يقوم على الحفظ والجلسات الطربية الطويلة ، وذلك بهدف معرفه خباياه وأسراره الكثيرة .
وأضاف بأن الفنان الذي لديه عزة نفس تجنب دق أبواب المديرين من أجل الحصول على فرصة للغناء في حفلة معينة ، موضحا بأن إرتباط الفنان بالإدارات قد يفسد جوهر الفن لأنه يصبح مهنة قريبة من الإدارة و يصبح الفنان يعمل عملا إداريا من أجل الحصول على فرصة حفلة يغني بها.
وتأسف طارق زعزع لغياب حفلات فنية مستقلة عن تنظيم الجهات الرسمية، مضيفا بأن الفنان لا يمكنه تحمل تكاليف تلك الحفلات وحده وهو ما يوقعه في تناقض كبير : أن يعمل في الأطر الرسمية أو يبقى بلا عمل.
حمزة.د