تلاميذ الجزائر حصدوا الفضة والبرونز بإمتياز
افتك الطالب النابغة فيصل سعدي ، إبن مدينة المسيلة ، الميدالية البرونزية في منافسات الأولمبياد العالمية للرياضيات ، التي أقيمت بالعاصمة التايلاندية شانغهاى من 4 إلى 16 جويلية الجاري ، حيث حل ثانيا في الترتيب بعد زميله إلياس حمدي من تلمسان ، و الذي توج بالفضة ، ضمن البعثة الجزائرية التي ضمت ستة طلبة من خيرة تلاميذ ثانوية الرياضيات بالقبة بالعاصمة ، ذات النظام الداخلي .
فيصل سعدي صاحب 18 سنة ، أضاف إلى فرحة نجاحه في شهادة الباكالوريا بمعدل 17.75، فرحة التتويج بالميدالية البرونزية ، و تشريف الجزائر في واحدة من بين أهم مسابقات الذكاء في العالم ، وهو الذي ترك بلدته الصغيرة بولاية المسيلة ، سعيا وراء حلمه في النجاح و التألق في عالم الأرقام و الحسابات ، ليعود إليها و هو بطل أولمبي نافس بذكائه عباقرة من 104 دولة ، من بينهم السعودية ، سوريا، تونس، المغرب...
النابغة فيصل ، أكد في حديث للنصر، بأن نجاحه هو جزء من مجهود مشترك بذله ستة طلبة مثلوا الجزائر في الأولمبياد التي تقام كل سنة ، وهم : بوخشم حسام الدين من قسنطينة ، سقني عبد المقصد من تمنراست ، صهيب علوط من الجلفة ، إضافة إلى الشقيقين إلياس و ياسين حمدي من تلمسان ، مشيرا إلى أنهم جميعا طلبة بثانوية الرياضيات بالقبة ، و تم إختيارهم من قبل لجنة خاصة شكلتها وزارة التربية الوطنية لتمثيل الجزائر ضمن المنافسات التي أختيرت مدينة شانغهاى لاحتضان طبعتها 56 هذا العام . علما بأن الجزائر إنقطعت عن المشاركة في الأولمبياد منذ 2009 ، لتعود و تحقق مشاركة جد مقبولة هذه
السنة . بخصوص برنامج تدريبات البعثة ، أوضح محدثنا ، بأنه كان مكثفا و تزامن مع التحضيرات الخاصة بامتحان شهادة الباكالوريا ، مؤكدا بأنه كان من الممكن أن يحقق معدلا أكبر في الشهادة و يحتل صدارة الترتيب الوطني ، لو لم تأخذ منه الأولمبياد كثيرا من الجهد و الوقت ، على إعتبار أن التدريب الذي أشرف عليه الدكتور مالك طالبي، كان جادا و مكثفا قسمت دوراته على أربع مراحل ، بمعدل أسبوع كل ثلاثة أشهر، كان آخرها خلال شهر رمضان الماضي .
فيصل ، أوضح بأن ما يميز التدريب الخاص بالأولمبياد عن المراجعة العادية ، هو طبيعة المسائل و التمارين الرياضية محل الدراسة ، و هي نفسها موضوع المنافسة ، إذ تعد هذه التمارين عالية التعقيد و تتطلب تخصصا و ذكاء كبيرين ، لأنها مسائل تختلف عما هو معروف . لذلك يتم في كل مرة إختيار بعثة من المدرسة الوطنية للرياضيات ، معتبرا بأن تواجد الجزائر في المرتبة 62 عالميا ، و الثالثة عربيا بعد السعودية و سورية ، يعد بمثابة إنجاز مقبول ، نظرا لإنقطاعها عن المشاركة في الدورات الخمس السابقة ، فضلا عن أن هذا النوع من المسابقات ، كانت حكرا على الصينيين و اليابانيين .
أما بخصوص مشاريعه الجامعية بعد نجاحه في شهادة الباكالوريا ، فيعتزم فيصل سعدي مواصلة رحلته في عالم الجبر و الهندسة ، حيث إختار فرع الرياضيات التقنية ليتمكن من التعمق أكثر في الحساب و خوض مجال البحث العلمي الرياضي ، ليحمل مستقبلا صفة عالم رياضيات كما أكد.
نور الهدى طابي