بداية التنافس بين ممثلي 11 ولاية لحصد جوائز المهرجان
على أنغام العود و القانون و القويطرة ، سافر الجمهور القسنطيني ليلة أول أمس في رحلة عبر الزمن عادت به إلى أجواء الأنس و السمر الأندلسي، و أذاقته عذوبة الكلمة الراقية و الموسيقى الكلاسيكية الأصيلة ، خلال حفل إفتتاح الطبعة التاسعة من المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية المالوف ، الذي يحتفي هذه السنة بالآلات النقرية و الوترية التقلدية .
سهرة أول أمس المندرجة في إطار فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، أختير لها عنوان “صدى المالوف في قلب الحدث “، و قد ميزها حضور كبير للعائلات، بالإضافة إلى وجوه ثقافية و فنية قسنطينية ، إستمتعت بتوليفة موسيقية راقية ميزها مزج بين عراقة مدرسة إشبيليا ، التي تغنت بموشحاتها حناجر جوق المهرجان إناث من قسنطينة ، ومدرسة غرناطة ممثلة في الجمعية الثقافية الشيخ رضوان بن صاري لمدينة سيدي بلعباس التي صنعت الفرجة.
كما عرف حفل الإفتتاح الذي غاب عنه ضيف الشرف عميد أغنية المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني، مشاركة لفنانين من قسنطينة على غرار الفنان حمزة بن قادري و الفنان سليم الفرقاني اللذان أطربا جمهور قصر الثقافة مالك حداد بجميل الألحان رفقة أصوات الجمعية الثقافية مقام ، حيث إستمع الحاضرون إلى مقامات و نوبات أندلسية متنوعة ، إستهلها مصدر “ أنا عشقي في السلطان “، عزفت ألحانه أنامل أعضاء الجمعية الثقافية الشيخ رضوان بن صاري لمدينة سيدي بلعباس ، إضافة إلى بطايحي “متى نستريح”، و انصراف “ زاد الحب” ، ثم خلاص “ أتاني زماني”، و باقة أخرى من جميل الموشحات و عذب الأشعار.
يستمر المهرجان إلى غاية 28 جويلية الجاري، كما سلفت الإشارة في العدد السابق لجريدة النصر ، مع تنظيم مسابقة لإختيار أفضل صوت و عازف على آلة تقليدية ، بالإضافة إلى أفضل فرقة مشاركة ، وفقا لمعايير تأخذ بعين الإعتبار المظهر العام للفرقة أو الجوق ، و مستوى ما قدم للجمهور. وقد أختيرت لتأطير المنافسة لجنة تحكيم مكونة من خمسة فنانين و أساتذة مالوف من قسنطينة و تلمسان و عنابة و العاصمة ، يرأسها الأستاذ محمد حمدي، على أن تمنح الفرق الثلاث الفائزة في المسابقة حق المشاركة و تمثيل الجزائر في المهرجان الدولي للمالوف المقرر من 25 إلى 31 أكتوبر القادم ، و تدرج كضيفة شرف في الطبعات القادمة من المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية .
من جهة ثانية ،يعد المهرجان الذي خصصت طبعته التاسعة هذا العام، للاحتفاء بالآلات الموسيقية التقليدية، خطوة أولى تحضيرا لتنظيم مناسبة ثقافية خاصة بآلة العود، تمهيدا لفتح مدرسة بقسنطينة لتعليم الشباب تاريخ الآلة و أصول العزف على أوتارها.
في انتظار ذلك سيكون عشاق الموسيقى الأندلسية بقسنطينة ،على موعد يومي مع سهرات المهرجان، الذي تستضيف فرقا فنية من 11 ولاية ، على مدار أربعة أيام القادمة . كما تنظم حفلات جوارية بكل من دار الثقافة محمد العيد آل خليفة ، و المركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب ، إضافة إلى برمجة موائد مستديرة مباشرة عبر أمواج الإذاعة الوطنية من قسنطينة ، و معرض فني تثقيفي دائم ، تجري فعالياته بين أروقة قصر الثقافة مالك حداد.
نور الهدى طابي