فرسان زرعوا الفرح والإعجاب بين قسنطينة والخروب
إستوقفت مساء ثالث أيام العيد عروض الفانتازيا والبارود من تقديم فرسان حضروا من مختلف ولايات الشرق مستغلي الطريق الرابط بين الخروب وعين الباي بولاية قسنطينة ... إحتشدت على الجهة اليمنى من هذا الطريق مئات السيارات للتمتع بذات العروض المجانية التي أدخلت البهجة على الحضور.
أحد المشاركين في العروض و هو السيد لعوينة ، القادم من تاجنانت ولاية ميلة، قال بأن جمعيات الفروسية وركوب الخيل من سطيف و البرج و ميلة و تبسة وسوق أهراس و قسنطينة ، إتفقت على الإلتقاء في حقل بعين الباي بقسنطينة ، من أجل اقتسام فرحة العيد على طريقتها المتمثلة في تشكيل لوحات فنية في الهواء الطلق ، تساهم أيضا في إدخال البهجة على المواطنين الذين يعانون من ضغوط الحياة اليومية ، في ظل انعدام وسائل أخرى للتسلية والترويح .
و أضاف لعوينة بأن هذه العروض من شأنها ربط جيل اليوم بجيل الأمس وتعرفه برياضة كان يمارسها أجداده ، مرتبطة بتاريخ وعادات وتقاليد هذا الوطن ، و لم يكن لوقت قريب يراها إلا في التلفاز ، فقربته الجمعيات المشاركة منها ، و جعلته يعيش أجواءها ، وهذه الحشود دليل على تعطش الجزائري وشغفه بكل ما لـه صلة بأمجاده.
و أضاف محدثنا :” إن تعلقي أنا و زملائي بهذه الرياضة و بصفتنا من مربيي ومدربي الحصان البربري الجزائري الذي كاد في وقت ما ، يشرف على الانقراض، يجعلنا ننفق الكثير من أجل أن نعيش هذه الأجواء ، سواء في نقل أو إطعام الخيل ، كل ذلك إشباعا لرغبتنا الجامحة في الانطلاق والتحرر فوق صهوة حصان على أنغام البارود . وما الفروسية إلا انطلاق يجعل البهجة تغمرنا بتفاعل العيون العطشى مع هذه العروض ، ونحن نزرع الفرحة والفرجة في كل شبر من هذا الوطن بلوحاتنا الفنية بين طرفي ركح في الهواء الطلق “.
ويعتبر محدثنا أن ذات العروض نوعا من الإشهار مشددا :” إنها تؤكد بأننا موجودين ونستثمر في ما يحافظ على تقاليدنا وهويتنا ، و مروجين لرياضتنا بين الجمهور الذي يحتضننا بتنشيط أفراحه ومناسباته السعيدة ، الخاصة والرسمية “.
و كان تفاعل الجمهور مع اللوحات الفنية كبيرا وقد ظهر ذلك جليا على الوجوه و كاميرات الهواتف النقالة و اللوحات الرقمية التي لم تتوقف عن التصوير كل مدة العرض ، فالفرصة قد لا تتكرر قريبا أمام نسبة كبيرة من عابري طريق الخروب عين باي.
ص.رضوان